** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
موقع المسلمين في النظام الدولي الجديد I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 موقع المسلمين في النظام الدولي الجديد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

موقع المسلمين في النظام الدولي الجديد Empty
03112011
مُساهمةموقع المسلمين في النظام الدولي الجديد

مصطفى القزويني
موقع المسلمين في النظام الدولي الجديد





موقع المسلمين في النظام الدولي الجديد 115703
نظرة
سريعة إلى التحولات السياسية التي حدثت في العالم في مطلع التسعينات وادت
إلى ما يعرف بتشكيل النظام العالمي الجديد وأهم العوامل التي ساهمت في بناء
ومعرفة من هو الرابح والخاسر في ظل هذا النظام. ثم محاولة القاء نظرة على
وضع المسلمين في النظام العالمي من خلال التعرف على مواطن الضعف والقوة
والتحديات التي يواجهونها وتجاربهم الماضية في سبيل النهضة السياسية
والاقتصادية من خلال الالتحام ببعض المنظمات العالمية وتشخيص ابرز الثغرات
التي يعاني منها العالم الاسلامي ومحاولة وضع بعض التصورات والحلول
الممكنة.
لم يكن النظام العالمي الجديد الذي أعلن عنه في عام 1991م هو الاول من نوعه
فقد تشكّل قبل ذلك نظام عالمي بعد الحرب العالمية الثانية عام 1944 وقامت
على اثره عصبة الامم المتحدة في عهد الرئيس روزفلت. ولم يكن للعالم
الاسلامي دور يذكر في تلك التركيبة القديمة، لان الدولة العثمانية التي
كانت تمثّل المسلمين آنذاك انهارت وخرجت من حلبة الصراع السياسي الدولي.
في النظام العالمي الجديد يختلف وضع المسلمين تماماً عما كان عليه قبل 50
عاماً، فالمسلمون اليوم قوّة عالمية يحسب لها حسابها في السياسة العالمية،
ويراها البعض كبديل عن الشيوعية المنهارة في مواجهة العالم الرأسمالي،
ولاشك ان العالم الاسلامي ساهم إلى حد كبير في صنع وتثبيت النظام العالمي
الجديد بطريق مباشر وغير مباشر وسنرى ذلك من خلال نظرتنا إلى العوامل
الرئيسية التي ساهمت في بناء النظام العالمي الجديد.
ساهمت عوامل متعددة في بناء النظام العالمي الجديد، كان في طليعتها انهيار
الاتحاد السوفيتي والغاء حلف وارسو ووقوع حرب الخليج الثانية في مطلع
التسعينات. وقد عززت هذه الاحداث الخطيرة من الهيمنة الامريكية على مسرح
السياسة الدولية.
اما العوامل الرئيسية التي ساهمت في اضعاف بنية الاتحاد السوفيتي السابق ومن ثم انهياره فهي ثلاث:
العامل الاول: هي تركيبة الاتحاد السوفيتي التي كانت قائمة على ضم
الجمهوريات ذات الاعراق والثقافات والديانات المختلفة قسراً ضمن ايديولوجية
واحدة تتخذ من الارهاب والقسر وسيلة لرفض التعددية والحرية والانفتاح على
الايديولوجيات الاخرى.
العامل الثاني: الانهيار الاقتصادي الذي حدث كنتيجة طبيعية للافراط في بناء
الترسانة العسكرية السوفيتية على حساب الغذاء والمتطلبات الاساسية الاخرى
لشعوبه. وكان الاتحاد السوفيتي يريد الاستمرار في بناء آلة عسكرية في دولة
عظمى باقتصاد اشبه باقتصاد دول العالم الثالث، وكلفت الترسانة العسكرية
السوفيتية 70% من (GDP).
العامل الثالث: الهزيمة السياسية والعسكرية التي مني بها الكرملن على ايدي
المجاهدين الافغان، حيث ارهقت سنوات الاحتلال الطويلة لافغانستان كاهل
الاقتصاد الروسي ونفسية المواطن والتي مهدت لزعزعة استقرار الامبراطورية
السوفيتية ببطىء حتى حدث الانهيار التام في 1991م.
وتزامناً مع ضعف الاتحاد السوفيتي انهار جدار برلين في اكتوبر 1990 مؤذناً
بتفكك الكتلة الشرقية، وفي التاسع عشر من نوفمبر 1990 اجتمع اعضاء حلف شمال
الاطلسي وحلف وارسو في باريس ليتفقوا على اعلان مشترك يؤكد رسمياً نهاية
الحرب الباردة، ثم ذهبوا إلى ابعد من ذلك حيث اكدوا ان هذا الاعلان لا يعني
اسدال الستار على حقبة زمنية استمرت اربعة عقود واتسمت بالنزاعات المستمرة
وعاشت خلالها البشرية هاجس الحرب النووية، بل يعني فتح صفحة جديدة في
علاقات الشرق والغرب تتميز بروح التعاون والصداقة التي لا ينتابها تراث
سنوات 1917 و1945 التي رسمت خطة تقسيم العالم وجرت به إلى الحرب الباردة.
ومع مسلسل الاحداث العالمية هذه جاءت حرب الخليج الثانية في مطلع 1991
لتتيح الفرصة المناسبة للولايات المتحدة الامريكية لتتألق في انتصاراتها
السياسية والعسكرية وتعزز من هيمنتها من خلال النظام العالمي الجديد.
واثبت التفوق العسكري الامريكي في ساحة الحرب ومواقفها القسرية في اروقة
الامم المتحدة ان الولايات المتحدة لا تسمح لاية قوّة دولية ان تتحدى أو
تجابه أو تشاركها في زعامتها للنظام الجديد.
من هنا نلاحظ ان التجربة الاولى التي خاضتها الولايات المتحدة لتأكيد مبدأ
الاحادية القطبية حدث في المنطقة الإسلامية تاركة بصماتها على الانظمة
السياسية والاقتصادية للمسلمين وعلى ارواحهم ومشاعرهم.
اذاً فالمنطقة الإسلامية كان لها الفضل في تثبيت قوائم النظام العالمي
الجديد وتركيز اسسه، اما إذا جئنا إلى الدور الذي يؤديه المسلمون أو
المساحة التي يحتلونها في هذا النظام الجديد فنجد ان العالم الاسلامي لا
موقع له في هذه التركيبة العالمية الجديدة سوى كونه ضحية لم تجن الاّ
الاستنزاف وتبديد الموارد والاحتواء سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من قبل
مبرمجي هذا النظام الجديد.
وقبل ان نبحث التحديات الجديدة التي يواجهها العالم الاسلامي في ظل النظام
العالمي الجديد، من الاجدر بنا ان نلقي بعض الضوء على التجارب والمحاولات
السابقة لبعض الدول الإسلامية في الستينات ابان الحرب الباردة في سبيل
النهضة وتوحيد الكيان الاسلامي لاجل ايجاد مجموعة متكاملة تسعى إلى التأثير
على مصادر القرار الدولي وتحاول ان تكتسب شيئاً منها لصالح الشعوب
الإسلامية.
في الواقع لم يكن هنالك كيان سياسي مستقل ومؤثر للدول الإسلامية الا من
خلال بعض المنظمات والكتل العالمية الكبرى كمجموعة عدم الانحياز ومجموعة
G77ومنظمة الاقطار المصدرة للبترول (opec) ومنظمة المؤتمر الاسلامي وسنأتي
على ذكر كل واحدة باختصار:
فبعد الحرب العالمية الثانية وحتى بداية التسعينات كان المحور الرئيسي
للسياسة العالمية هو الصراع الدائر بين الشرق والغرب ولذلك فرضت الحرب
الباردة ديناميكيتها على مسرح السياسة الدولية، وكانت القوة العسكرية
الهائلة بالموارد الاقتصادية الضخمة تتركز في ايدي القوتين العظميين لذلك
بدأت اهمية الصراع بين الشرق والغرب تطغى على جميع المحاور الدولية الاخرى
ومنها علاقة الشمال والجنوب. وطبيعي الحالة هذه ان يكون للعالم الثالث (وهو
الذي يمتلك موارد هائلة) دور متميز ومؤثر في الانحياز اما إلى الشرق أو
الغرب، ولم يمض وقت طويل حتى بدأ التنافس يشتد بين القوتين العظميين على
اكتساب دول العالم الثالث المستقلة حديثاً وجرها إلى فلكيها. ومنذ مطلع
الستينات اضحى العالم الثالث ساحة رئيسية لصراع القوتين حيث نشبت فيه 149
حرباً اودت بحياة 14،23 مليون شخص حصل 92% منها في الدول النامية(1).
ولان العالم الثالث اصبح مركز الصراع والهيمنة الدولية ولان اقتصادياته
كانت تعاني من مشاكل مشتركة وجدت الرغبة لدى بعض قيادات العالم الثالث ان
تقف خارج
اطار الصراع الشرقي ـ الغربي وان تعمل على اعادة صياغة وتشكيل الاقتصاد
العالمي بما يخدم مصالحها كمجموعة مستقلة، ومن هنا تبنت هذه الدول قيام
مجموعة عدم الانحياز في مؤتمر باندونغ عام 1955 لتشكل تحالفاً سياسياً
مشتركاً من الدول حديثة الاستقلال لتتجنب تدخل القوى العظمى في مصالحها.
واستطاعت دول العالم الثالث ان تثبت اقدامها وتنشأ هوية مجتمعة وان تظهر
كقوة سياسية لها ثقلها في العالم. الا ان الدول الإسلامية لم تكن لها اليد
الطولى في هذه التشكيلة ولهذا لم توفق للحصول على مكاسب وامتيازات سياسية
من مشاركتها في مجموعة عدم الانحياز، ومع نهاية الثنائية القطبية على اعتاب
التسعينات انتهى دور تلك الحركة وطويت صفحتها.
وفي عام 1961 انشأت منظمة اوبك (opec) النفطية لتنظيم ومساعدة الدول
المصدرة في تعاملها مع الشركات النفطية المتعددة الجنسيات وكان للدول
الإسلامية فيها حضور متميز وتعزز موقفها عام 1972 عندما فقدت الشركات
النفطية الدولية سيطرتها على المنظمة، وفي عام 1974 برزت منظمة اوبك كسلاح
فعال في مواجهة القوى الغربية التي ساندت العدو الصهيوني في عدوانّه مما
ادى إلى ايقاف الضخ إلى الاسواق الغربية، فأدى ذلك إلى اغلاق مصانع كثيرة
في الغرب مع هبوط في الانتاج الصناعي وارتفاع في معدلات البطالة وتضخم في
الدول الصناعية وركود في التجارة العالمية كنتيجة للعجز الذي عانت منه
الدول الغربية في ميزان المدفوعات.
ومع نهاية عقد الثمانينات بدا ان منظمة اوبك لم يعد لها ذلك الالتحام
والتأثير الكبير الذي كان لها طوال عقد السبعينات، ثم دب الخلاف داخل
المنظمة مما اثر سلبياً على اسعار البترول التي بدأت بالانخفاض، وقد وصلت
في نوفمبر 1993 إلى ادنى مستوى لها عرفته منذ خمس سنوات(2).
اما منظمة المؤتمر الاسلامي التي تجمع العالم الاسلامي بين دفتيها فانها تواجه بدورها صعوبات جمة في احتلال
____________________________________
1- جريدة الحياة ـ لندن ـ نوفمبر 1993.
2- بلغ سعر برميل النفط 14، 15 دولار ـ جريدة الحياة ـ لندن ـ نوفمبر 1993.
موقع متميز لها في السياسة العالمية لتكون مسموعة الكلمة في المحافل
الدولية، لانها تعاني من صعوبة في الاجماع في اتخاذ القرارات السياسية
وتنفيذها، وهذا ما ظهر واضحاً في مأساة البوسنة والهرسك حيث لم تخرج
المنظمة بقرارات ملزمة بشأن انقاذ هذه الجمهورية المضطهدة.
ويبدو ان الدول الإسلامية الاعضاء لم تضع كل ثقلها وراء هذه المنظمة لاسباب
متعددة منها اختلاف المصالح بين الدول الاعضاء وتعدد التيارات السياسية
وتقديم مصلحة الانظمة على مصلحة الشعوب، وبما ان المسلمين افتقدوا ذلك
الالتحام والتعاون السياسي المطلوب على الساحة الدولية لذا نراهم قد وقعوا
ضحية الهيمنة الغربية في ظل النظامين العالميين القديم والجديد، وكان من
ابرز مصاديق تلك الهيمنة، التخلف الاقتصادي الذي شهده العالم الاسلامي.
فعالم الاحادية القطبية الذي تتحكم به دولة واحدة، لم يضع حداً للثنائية.
صحيح انّه وضع حداً لثنائية الشرق والغرب. ولكنها لم تكن نهاية للثنائية
بكل صورها واوضحها ثنائية الشمال والجنوب ـ ثنائية الغنى والفقر. وكما انّه
لم يضع حداً للفقر فانه لم يضع ايضاً حداً للنزاعات والحروب في العالم،
حيث تدور الآن اثنان وثلاثون حرباً ومئة وعشرون صراعاً صغيراً في مختلف
انحاء العالم(1).
لقد استطاع العالم الرأسمالي الغربي ان يجرد المسلمين من ثرواتهم ويدفعهم
إلى حافة الفقر مرتين: المرة الاولى كانت في السبعينات، عندما بدأت الدول
النفطية بتصدير انتاجها وتحويل ايراداته إلى بنوك الدول الرأسمالية. فكان
ان تكدست تلك الاموال في البنوك الغربية، واستطاعت الدول الغربية ان تغري
حكومات الدول النامية ـ التي كانت بحاجة ماسة إلى العملة الصعبة لتطوير
اقتصادها ودفع عجلة التقدم في بلدانها ـ إلى الاقتراض بأسعار الفائدة
المغرية.
وبالفعل بدأت بعض الدول الإسلامية النامية بالاقتراض المستمر حتى تراكمت
عليها القروض ولم تتمكن من سدادها واعيدت جدولتها مرات عديدة من دون جدوى
واصبحت مشكلة القروض في طليعة المشاكل الاقتصادية التي ترهق كاهل اكثرية
الاقطار الاسلامية اليوم وتجعلها فريسة للهيمنة الغربية. المرة الثانية
كانت خلال عقدي الثمانينات وبداية التسعينات، حيث اثيرت حربان طاحنتان في
منطقة الخليج واستطاع الغرب ان يجني من وراءها المليارات من ثروات المسلمين
عبر تصدير الاسلحة والذخائر الحربية وتدمير البنى التحتية للدول المتورطة
في الحرب وربطها بعجلة الاقتصاد الغربي.
مكامن القوة وامكانيات العالم الاسلامي:
لا شك ان العالم الاسلامي يمتلك العديد من مكامن القوة التي تؤهله لتوفير
مستلزمات الحياة الكريمة للمسلمين وفي طليعتها العيش بكرامة وحرية واستقلال
عن تأثير القوى الخارجية. لقد كان العالم الاسلامي في يوم من الايام يلعب
دور المؤثر في سياسة العالم، اما اليوم فهو يتاثر بما يجري حوله ولا يمتلك
امكانية التأثير رغم انّه يمتلك كثيراً من المؤثرات أو عوامل التأثير في
عالم اليوم. ومن تلكم العوامل:
1 ـ الرسالة الإسلامية العالمية الغنية بما تحويه من ثقافة واخلاق وعلاج لآلام البشرية المعذبة.
2 ـ الموقع الجغرافي الاستراتيجي الممتد من طنجة غرباً إلى جاكرتا شرقاً والذي يربط الشرق بالغرب والشمال
____________________________________
1- BBC2. TV, 5/12/93.
بالجنوب وله اطلالته الكبيرة على اهم بحار العالم وممراته المائية والجوية.
3 ـ العدد الكبير ـ للمسلمين يبلغ مليارد ونصف ـ والذي يتسارع في النمو
مقارنة مع بقية الامم. وهذا العدد الهائل له كفاءاته العلمية وطاقاته
الفنية وقدراته المهنية التي لا يستهان بها.
4 ـ الثروات الاقتصادية الضخمة وفي طليعتها البترول وهو الوقود الرئيسي
لتحريك ماكنة الاقتصاد الغربي والعالمي ومن دونه تصاب هذه الماكنة بالشلل
التام. كان يمكن للمسلمين ان يستفيدوا الاستفادة القصوى من هذا السلاح
الفعال بالعمل الجماعي المشترك، خلال منظمة (opec). فالعالم اليوم هو عالم
السياسات والتحالفات الاقتصادية المشتركة ولا ادل على ذلك من اجتماع قمة
(APEC) الذي جمع بين الولايات المتحدة والامريكية والدول الآسيوية بالاضافة
إلى عدوها اللدود الصين الشيوعية(2)، لان المصلحة الامريكية اقتضت ان
تتعاون في مال الاقتصاد والتجارة مع العدو القديم الصين والتي باتت صديقاً
جديداً بفضل اقتصادها الذي ينمو اسرع من الاقتصاد الامريكي بمعدل ست مرات
وسيكون ثاني اكبر اقتصاد عالمي في العقد المقبل(2).
التحجيم الغربي للقدرة الإسلامية:
يسعى العالم الرأسمالي الغربي إلى تحجيم القوة الإسلامية ويستخدم معها
سياسة الاحتواء التي استخدمها مع خصمه السابق الاتحاد السوفيتي. وتظهر
سياسة الاحتواء هذه في مجالات متعددة منها:
1 ـ المجال العسكري: فالدول الإسلامية برمتها لا يحق لها امتلاك الاسلحة
الاستراتيجية التي تغير من ميزان القوى الاقليمي والعالمي. فالقدرات
العسكرية الإسلامية محددة ولا يسمح لها بالتطور للدرجة التي تشكل بها خطراً
على اعداء الإسلام والبرامج النووية السلمية في الدول الإسلامية تخضع
لمراقبة مستمرة ودقيقة من قبل المفتشين الدوليين والاقمار الصناعية
التجسسية وتخضع بعض الدول الإسلامية لبرنامج عقوبات عسكرية واقتصادية
لتطويرها برامجها النووية. هذا في الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى ان
اسرائيل تمتلك اكثر من 290 رأساً نووياً وتحتل بذلك المرتبة لخامسة في
العالم متقدمة على بريطانيا(3) ولديها ترسانة تتألف من 60 إلى 100 قنبلة
نووية. كما سمحت الولايات المتحدة للعدو الصهيوني بتملك احدث التقنيات
العسكرية المتطورة 2 ـ القدرة السياسية: ان تبعثر القرار السياسي عند
المسلمين كلفهم ثمناً باهضاً فقد اظهرت الدول الإسلامية عجزاً سياسياً
واضحاً ازاء ما يواجهونه من تحديات وصراعات في ارجاء مختلفة من العالم
الاسلامي حيث تغتصب الارض الإسلامية ويستباح الدم الاسلامي وتنتهك اعراض
المسلمين وكرامتهم.
3 ـ الحصار الاقتصادي: لا يسمح الغرب للمسلمين ان يستخدموا قدراتهم
الاقتصادية في سياق المواجهة معه.. ولنا في هزيمة منظمة اوبك مثال واضح على
ذلك، كما ان هنالك مثالاً آخر من خارج العالم الاسلامي وهي مجموعة الـ77
G77 التي تشكلت من الدول النامية وذلك للحد من هيمنة الدول الصناعية
وتأثيراتها في الامم المتحدة. وكانت تسعى مجموعة G77 حثيثاً لاعادة تنظيم
تركيبة المؤسسات العالمية التي انبثقت عن مؤتمر Bretton
____________________________________
1- Sunday Times: 21 نوفمبر 1993.
2- APEC: منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي.
3- مجلة الوسط ـ لندن ـ 29/11/1993 ـ الحياة ـ لندن 2/12/1993.
Woods في عام 1944 والتي كانت تهدف إلى تعزيز سيطرة اقتصاد الدول
الرأسمالية على العالم والتي مهدت للغرب «سنواته الذهبية» في الخمسينات
والستينات. وهذه المنظمات العالمية هي:
1 ـ منظمة GATT ـ «الاتفاق العام حول التجارة والتعرفة».
2 ـ صندوق النقد الدولي IMF.
3 ـ البنك العالمي «World Bank».
4 ـ منظمة الامم المتحدة.
لقد كان عمل هذه المنظمات يصب باتجاه مصالح الغرب وكانت تعمل في واد مختلف
تماماً عما كانت تتطلع إليه الدول النامية والفقيرة بل كان نشاط هذه
المؤسسات العالمية يساهم في اضعاف اقتصاديات الدول النامية، وعلى اثر
النشاط المتنامي لمجموعة G77داخل الامم المتحدة بالاضافة إلى تعزز موقع
منظمة اوبك وحركة عدم الانحياز اعلن النظام العالمي الاقتصادي الجديد NIEO
عام 1974 الذى كان يهدف إلى الاستعاضة عن النظام الاقتصادي المهيمن بنظام
قائم على مبادىء المساواة والعدالة حيث يقرر زيادة المساعدات المادية للدول
الفقيرة وينهي ديونها ويعمل على ديمقراطية جميع المؤسسات المالية الدولية
كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي. الا ان هذا النظام الجديد (NIEO) ذو
التطلعات الكبيرة لم يستطع ان يصمد طويلاً امام اطماع الدول الرأسمالية
فانفرط عقده عام 1980 وهو لم يحقق بعد اياً من طموحاته وآماله المذكورة(1).
وبقيت الدول النامية والعالم الاسلامي يعاني من مشكلة الديون الباهضة
والعجز في الميزانية ومشاكل الابحار وبرامج الاصلاح الاقتصادية والزراعية.
لقد تسببت حرب واحدة في انهاك العالم الاسلامي اقتصادياً ومادياً فقد بلغت
الخسائر التي لحقت بالاقتصاد العربي وحده نتيجة احتلال الكويت 620 مليار
دولار، كان منها 160 مليار دولار الاضرار التي لحقت بمنشآت الكويت
الاساسية. اما خسائر الدول العربية والإسلامية فقد بلغت 185 مليار دولار
انخفاض في النمو الاقتصادي بالاضافة إلى 85 مليار دولار زيادة في الانفاق
الحكومي في بعض الدول العربية نتيجة حرب الخليج.
4 ـ الحرب الايديولوجية والثقافية:
يرى الغربيون ان الإسلام هو الخطر الجديد القادم اليهم ـ وسأتطرق لهذه
النقطة بشيء من الاسهاب لاحقاً ـ الا ان الحظر الاسلامي المزعوم لا يخيف..
لان الايديولوجيات المناهضة للاسلام كالرأسمالية والاشتراكية شقت طريقها
إلى الوجود في بحر من الدماء، حيث كان سلاحها العنف والدمار الشامل والحروب
التي كلفت البشرية ثمناً باهضاً(2). بينما الإسلام سلاحه الفضيلة والاخلاق
والتسامح الفكري والرحمة والقيم الخيرة. فقد جاء الإسلام ليحل مشاكل
البشرية لا ليزيدها تعقيداً وجاء ليرفع العدوان والبغي عن الناس وليس في
برنامجه سلب الشعوب ونهب خيراتها وتدمير مدنها وحضارتها مما شهدناه على
ايدي الايديولوجيات الاخرى عبر التاريخ.
____________________________________
1- Poverty and development in 1990s - Allen g Thonias, oxford University Press.
2- الحربان العالميتان حصدتا ارواح 100 مليون انسان في اوروبا، بالاضافة إلى خسائر الحرب الباردة.
تشخيص التحديات التي يواجهها العالم الاسلامي وأهم الثغرات:
1 ـ يعاني العالم الاسلامي من اوضاع اقتصادية متدهورة ظهرت اعراضها واضحة
في معدلات البطالة المرتفعة والفقر والفجوة الكبيرة بين الاغنياء والفقراء
والفساد الاداري وكذلك الهجرة المستمرة من الارياف إلى المدن بالاضافة إلى
التضخم السكاني الذي تشهده بعض العواصم الإسلامية. وإذا القينا نظرة سريعة
على ارقام الفقراء في العالم الاسلامي نعرف حجم التحديات الاقتصادية
والاجتماعية التي يواجهها المسلمون. ففي العالم النامي يوجد بليون و123
مليون انسان فقير(1) كان نصيب العالم الاسلامي منها حصة الاسد. ويعزو
الخبراء ذلك إلى السياسات السيئة في الشؤون السياسية والاقتصادية
والاجتماعية التي تعتمدها هذه الدول.
2 ـ الخلافات داخل العالم الاسلامي: لا شك ان الحروب التي خاضها المسلمون
بعضهم ضد البعض والنزاعات الاقليمية المستمرة حيال قضايا الاراضي أو
الموارد الاقتصادية (كالنفط) أو المياه المتنازع عليها تشكل عاملاً كبيراً
من عوامل الضعف والتشتت الذي يشهده العالم الاسلامي. كما ان اختلاف
«الامزجة» السياسية للانظمة الإسلامية وولاءاتها وتبعيتها لخارج العالم
الاسلامي تجعل من توحيد هذه الانظمة تحت خيمة واحدة ضرباً من الخيال.
3 ـ سلاح الطائفية المستخدم في ارجاء كثيرة من العالم الاسلامي ضد الاقليات
الدينية ـ وفي بعض الاحيان ضد الاكثرية كما يحصل في لبنان والعراق ـ يفت
في عضد العالم الاسلامي ويفرقه إلى تكتلات متباعدة وقد ادرك الاستعمار هذا
الاثر الكبير فراح يلعب على هذا الوتر الحساس ويثير العداء والبغضاء بين
ابناء الاُمّة الواحدة وطوائفها المختلفة.
4 ـ بدأ الاعلام الغربي يستخدم نغمة جديدة في مواجهة الرسالة الإسلامية
المتصاعدة وهو اصطلاح التطرف أو الاصولية. وهو يعلم جيداً ان فكرة الاصولية
جاءت اصلاً من النزاعات داخل الكنيسة الكاثوليكية في اوروبا وان جذورها ـ
قديماً وحديثاً ـ عند اليهودية والنصرانية هي اشد وأقدم واقسى مما هي عليه
عند المسلمين، فضلاً عن ان «اصولية» العالم الاسلامي لم يكن عاملها الاول
البطالة أو التخلف الاقتصادي ـ كما يراه الغرب ـ بقدر ما كان افرازاً
مريراً لما عاناه المسلمون من ظلم واضطهاد واحباط وحرمان على ايدي انظمة
متخلفة، وانهم يتطلعون اليوم إلى عهد جديد من الاستقرار والديمقراطية
والحياة الكريمة في ظل تعاليم الإسلام بعيداً عن الهيمنة والتبعية للاجنبي.
وبالاضافة إلى نغمة الاصولية يتذرع الغرب في مواجهته للاسلام بنغمة اخرى
يسميه الارهاب وانتهاك حقوق الإنسان وذلك بهدف عزل العالم الاسلامي وفرض
المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية عليه.
____________________________________
1- جريدة الحياة الاقتصادية ـ لندن ـ نوفمبر 1993.
2- الملف العربي الاوروبي ـ باريس، عدد 13 ـ ايلول 1993.
ان مواجه ما اسماه الغرب بالاصولية والارهاب لا يتم بأرهاب مماثل واعمال
عدوانية وتصرفات استفزازية تتحدى مشاعر المسلمين ومقدساتهم. لقد اصدر وزير
الداخلية الفرنسي شارل باسكوا قراراً في نوفمبر 1993 يمنع طالبتين مغربيتين
من دخول مدرستهما في مدينة «نانتوا» لانهما رفضا التخلي عن زيهما الاسلامي
بحجة انّه يميزهما عن غيرهما من البنات ويدعي الوزير ان موقفه هذا لا
ينبعث من عنصرية أو محاربة للدين الاسلامي، بل الدافع إليه هو الحد من
الارهاب الذي اخذ يتفشى في العالم ويستهدف فرنسا بالذات! ان فرنسا التي
تعاني من الاف حالات اغتصاب لنساءها في السنة تعتبر حجاب الفتاة وعفتها
ارهاباً يستهدفها بالذات!
ويستمر التحدي لمشاعر المسلمين في بقعة اخرى من اوروبا عندما تسمح الدول
الاوروبية لجنود الصرب باستباحة دماء المسلمين واعراضهم واموالهم
وممتلكاتهم ومقدساتهم وتمنع وصول السلاح اليهم بحجة ان ذلك سيصعّد من
الازمة الدائرة منذ عامين.
وإذا جئنا إلى الدولة العظمى التي ترعى وتشرف على النظام العالمي الجديد
نرى ان قيادتها تستقبل من يستهزأ ويستخف ويتهجم على دين الإسلام ورسول
الإنسانيّة والرحمة(ص). ويبرر ذلك العمل بانه موجه ضد التعصب ولاعلاء حرية
التعبير وليس ضد الاسلام(1)! ثم يمنح اعلى الجوائز التقديرية من معهد ام.
آي. تي للتكنولوجيا في بوسطن تقديراً لاستفزازه مشاعر المسلمين!
من الواضح جداً ان هذه التصرفات ستكون وقوداً مجانياً يزوده الغرب لما يسميه «بالتعصب والاصولية» في العالم الاسلامي.
ما هو الحل للتخفيف من حدة الصراع الاسلامي ـ الغربي؟
طبيعي ان العقيدة الإسلامية لن تلتقي مع الفكر الغربي في طريق واحد لتذوب
الخلافات وتصب في مصب واحد معاً. فجذور العقيدة الإسلامية القائمة على
عبادة الله وحده من دون ارباب الارض وآلهتها تختلف تماماً مع علمانية الغرب
التي لا ترى للدين دوراً في الحياة. الا ان هنالك خطوات عملية لازالة
التوتر بين الإسلام والغرب ومحاولة عرض الإسلام بصورة فيها من الجذابية
والمرونة ما يكسبها اهمية ومكانة كبرى عند الغربيين.. ومن هذه الخطوات ما
يلي:
1 ـ فتح ابواب الحوار مع الغرب وخاصة الحوار الاسلامي ـ المسيحي.
ان الحوار الاسلامي ـ الغربي له طرفان اساسيان:
الطرف الاول هو الغرب الذي يعلن ان هذا العصر هو عصر التحاور لا التصادم
وهو عصر العقلانية لا التهور وإذا كانت الولايات المتحدة الامريكية ترى ان
شعارها في سياستها الخارجية في الحقبة الحالية هي تشجيع الديمقراطية في كل
بقعة من العالم.. فانها مطالبة اليوم بتشجيع اسلوب الحوار الحضاري مع
العالم الاسلامي وتتفهم الرؤية التي يحملها العالم الاسلامي حيال المادية
الغربية ولا تسمح لاعلامها الذي يقع في قبضة الصهاينة ان يهوّل من الخطر
الاسلامي أو يختلق الاكاذيب المضللة لتشويه حقيقته.
الطرف الثاني: العالم الاسلامي والمطلوب منه ان يستغل هذه الفرصة الثمينة التي اتاحتها ظروف انهيار الشيوعية له
____________________________________
1- جريدة الحياة ـ لندن ـ 2/12/1993.
في تعميق هذا الحوار وتوسيع رقعته على جميع المستويات في العالم.
اننا بحاجة إلى رؤية جديدة قائمة على الاقناع والتفهم ومشوبة باللين والرفق
في تعريف ديننا إلى المجتمع الغربي. ففي ظل التطور الحاصل في النظام
العالمي الجديد يحتاج المسلمون إلى اعادة النظر في المحتويات والاساليب
والوسائل المستخدمة في الحوار مع الغرب. والطريقة المثلى لذلك هي تأسيس
مراكز للدراسات الفكرية الإسلامية في الجامعات والمعاهد العلمية الغربية
التي تسهل عملية الحوار وبالتالي تتيح الفرص لمفكرين الغرب للاطلاع الجيد
على مناهج الفكر الاسلامي وحضارته.
وبالاضافة إلى مراكز الدراسات هذه فهناك المؤتمرات والابحاث والدراسات التي
تقدّم وتنشر عن الفكر الاسلامي في الغرب مما يعكس اهتمام «العالم
الرأسمالي» بالنمو الملحوظ للحضارة الإسلامية وانتشارها السريع.
ومن الطبيعي ان هذه المؤتمرات والابحاث تتيح للباحث المسلم ايضاً ان يطلّع
على الصورة الموجودة عن الإسلام في الذهن الغربي فيستطيع على اساسها ان
يقرّب بين الآراء بما يخدم اهدافنا في الحياة.
لقد ذكرت الاحصائيات الاخيرة ان في الولايات المتحدة وحدها سبعة عشر جامعة
تمنح درجات عليا في الدراسات الإسلامية بينها الجامعات الشهيرة مثل هارفارد
ريال وبرنستون وجورج واشنطن واوهايو وشيكاغو وكاليفورنيا. وان هذه
الدراسات اصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة الفكرية الاميركية(1).
2 ـ لا نبالغ ان قلنا ان دين الإسلام استقطب اهتمام العالم بمعسكريه الشرقي
والغربي منذ امد طويل وبلغ ذروة هذا الاهتمام بانهيار الشيوعية في الاتحاد
السوفيتي في مطلع التسعينات. والتراجع الذي حدث في الاقبال على المسيحية
ولنا ان نتساءل، هل استعاض الغرب بصراعه مع الشرق بحرب باردة مع الإسلام؟
وهل يرى الغربيون ان الاسلام كعقيدة وحضارة هو الخطر القادم اليهم والذي
يجب عليهم ايقافه؟
في الواقع نسمع بين الآونة والاخرى تصريحات لمسؤولين غربيين يرفضون هذا
المعنى ويؤكدون ان معركتهم ليست مع الإسلام. فيقول ادوارد دجرجيان: «ان
الولايات المتحدة لا تنظر إلى الإسلام كأنه الخطر العقائدي الذي سيواجهه
الغرب أو الذي سيهدد السلام الدولي وان من الخطأ ان نتصور ان الإسلام
يتناقض مع القيم الغربية وان الحرب الباردة لم يستبدل بها تنافس بين
الإسلام والغرب واننا نعترف بان الإسلام هو قوّة حضارية تاريخية ساهمت في
اغناء ثقافتنا والتأثير فيها»(2).
اما جيمس بيكر فيرى «ان التعامل الاصولي مع الإسلام ليس هو المشكلة لان ثمة
دولاً اسلامية تتمسك بالاصول لكننا ـ والقول له ـ نتحدث عن نهج عدواني وعن
امبريالية»(3). بينما يقول مارتن اندياك «ان الولايات المتحدة لا تعارض
دولة أو حكومة اسلامية بل تعارض ـ على حد قوله ـ سياسات معينة تمارسها
الحكومة الاسلامية(4).
لكن ما تعيشه الاُمّة الإسلامية وتلمسه يدلل على ان ممارسات العالم الغربي
تصب في الاتجاه المعاكس لهذه الاقوال وانّه يستخدم سياسة المعايير المزدوجة
في تعامله مع العالم الاسلامي وبقية دول العالم.
ولفريق آخر من رجال السياسة والفكر في الغرب رأي آخر في طبيعة الفهم الغربي لحضارة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

موقع المسلمين في النظام الدولي الجديد :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

موقع المسلمين في النظام الدولي الجديد

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» "النظام الدولي" في ظل العولمة: هل هناك نظام دولي فعلاً؟
» عالم بلا أقطاب: الحقائق الاستراتيجية الجديدة في النظام الدولي
» "النظام السياسي في الإسلام: دراسة تحليلية مقارنة حول النظم السياسية عند المسلمين"
» تغيير النظام أم سلوكه: لماذا لم يتم التدخل الدولي في الحالة السورية
» النظام السوري… الخيار الشمشوني والتردد الدولي؟ … داود البصري

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: