طيران اسرائيل يجري تدريبا في إيطاليا مع 'الناتو' لمحاكاة ضربة عسكريّة في منطقة بعيدة
نتنياهو يحشد لشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية وطهران تتوعد تل ابيب برد كبير وتهدد بضرب مصالح امريكا
2011-11-02
الناصرة
ـ 'القدس العربي' - من زهير أندراوس: فيما يحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتنياهو حشد تأييد وزاري لشن هجوم على إيران، أجرت اسرائيل امس
الأربعاء تجربة لإطلاق صاروخ من قاعدة عسكرية.
وفي الوقت الذي تنشغل في
الإعلام في تغطية الحلبة السياسيّة بكل ما يتعلّق بالضربة الإسرائيلية،
التي قد تُوجه لإيران، بحسب المصادر في تل أبيب، قبل حلول موسم الشتاء
القادم، يواصل سلاح الجو الإسرائيليّ إجراء تدريبات واسعة النطاق لمحاكاة
هجوم في منطقة بعيدة عن حدود الدولة العبريّة.
وذكرت صحيفة 'هآرتس'
الاربعاء ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود
باراك يسعيان لاقناع غالبية من الوزراء بالموافقة على شن هجوم على المنشآت
النووية الايرانية.
من جانبه قال الجنرال حسن فيروزابادي رئيس هيئة
الاركان الايرانية المشتركة الاربعاء ان ايران في حالة تأهب و'ستعاقب'
اسرائيل على اي هجوم يمكن ان تشنه عليها.
ونقلت وكالة 'فارس' للانباء
عن فيروزابادي قوله 'نعتبر اي تهديد (حتى لو كان احتماله ضعيفا او بعيدا)
تهديدا اكيدا. نحن في حالة تأهب قصوى'.
واضاف 'بوجود المعدات المناسبة، نحن مستعدون لمعاقبتهم وجعلهم يندمون على ارتكاب اي غلطة'.
وقال
ان الولايات المتحدة 'ستتكبد خسائر جسيمة اذا ما شن النظام الصهيوني اي
هجوم عسكري ضد ايران'، في اشارة الى المصالح الامريكية في منطقة الخليج.
وكشفت
الصحيفة العبريّة، في عددها الصادر أمس الأربعاء، النقاب عن أنّ سلاح الجو
الإسرائيليّ أجرى الأسبوع الماضي تدريباً واسع النطاق في إيطاليا، في إحدى
القواعد التابعة لحلف شمال الأطلسيّ (الناتو).
ولفتت الصحيفة إلى أنّ
مواقع الإنترنت الدوليّة المختصة في شؤون سلاح الأسلحة الجويّة قامت بتغطية
التدريب الإسرائيليّ-الإيطاليّ المشترك بشكل موسعٍ، ومن غير المستبعد
بتاتاً أنْ تكون الرقابة العسكريّة في تل أبيب قد قامت بمنع وسائل الإعلام
العبريّة من نشر النبأ حفاظاً على أمن الدولة، كما جرت العادة في الكثير من
الأحيان، وأشار مراسل الشؤون العسكريّة في الصحيفة إلى أنّ التدريب شمل
جميع المركبّات والوسائل الجويّة، والتي من شأنها أنْ تُشارك في مهمة
هجوميّة في مناطق بعيدة المدى في المستقبل، ومنها طائرات هجوميّة، طائرات
تزويد الوقود في الجو، ومحطات إنذار جويّة.
وساقت الصحيفة قائلةً إنّه
يوم الأحد الماضي أقلعت من قاعدة (رمات دافيد) الجويّة في مرج ابن عامر، 14
طائرة من طراز إف 16، قسم منها يقودها طائر واحد، والقسم الاخر يُشارك في
قيادته طياران، كما انضم إلى سرب طائرات إف 16، طائرة من طراز بوينغ (رام)،
التي قامت بتزويد الطائرات الحربيّة بالوقود في الجو، علاوة على ذلك،
شاركت في التدريب طائرة رجال أعمال، قامت الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة
بتحويلها إلى طائرة للإنذار المبكر، وبالإضافة إلى ذلك، أقلعت من قاعدة
(نفاطيم) في النقب طائرات حربيّة من طراز (هيركوليس)، وقد حطّت الطائرات
الإسرائيليّة، بحسب الصحيفة العبريّة، في قاعدة ديتشيمومانو الواقعة في
جزيرة سردينيا الإيطاليّة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ هذه القاعدة تعتبر
واحدة من قواعد التدريب التابعة لحلف شمال الأطلسيّ، بسبب شملها لمنظومات
تحقيق من المتطورة عالمياً، والتي تتيح إمكانيّة إجراء معارك جويّة بين
الطائرات الحربيّة، وبعد انتهاء التدريب، وبسبب وجود المنظومات المتقدّمة
في القاعدة عينها، يتم تحليل نتائج المعركة الجويّة واستخلاص العبر
والنتائج.
وأوضحت الصحيفة أنّه في السنوات الأخيرة يُكثر سلاح الجو
الإسرائيليّ من استخدام القاعدة الإيطاليّة لإجراء التدريبات المختلفة،
وتحديداً، ازدادت هذه التدريبات بعد أنْ توقف سلاح الجو الإسرائيليّ عن
التدرب على الأراضي التركيّة بسبب الأزمة الدبلوماسيّة العاصفة بين أنقرة
وتل أبيب.
مضافاً إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ التدريب للمدى البعيد
بمشاركة سلاح الجو من عدّة بلدان أوروبيّة يستمر في الأيام العاديّة على
مدار أسبوعين، وذلك لإتاحة المجال أمام قيادة سلاح الجو الإسرائيليّ لإجراء
تغييرات في أطقم الطائرات المشاركة، حيث يعودون إلى البلاد، في حين يقوم
آخرون باستبدالهم، وذلك بهدف تدريب أكبر عدد من الطيارين ومساعدي الطيارين
على المعارك الجويّة في مناطق بعيدة عن الحدود الإسرائيليّة، وأيضاً في
مناطق غير معروفة للطيارين، كما أنّ هذا التدريب يؤهل المشاركين فيه على
خوض المعارك الجويّة ضدّ طائرات العدو، التي تستخدم وسائل قتاليّة وتكتيكات
مختلفة، والتي لا يعرفها رجال سلاح الجو الإسرائيليّ.
وتابعت الصحيفة
العبريّة قائلةً إنّه في التدريب الأخير قامت الطواقم الإسرائيليّة بترك
القاعدة العسكريّة الإيطاليّة بعد خمسة أيام فقط من بداية التدريب، الأمر
الذي أدّى إلى انتشار الإشاعات والنظريات عن حملة عسكريّة إسرائيليّة
لتوجيه ضربة للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، ولكنّ مسؤولاً رفيع المستوى في
سلاح الجو الإسرائيليّ قال لصحيفة 'هآرتس' إنّ الحديث لم يجر عن ترك فجائي
للطواقم الإسرائيليّة، بل أنّ الأمر كان مخططاً بسبب ضيق الوقت بالنسبة
للإيطاليين وللإسرائيليين، على حد تعبيره