لقد من الله
على عباده، صبيحة هذا اليوم المبارك، الموافق لليوم العشرين من شهر أكتوبر
2011، بأن أسقط واحدا من أخبث الجبابرة، الذين ابتليت بهم الشعوب العربية.
لقد سقط القذافي، ومعه الكثير من زبانيته الفاسدين المفسدين، سقطوا بأيدي
الثوار البررة، ليكون عبرة لباقي الطغاة الذين استباحوا دماء شعوبهم من أجل
البقاء في السلطة، و الاستمرار في سرقة المال العام، وصرفه في زرع الفتنة،
و مسامرة الأبالسة.
لا شيء يعلو فوق صوت الحق، مهما طالت السنين، ومهما بلغت درجة التجبر و الظلم و الإستحمار.
مات القذافي، ميتة مشينة تاركا من
وراءه المال، والجاه، و الألقاب، وحاملا معه أوزارا و ذنوبا مثل ذنوب من
سبقه من الطواغيت ، و رؤوس الفتنة و الفساد و النفاق.
مات القذافي، وماتت معه طبعا آمال و
أحلام أعداء الشعب الليبي في الجوار و في أماكن عديدة عبر العالم، الذين
لم يترددوا سرا و علانية في نصرة الطاغية، ومده بالعون المادي و المعنوي،
لعل إبادة الشعب الليبي يكون فيه عبرة لباقي الشعوب المنتفضة ضد القهر و
الظلم و الاستبداد.
شاء الحق أن تكون للحق الكلمة العليا،
وأن يكون السقوط الأخير لملك ملوك افريقيا ، رسالة قوية للشعوب التي
لا زالت تعاني من تجبر و استكبار عصابة "نادي الطغاة" في سوريا و اليمن
و الجزائر، و التي لم تلحق بعد بالشعوب المتحررة، بأن صوت الحرية و الحق
لابد أن ينتصر، و أن قتلة الشعوب و سارقي أموالهم لابد أن تكون نهايتهم
مثل نهاية بنعلي أو مبارك أو القذافي.
من راهن على القذافي فمثله اليوم
كمثل من يتخبطه الشيطان من المس، قد بارت تجارته، وخسئت مناورته و باء بغضب
من الشعب الليبي الذي لن ينسى طبعا، من أعانه على الحق و من أعان عدوه
عليه.
هنيئا للشعب الليبي العظيم بهذا
النصر الذي زغرد له كل أحرار العالم، فمع موت الطاغية ، ولد الشعب الليبي
من جديد، ليجعل من ليبيا بلد حب و سلام و وئام مع ذاتها و مع محيطها و
جيرانها، و الخزي و العار لمن أعان الطاغية على قتل أبناء ليبيا الأحرار.