سي
شهيد الحرية..
محمد دحنون
26/07/2011
لأم
فلسطينيّة وأب كردي سوري، ولد زرادشت وانلي. لكنّه، وعلى ما بدا عليه، لم
يأبه لمصادفات ميلاده في سعيه إلى الحريّة. لنا أن نتخيّل أن لسان حاله
يقول: لا تمييز في الحريّة. ليس لتلك المصادفات البليدة أن توّجهه في
تطلّبه العالي لها. هو إنسان فحسب، يناضل في سبيل حريّة أنى وجدها مأسورة
وحبيسة. هو كرديّ وليس كردياً، سوريّ وليس سوريّاً، فلسطيني وليس
فلسطينياً. هو كل ذلك، هو حرّ فحسب!
سعى لانتزاع الحرية حين فتحت سلطات بلده الحدود مع العدو الصهيوني. الحدود
التي كاد أن يمحوها غبار انتظار التحرير والحريّة... والرد "في الزمان
والمكان المناسبين". لانتزاع الحريّة على تلك الحدود معنى واحد: اختراق
أسلاك شائكة، واختراق كل ما تراكم عليها وفيها من مفاوضات ومساومات وكذب
وتلفيق.. وممانعة. على الحدود مع العدو الصهيوني، لم يُقتل زرادشت وانلي.
اخترق الأسلاك الشائكة، ربما أدمى يديه قليلاً.
زرادشت وانلي: استشهد في حي "ركن الدين" الدمشقي، أيضاً، حين كان يهتف للحريّة!
رة ذاتيّة لطفل متعجرف