** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 عن ديكارت مرة أخرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

عن ديكارت مرة أخرى Empty
01092011
مُساهمةعن ديكارت مرة أخرى



عن ديكارت مرة أخرى Arton2335-a72eb
أثار مقال "ربما نحتاج إلى
ديكارت" بعض النقاش، حيث كان التساؤل عن كيفية العودة إلى ديكارت بعد كل
التطوّر الفكريّ العاصف الذي تلا ديكارت (وهذا ما أشار إليه الصديق عمار
ديوب). وما من شك في أنّ تطوراً هائلاً قد حدث في الفكر بدءاً من ديكارت،
تبلور في تيارات فكرية ورؤى فلسفية، كما تطوّرت علوم الاقتصاد والعلوم
الاجتماعية. ولقد مثّل هيغل نقلة مهمة أسّست لنشوء الجدل، والى فتح الأفق
إلى تجاوز كل الفلسفة القديمة. وبالتالي تبلور المنطق الوضعيّ كما تبلور
الجدل الماديّ. وأصبح شكّ ديكارت جزءاً أولياً في كلّ ذلك.


هذه بديهية لا تخفى على المطّلع. وبالتالي لم تكن قد خفيت عليّ. لهذا
حينما شدّدت على منطق الشك، فقد كنت أشدّد على تجاوز اليقين، لأنّ كلّ ذاك
التطوّر الفكريّ لن يكون ممكن الاستيعاب دون الشك في المنطق السائد،
الموروث لدينا من القرون الوسطى، حيث لم نستطع الانتقال إلى العصر الحديث.
بمعنى أنّ تشديدي على ضرورة الشكّ نبع من ملاحظة بأنّ كلّ الاتجاهات
الفكريّة الرائجة، الماركسية والليبرالية والديمقراطية والقومية
(والماركسية أولاً) لم تستطع تحقيق الانتقال من المنطق اليقيني الموروث،
وظلت تحتكم إلى منهجية المنطق الصوريّ (الأرسطيّ في شكله اللاهوتيّ).
وبالتالي ظلت تؤسّس على مطلقات. وبهذا فإنّ "حداثتها" لم تكن سوى قشرة
سطحية، هي الكلمات الحداثية ذاتها (مثل الثورة والاشتراكية والديمقراطية
والليبرالية والتقدم…).


لقد ظلت تحتكم إلى لمنطق الذي كان نتاج العصر الزراعيّ (المنطق
الصوريّ)، لكن المصاغ على يد الغزالي. وهنا لم أكن أدعو إلى تجاوز الغزالي
أولاً لأنني أسعى إلى العودة إلى "الوسادة المعرفية" للمعتزلة وابن رشد كما
استنتج الصديق سامي العباس، وبالتالي لأدخل في "تفسير النص من داخله" كما
فعل نصر حامد أبو زيد وآخرين، بل قلت بضرورة الشك في هذه المنظومة على
الأقل من منطلق ديكارتيّ.


وأنا أعرف أنّ المسألة لا تقف عند ديكارت كما أشرت، لكن البدء بالشك
سوف يفتح الأفق لتمثل كل المنطق الحديث. وبالتالي فقد ركزت على "المنطق"
وليس على الفقه، على طريقة التفكير وليس على الأفكار. حيث أن التأسيس لوعي
حديث يفترض تجاوز "العقل الغزالي" الذي يتحدد كما أشرت في المقال السابق في
تقليص العلم إلى: القرآن واللغة العربية والحساب. وهو ما كان يعني شطب
التجريد النظري الضروري لكل علم.


ولقد رأينا الحرب التي شُنّت على الفلسفة (التي هي أم التجريد)،
وتحريمها دينياً لأنّها تفضي إلى الشك. وهنا أنا أدعو إلى العودة إلى
الفلسفة بما هي تجريد، وهذه خطوة أولية لا بدّ منها من أجل استيعاب الفكر
الحديث، وإلا ظلّ "الحسّيّ" هو المسيطر كما نلحظ لدى كل التيارات الراهنة.
لقد افتقدت إلى التجريد لهذا ظلّت في الحسّيّ، وبالتالي الشكليّ، وظلت
تتمسك بمقولة الغزالي الشهيرة: "علينا أن نلتمس الحقائق من الألفاظ" وليس
من الواقع. لنبقى مضيعين في الكلمات، فيما يقال، في المباشر، الحسّيّ، دون
أن نستطيع الانتقال إلى التجريد من أجل الفهم الأعمق.


كما يتحدد هذه العقل في سيادة المنطق الصوري، الصوري الفظّ. الذي يحتاج لأن يوضع تحت مبضع الشك.


إن "تمثل" أيٍّ من اتجاهات الفكر الحديث كان قد انبنى على "وعي مفوت"
(حسب تعبير ياسين الحافظ)، وبالتالي ظل سطحياً ويقينياً وحسياً. ظل ينحكم
لمنطق الغزالي. وهذا ما يجب إخضاعه للشك من أجل تجاوزه، وبالتالي لكي يتأسس
الوعي الحديث على أرضية صلبة. حيث أنه دون تجاوز هذا الوعي المفوت لن يكون
ممكناً تمثّل أيٍّ من تيارات الفكر الحديث، لأنّ هذا الفكر لا يستقيم مع
المنطق الصوريّ/ الحسّيّ، بل يحتاج نقلة منهجية كبيرة بدأت ربما مع شكّ
ديكارت (دون أن نتجاهل أنّ الفلسفة العربية مليئة بالشك) لكنها تبلورت في
مناهج حديثة، منها الحل الهيغلي والحل الماركسي والوضعية.


إن التركيز على الشك هو إذن، لتوضيح مدى ثقل اليقين الذي يسكن الوعي لدى
المثقفين في الوطن العربي، في مختلف تياراتهم. وبالتالي للقول بأنه بات من
الضروري التوقّف قليلاً للشك في هذا اليقين. وبالتالي فإنني هنا أشكّ في
منطق التيارات الفكرية الرائجة اليوم، وأدعو إلى تفحص آلياتها الذهنية التي
أعتقد بأنها لا زالت محتكمة إلى المنطق الذي أرسى أسسه الإمام أبو حامد
الغزالي. والذي هو منطق أرسطو(منطق العصر الزراعي كله) لكن المعمّد بالنص
القرآني، والمجرّد من التجريد بما يوافق الحسي (الشكلي السطحي). المعادي
للفلسفة، وبالتالي لمنطق الفكر، كل فكر. وبالتالي فإنني هنا أشير إلى
مسألتين، الأولى: الفلسفة والتجريد بشكل عام اللذين تحطما منذ الغزالي،
والمنطق الذي يقوم على اليقين ومفهوم الهوية، المنطق الصوري الذي بدأ يتكسر
منذ نشوء الشك، رغم أنه بقي متضمناً في المنهجيات الحديثة، لكن كتحديد
أولي.


لهذا سوف نجد "الفكر" لدينا دون فكر، لأنه يفتقد أواليته التي هي
التجريد، فهو الحسّيّ (رغم أن الحسّيّ هامّ وحاسم في كلّ الاتجاهات
المادية، لكنه هنا يعني السطحيّ السّاكن: أو الألفاظ كما يشير الغزالي)،
وهو المباشر. وبالتالي كان يجب الدعوة إلى العمق الفلسفي قبل تحديد
الاتجاهات الفلسفية (أو الفكرية). الدعوة إلى التجريد، إلى انتقال العقل من
اللفظ والحساب والنص إلى ما هو أعمق (أعلى لكن أعمق).


وهذا هو سبب الإشارة إلى الغزالي، حيث هي دعوة إلى العودة إلى الفلسفة،
ومن ثم التوصل إلى اعتناق أيٍّ من التيارات الفكرية. لقد شطب الإمام أبو
حامد الغزالي الفلسفة لأنها تقود إلى الشك في الدين، فأسّس منطقاً سطحياً
بسيطاً يقينياً مطلقاً، هو هذا الذي نتوارثه "بالسليقة"، عبر الحكاية
والمَثَل والتربية وكل الموروث، وكل الثقافة المعممة. وهي الثقافة التي
تهمّش الفلسفة وتكرّس الألفاظ. وهو المنطق الذي مازال يحكم الاتجاهات
الفكرية عموماً كما أشرنا. وبالتالي فإنّ الشك يبدأ من عودة الفلسفة، ويفرض
عودة الفلسفة.


طبعاً لا تفترض المسألة "التسلسل التاريخي"، فقد تبلورت التيارات
الفكرية، وانفرزت الفلسفة. وبالتالي ليس مطلوباً أن نعود لفعل ما فعله هيغل
حينما أعاد صياغة الفلسفة، أو نقف عند حدود شك ديكارت، أو … إلخ، حيث لا
تكرار في التاريخ. لكن أن نخضع وعينا المتوارث لنقد الوعي الحديث، عبر
نقدنا لتاريخنا الفكري. وما من شك في أنّ الهدف هنا هو استيعاب الفكر
الحديث (الماركسي أو الوضعي، الهيغلي أو الديكارتي أو الكانطي).


لقد أردت أن ألمس مشكلة الوعي/ "الفكر" الرائج، الذي يقوم على اليقين
المطلق. فحاولت الإشارة إلى جذره في الوعي المتوارث الذي أرجعته إلى
الغزالي. وهو الجذر الذي جعل تبنّي الفكر الحديث سطحياً، ولا يعدو أن يكون
كلمات دون معنى. ويحتكم إلى المنطق ذاته الذي تبلور منذ أرسطو، وتحوّل من
منطق فلسفيّ إلى منطق "لاهوتيّ" على يد الغزالي. الأمر الذي أفضى إلى أن
يكون الفكر عبارة عن "صحافة"، لأنّ منطق الفكر، أي التجريد، ليس ممتلكاً.
لهذا أدعو إلى إعادة بناء الوعي تأسيساً على الشك من أجل الوصول إلى "يقين"
مّا. وهو ما يستلزم استيعاب الفكر الحديث. الذي لن يكون ممكناً استيعابه
دون البدء من الشك في وعينا، في أدواتنا الموروثة، وفي مفاهيمنا المتوارثة،
وأساساً في المنهجية التي تحكمنا، وطريقة التفكير التي تحكمنا، وتتحكّم في
مفاهيمنا ورؤيتنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عن ديكارت مرة أخرى :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

عن ديكارت مرة أخرى

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الانية عند ديكارت
» نقض منهجية ديكارت ..
» ديكارت و مبادئ العقلانية
» ديكارت و مبادئ العقلانية
» رونيه ديكارت (1596-1650)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: