** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 نقد النقد الماركسي للإصلاح اللاّهوتي أو دفاعاً عن الخيال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

نقد النقد الماركسي للإصلاح اللاّهوتي  أو دفاعاً عن الخيال Empty
01092011
مُساهمةنقد النقد الماركسي للإصلاح اللاّهوتي أو دفاعاً عن الخيال



نقد النقد الماركسي للإصلاح اللاّهوتي  أو دفاعاً عن الخيال Arton8489-27640
لا أبادل النقد الماركسي، والذي أتعرّض له بين الفينة والأخرى، إلاّ بالود
والاحترام؛ ولعل الذي يحفظ للخلاف وده في هذا المقام، أن ميزة ذلك النوع
من النقد، بل ومزيته، تكمن في قدرته على عرض الأفكار المنقودة بنحو لا يخلو
من نزاهة وتجرّد، وذاك شرط لا يستوفيه إلاّ الرّاسخون في المعرفة بأساليب
النقد البنّاء.

لا أرفض النقد الماركسي لمجرّد أنه نقد ماركسي، وإلا فلست في آخر التقدير
سوى الابن العاق للماركسية العربية، منذ أن كان الحزب الشيوعي اللبناني
مدرستنا الجامعة ذات زمن ولى عنا وأدبر، وإنما أنتقد النقد الماركسي حين لا
أعتبره نقدا ماركسيا بالمعنى المنهجي؛ حين أراه غارقا في المدرسية ومفتقدا
إلى الجوهر النقدي الحركي للماركسية، اللهم إذا كان المقصود لا يتجاوز
ماركسية المدارس الابتدائية لما كان يُعرف بالمعسكر الشيوعي.

ردّا على مقالي المنشور في الأوان بعنوان "النار والمعبد
كتب نايف سلوم في أسبوعية "طريق اليسار" السورية (عدد : 23 أيلول، 2010)،
يقول : "المقال بعمومه جولة أنطولوجية تفتقد الحس التاريخي، بالتالي يغيب
عنها وساطة أو توسط الرّأسمالية الاحتكارية التي يمكن بالانتباه إلى
مفاعيلها أن نفسر هذا الإحباط الذي يلف عالم البشر، وينشط العودة إلى الدين
والتدين.. إن غياب المقاربة الاجتماعية / السياسية من نقاش اللاهوت والدين
والعلمانية والماركسية ، يجعل من المقالة موضوعنا ضرباً من الظن، ولم يخرج
قول ناشيد عن مقاربة دينية للدين : إنه نقد مكافئ لذاته. ليس المطلوب
تصوراً جديداً للمبدأ الإلهي، بل المطلوب تصور جديد للتحرر الاجتماعي
/السياسي للبشر، لأن الشرط الاجتماعي/ السياسي هو البحر المولد لغيوم
اللاهوت. إن غياب العلاقة بين الأرض والسماء يعني غياب العلاقة بين التحرر
الاجتماعي /السياسي والتحرر الديني".

مختصر الاعتراض أن نايف سلوم يؤاخذ علينا استحضار الأبعاد الأنطولوجية
وتغييب العامل الاجتماعي والاقتصادي والذي هو المحدد الأساس لوعي الناس.
والمطلوب منا ليس تصوراً جديدا للمبدأ الإلهي وإنما تصور محدّد للتحرّر
الاجتماعي والسياسي للبشر، طالما ليس للدين من تاريخ، وإنما التاريخ تحدده
الصراعات الاجتماعية والسياسية، كما يقول.

إن كان نايف سلوم، وأسوة برفاق الطريق الماركسي، يتصف بالنزاهة والتجرّد
في عرض الأفكار، حتى تلك التي يخالفها الرّأي أشد ما يكون الخلاف، إلا أني
لا أستطيع أن أصرف نظري عن الخلل المرجعي الذي يكتنف رؤيته التحليلية
والنقدية وبقاءه أسير الماركسية في طبعتها المدرسية الكلاسيكية. فحين
يذكرنا سلوم بالأطروحة المركزية لماركس، والتي ترى بأن واقع الاقتصاد
السياسي هو المُحدد الأساس لحركة التاريخ ولأنماط الوعي الاجتماعي للناس،
فإنه يضرب صفحا عن كل التطورات اللاحقة للفكر الماركسي، منذ اندلاع الثورة
الثقافية في الصين إلى غاية فشل انتفاضة ماي 68 في فرنسا. وليس المقام هنا
مقام استذكار كيفية إقحام شروط الوعي والإبداع والخيال في دينامية التحول
السياسي داخل ماركسية النصف الثاني من القرن العشرين.

لا يحتاج نايف سلوم، وهو الطبيب السوري والباحث العربي المتسم بالذكاء
الفلسفي وبالقلم الجميل، إلى تذكيره بأن ثورة الاقتصاد السياسي، في عهد ماو
تسي تونغ، لم تستطع أن تقود الشعب الصيني، بالتبعية الميكانيكية لشروط
الإنتاج، إلى تحقيق التطور المنشود في أنماط الوعي والثقافة والإبداع، وهو
الأمر الذي دفع قائد المسيرة الحمراء إلى تدشين دينامية فوقية اصطلح عليها
باسم الثورة الثقافية، والتي كانت بمثابة مجهود ثوري مستقل عن التحول
السياسي والاقتصادي، حتى وإن كانت مكملة له.

نعم يجدر بنا دائما أن نعمل على تغيير الظروف الاجتماعية للناس، فلا أحد
يعتقد بأن الجياع قادرين على إنتاج أنماط من الوعي الديمقراطي والحداثي،
فالناس يأكلون قبل أن يفكروا، كما ورد في إحدى الأطروحات الأساسية لماركس،
ومع ذلك سيكون من باب السذاجة الاعتقاد بأن تبدل بنية الواقع يستتبعه
بالضرورة تبدل في بنية الوعي. والحال أن تطور الوعي يحتاج لفاعلية متميزة
ومستقلة عن دينامية تطور الواقع، حتى ولو اعتبرنا بأن تطور الوعي يتأثر
بتطور الواقع ويستند إليه.

وإذا كان من المتعذر أن نفهم ظاهرة عودة الدين إلى الخطاب السياسي الغربي
اليوم، من دون النظر إلى طبيعة المرحلة التي تمرّ بها الرّأسمالية
العالمية، والتي تتميز بهيمنة الرأسمال المضارباتي وتدهور الطبقة المتوسطة
وانهيار دولة الرعاية الاجتماعية، وكلها عناصر تحليلية تفيدنا لأجل فهم
أسباب تنامي الخطابات المضادّة للعقلانية في الغرب المعاصر، فإننا حتى ولو
أحطنا علما بكافة عناصر الواقع مجتمعة فإنها لن تساعدنا في الإجابة عن
السؤال التالي :

لماذا تختلف ردّة فعل الوعي اتجاه نفس الواقع، من مجتمع لآخر، من زمن لآخر، من ثقافة لأخرى، وحتى من فرد لآخر؟

وبالعودة إلى أطروحات ماركس، فثمة سؤال اعترض الماركسية منذ نشأتها ولم
تفلح في الإجابة عنه : كيف نفسر ظاهرة الاستلاب (الاغتراب) إذا حصرنا نظرنا
على أدوات التحليل التي يوفرها الاقتصاد السياسي؟

مثل هذه الأسئلة لا تعني سوى شيء واحد وهو أن العلاقة بين الواقع والوعي
تتجاوز علاقة المثير بالاستجابة؛ فهي علاقة قائمة على التأويل، بمعنى أنها
قائمة على موقف الوعي، وعلى قدرته على التمثل والتصور وحتى الخيال.

الواقع قائم ولا يمكننا إنكاره، وقد ندفع الثمن غاليا إذا ما تمادينا في
إنكاره، لكننا لا نستطيع تغيير الواقع بالاكتفاء بعناصر ومعطيات الواقع
عينه، ففي كل استراتيجية للتغيير ثمة دائما حاجة ملحة إلى تمثلات الوعي
للواقع. فالواقع في حد ذاته لا يعني أي شيء، إن هو إلا ذبذبات صمّاء
وتقلبات عمياء، حتى أوجاع معذبي الأرض لن تكون مسموعة من دون حس وخيال
ووجدان. وهنا فأنا أردّ أيضا على من يؤاخذون عليّ استثمار الوجدان في مجال
كتابة يُفترض أنها عقلانية. والواقع أني أرى الوجدان عاملا حاسما في حركة
التاريخ، وهو ما لا يمكن للعقل الوضعاني أن يتصوره.

إن تمثلات الوعي، سواء في العلم أو السياسة أو الإبداع، هي التي تجعل الواقع ممكنا، وفهمه ميسرا، وتجاوزه متاحا.

تكمن الخاصية الجوهرية للوعي في قدرته على التجاوز، وذلك عبر آليات التمثل
والتصور والخيال، وهذا هو سرّ التقدّم في كل العصور والأزمنة. فالواقع
التاريخي لا يتقدّم من تلقاء نفسه، وإلاّ فإنه لا يتحرّك دائما على نفس خط
التقدم، بل وقد يرتد أحيانا على أعقابه. وإذا كانت الماركسية قد نجحت في
تغيير نصف العالم خلال النصف الأول من القرن العشرين؛ فلأنها أحدثت انقلابا
في تمثلات الوعي واتجاهات الخيال داخل عقول النخب الثقافية والحزبية
والزعامات النقابية والقيادات الطلابية، وجعلتها قادرة على تصور إمكانيات
جديدة لعالم مختلف.

والواقع أن تمثلات الوعي، بما فيها القدرة على الخيال، تظل عاملا حاسما
لأجل تجاوز حالة الارتهان بالراهن من أجل بناء عوالم أخرى ممكنة، يتعذر على
الوعي الامتثالي إدراكها. وعلى هذا الأساس يحق لنا أن نستنتج بأن تدهور
قوى اليسار في عالم اليوم وغلبة الفكر العدمي ما هو إلا الثمرة المرّة
والمرعبة أيضا لتدهور ملَكة الخيال لدى حركات التحرّر وتراجع مقدرتها على
تصور إمكانية وجود عوالم أخرى ممكنة.

ثم أن انتصار الرّأسمالية اليوم لن يكون سوى انتصار لنوع من التمثلات على حساب تمثلات أخرى :

فحين ننتقل من مرحلة كان فيها الوعي الاجتماعي يتصور بأن الحد من ساعات
العمل مطلب تحرّري وإنساني، إلى مرحلة أصبح فيها الوعي يتصور بأن لكل شخص
الحق في أن يعمل أكثر لأجل أن يكسب أكثر، هنا تكون الرأسمالية المتوحشة قد
انتصرت وأغلقت باب الخيال.

وحين يعجز خيالنا عن تصور إمكانيات أخرى للوجود تتجاوز الجدل الثنائي بين
القانون والحرية، بين الدولة والسوق، بين المساواة والمنافسة، تكون
الرّأسمالية قد أوقفت الخيال وحسمت الجدال.

إننا نعتقد اعتقادا راسخا بأن انحسار مستوى الخيال عند قوى التقدم، ومن
ضمنها اليسار الماركسي العربي، هو الذي أتاح الفرصة أمام زحف الخيال
الأصولي والطائفي والمحافظ. ويصدق هذا التحليل أيضا على اليسار الغربي،
والذي ضاقت به سُبُل الخيال إلى درجة امحى فيها أي تصور للمستقبل.

وفي المقابل فإن كل من يطلع على أدبيات اليسار الصاعد اليوم في أمريكا
الجنوبية بوسعه أن يكتشف قوة السياسة حين تقال وتمارس بخيال أدبي وشعري
ولاهوتي مرهف يحفظ للوعي إحدى أهم خصائصه، والتي هي خاصية القدرة على
التجاوز. وهنا بالذات أرى بأن المقدرات الكتابية والتحليلية والإدراكية
لنايف سلوم تجعله قادرا على استيفاء شرط التجاوز لو أنه يتمرّد قليلا على
قواعد الدروس التي تعلمناها جميعا في مراحل سابقة.

كُتب في إحدى شعارات انتفاضة مايو 68 : "انسوا ما تعلمتموه وابدؤوا من الحلم".

شعار يحاول أن يُصحح "الخطيئة الأصلية" للفلسفة السياسية؛ يوم طرد أفلاطون
الشعراء، ليس فقط من أكاديميته، وإنما من جمهوريته السياسية أيضا.

وهذا كل ما لديّ الآن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نقد النقد الماركسي للإصلاح اللاّهوتي أو دفاعاً عن الخيال :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نقد النقد الماركسي للإصلاح اللاّهوتي أو دفاعاً عن الخيال

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: