ربورطاج. منتخبون يجيشون شبانا «معربدين » ضد حركة ٢٠ فبراير بالبيضاء (فيديو)
أنس العمري الاثنين 20 يونيو 2011 - 15:08
شبان في حالة غير طبيعية بدوا وكأنهم لمعركة طاحنة كالتي ألفتها الأحياء
الشعبية بين أبناء حيين متخاصمين. تسلحوا بالعصي والحجارة وبعض آخر ببقايا
زجاج القارورات، فيما منافسوهم أمامهم مباشرة من شبان حركة عشرين فبراير
يتوعدونهم ويتهمونهم بالخيانة.
ذلك
مشهد عاشه تقاطع شارعي الفداء ومحمد السادس أول أمس زوالا في مكان حدد
لانطلاق مسيرة شباب حركة ٢٠ فبراير نحو ثكنة الوقاية المدينة حيث تتواجد
المقبرة الجماعية التي دفن فيها العشرات من أبناء الدار البيضاء، استشهدوا
في انتفاضة 1981 ضد ارتفاع الأسعار.
كانت الساعة تشير إلى
الخامسة زوالا، بدت الحركة غير عادية قرب سينما الأمل سابقا بحي الأمل
بالدار البيضاء، حين بدأ شباب حركة ٢٠ فبراير يتجمعون في مدار شارعي محمد
السادس وشارع الفداء. لا أثر لرجال الأمن في المكان سوى بعض منهم ممن
ينظمون حركة المرور، عمال المقاطعة وضعوا حواجز في الطريق، وغير بعيد
توقفت سيارات لمحتفلين بالدستور الجديد، حملوا لافتات تدعو للتصويت عليه،
وأخرى كتب عليها «٢٠ فبراير والعدل ديكاج البوليزاريو»...
حشد
من الشبان يرقصون على إيقاعات الأغاني الشعبية كانت تصدح بها مكبرات صوت
حملتها إحدى السيارات، فيما ردد البعض «ملكنا واحد محمد السادس»، لترفع
الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك، آخرون ارتدوا صدريات تدعو للتصويت
بنعم أو كتب عليها شعار المملكة. كثير منهم حسب أبناء الحي تم استقدامهم
من العديد من الأحياء من مناصري بعض المنتخبين المنتمين لبعض الأحزاب
السياسية سخروا حافلات وسيارات لنقل المستخدمين لنقلهم إلى حيث ستمر مسيرة
حركة ٢٠ فبراير
لحظات بدأ الحضور يتزايد سواء من شبابن حركة
20 فبراير أو المحتفلين بالدستور الجديد، ليبدأ حشد منهم بالإقتراب من
شباب ٢٠ فبراير وهم في حالة غير طبيعة. انتزع بعض من الشبان أقمصتهم كمن
يستعد لعراك ضروس، وحمل آخرون عصيا، وتوجهوا مباشرة نحو الشبان فيما
غالبية المتجمهرين الفضوليين يتفرجون في الطرفين
لم يشأ شبان ٢٠
فبراير الدخول في مواجهة مع الشبان المعربدين، وقرروا تغيير مسار مسيرتهم
ليتحولوا إلى شارع محمد السادس مرديدن شعارات « بالوحدة والتضمان لي
بغناه يكون يكون»، في تلك الأثناء لاحقهم من جديد الشبان المعربدون وبدأوا
في نزع اللافتات لشباب ٢٠ فبراير وتمزيقها، بل واعترضوا سبيلهم وسبهم،
واعتدوا على سيارات المارة وسعدوا آخرون فوق زجاجها الأمامي، ولم يزبه بهم
شبان ٢٠ فبراير الذين أسرعوا الخطى إلى أن وصلوا شارع أبا شعيب الدكالي
وهناك التحقوا بمسيرة للعدل والإحسان منظمة ومتراصة الصفوف وبلافتات تدعو
ب «التصويت بلا للدستور» و يرددون شعارات «يا مغربي يامغربية الدستور عليا
وعليك مسرحية» و«الله يبارك فعمر شعبي".
قبل أن تنطلق المسيرة
نحو تكثنة الوقاية المدنية تجمع حشد آخر من الشبان قرب القنطرة في تقاطع
شارعي أولاد زيان وأبا شعيب الدكالي (الحزام الكبير سابقا)، وعاد الشبان
المعربدين للتحرش بشباب ٢٠ فبراير ومعهم نشطاء العدل والإحسان، وبدأوا في
السب والقذف في الأعراض، كادت تتحول إلى عراك ومشاداة.
في تلك
الأثناء تدخل والي الأمن مصطفى المزوني، وأمر عددا من رجال الأمن بالتدخل
وتشكيل سلسلة منهم تفصل بين الجانبين تفاديا لحدوث مشاجرات بينهم، واستمر
ذلك إلى غروب شمس النهار، وانتهت مسيرة حركة ٢٠ فبراير والعدل والإحسان
دون أت تتحرك من مكانها فيما بقي الشبان المعربدون ومن رفعوا شعار التصويت
بنعم على الدستور يحتفلون ويرددون شعارات خاصة بهم ويرفعون الأعلام
الوطنية، بعد أن حالو دون تنظيم وقفة أمام ثكنة الوقاية المدنية ترحما على
شهداء انتفاضة ١٩٨١ لا تزال أسرهم المكلومة تنظر كشف الحقيقة بعد فضح
المقبرة الجماعية التي دفنوا فيها