ستختلف القراءات السياسية لخطاب الملك لليلة أمس الجمعة 17 يونيو 2011،
تيارات سياسية اعتبرته تاريخيا حتى قبل أن يلقيه وأعدت بيانات ل"خطاب
سيدنا التاريخي"، وأخرى اعتقدت أنه استجاب لغالبية المطالب التي تضمنتها
مذكراتهم بخصوص الإصلاحات الدستورية، أحزاب وجمعيات أخرى ستذهب إلى أنه لا
يستجيب للحد الأدنى من مطالب حركة 20 فبراير. المغرب الذي يجب أن يبدأ من
17 يونيو عليه ان يتقبل كل القراءات والانتقادات. اول نصر في اتجاه
الديموقراطية يبدأ بقدرة الإعلام العمومي على الانفتاح على أناس لا يطبلون
لكل ما قاله الملك وكأنه قرآن منزه، استضافة هؤلاء ودعوتهم للمناقشة في
الحوار الوطني حول الدستور بداية لمغرب جديد.
كما
أن تعامل السلطة مع مسيرات يوم غد الأحد 19 يونيو 2011 سيكون حاسما في
المغرب الجديد. مغرب نريده قادرا على تدبير خلافه بالحوار والنقاش ومقارعة
الحجة بالحجة ما مغرب تستعمل فيه العصا لإسكات أصوات معارضين أو يلجأ إلى
ما يشبه الميليشيات للتشويش على تلك المسيرات السلمية بغض النظر عن خلفية
المشاركين فيها.
غدا سيخرج شباب الحركة الذي يريد أن يصوت ب"لا"
على الدستور أو الذي لم يحسم بعد اختياره، إلى الشارع للتعبير عن رأيه من
الخطاب، مدى تعامل السلطة مع هذه المسيرات سيقدم صورة عن المغرب الذي نحن
بصدد بنائه للمستقبل.