مواسير
المجاري عادة ما تنفجر بدون سابق إنذار !! فتلوث البلاد وتعوق العباد عن
حياتهم ، وتهددهم بأمراض خطرة . وبعض من (يرتكبون ) الثقافة والإعلام لا
يختلفون كثيرا عن تلك المواسير ، حين ينفجرون في وجوهنا عبر الشاشات
العاجزة المفلسة فكريا التي أدمنت استضافتهم ، فمنذ أيام فوجئ العالم كله
بإحدى تلك المواسير ممثلة في كتلة هائلة من الدهون المصبوبة على هيئة (
إعلامي ) متخلف عقليا ، جلس يتقيأ أمام المشاهدين كلاما سمجا لزجا عن أن
المحتجين في ميدان التحرير مأجورون بوجبات من محال (كنتاكي) المعروفة.
بعد
أيام نجحت الثورة وظرت تلك الكتلة الدهنية مرة ثانية تتحدث بكل ما أوتيت
من بلاهة وتخلف وقماءة مؤيدة لمطالب الشباب ( المشروعة !!!!) كما قال .
وسبحان مغير الأحوال .
ومنهم ذلك الأعمش الرعَّاش المتذبذب المتخاذل
الذي ينافق ويوافق بقدرة لم أرها قط من قبل ، فهو يكتلك قدرة فذة على أن
يمدح بعينه اليمنى ويذم باليسرى في جملة واحدة !! بل إن عنده قدرة على أن
يقول الكلمة الواحدة يقدح ويمدح بها بمهارة لا طاقة لأحد بها . فهو مؤرخ
الحركة القبطية ، والمتخصص في شؤون الإخوان المسلمين ، والبرلماني المدلل
الذي تُزوَّر من أجله الانتخابات ويرضى بذلك شاكرا ممتنا مدافعا عن حزبه
سنين عددا .
وتندلع ثورة الشباب فيهاجمها أربعة أيام أو خمسة ، ويوم
يطرد رئيس حزبه نجله وأمينه العام يدرك ذلك الأعمش الرعَّاش المتذبذب
المتخاذل أن لا أمل في ذلك الحزب الذي آثره وزوَّر له واستوزره فيسارع – في
تمثيلية وقحة – إلى التبرؤ من سادته الذين أفلت شموسهم ، و( يتمحلس)
متحسسا طريقه نحو ثوار التحرير عارضا خدماته النفاقية فيعلن في بجاحة تندى
لها أجبنة القرود : أنه جاهز في أي وقت لتقديم مشورته !!!!
ومنهم
ذلك اليساري الفظ الذي أجلسه سيده المأبون الهالك على صحيفة أو قل على تكية
من تكايا وزارته يتقاضى عنها أربعين ألفا من الجنيهات كل شهر ولا يقرأها
إلا من يحررونها ، وهذا اليساري الفظ لا يجلس أمام الكاميرات إلا واضعا
ساقا على ساق بطريقة مبالغ فيها تكشف معظم مؤخرته في مشهد هو إلى السُّكْر
أقرب منه إلى التعاظم ، ويظل ( يبعبع ) بكلام ينطح أوله آخره ، ويناقض
أعلاه أسفله ، ويتاجر ببضع سنوات اعتقل فيها أيام عبد الناصر وجنى من
ورائها من النظام المبارك غير المؤسوف عليه ملايين لا حد لها . هذا
السكِّير أصبح ضيفا دائما على كل برامج كل الفضائيات بوجهه المتكلس الناضح
نفاقا وبصاقا يتفلت منه كلما انفعل في البعبعة ، حتى مثل هذا ( الشيء )
أصبح منظِّرا للثورة بعد أن ظل أسبوعين يهاجم الشباب الطاهر الثائر النقي ،
حتى تبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود فجاء مهرولا يبحث عن دور جديد
... رحم الله عباس العقاد حين قال ( إيه أيتها الخفافيش ... أغثيتم نفوسنا
أغثى الله نفوسكم الضئيلة . السوط في اليد ، وجلودكم لمثل هذا السوط خُلقتْ
. وسنفرغ لكم أيها الثقلان )