لا تخافوا من الجيش المصري
رؤوبين بدهتسور
2011-02-08
لا يضيعون في جهاز الأمن زمنا ثمينا. ما زال من غير
الواضح الى أين ستفضي الاضطرابات في شوارع القاهرة والاسكندرية، وقد أخذوا
يُبينون انه لا مناص من زيادة ميزانية الأمن، لأنه يجب ان يجدوا سريعا
بديلا عن التهديد الايراني.
قد يتساءل شخص ما هل مئير دغان على حق؟ وهل
من المناسب ان نضائل ميزانية الأمن شيئا ما؟ وكلما خوّفنا كان ذلك أفضل
بطبيعة الأمر. اذا جزمنا، بنغمة ذات سلطة كافية، بأن التهديد المصري سيزداد
زيادة كبيرة على اثر تبديل الحكم في القاهرة، فلن تنشأ اعتراضات على مقدار
ميزانية الأمن فضلا عن ان أحدا لن يستطيع معارضة زيادتها.
غير ان
الحقيقة ان التهديد المصري لن يزداد حتى لو تم اسقاط نظام حكم حسني مبارك.
واذا تولى الاخوان المسلمون السلطة في مصر فسيتضاءل بقدر كبير. من شبه
المؤكد أننا سنسمع في الايام التالية غير قليل عن زيادة قوة جيش مصر بسلاح
غربي متقدم وعن التدريبات التي يُجريها والعدو فيها اسرائيل. هذا صحيح لكنه
لا يغير الصورة القائمة، وميزان القوى مع الجيش الاسرائيلي، والظروف
الجغرافية الاستراتيجية في المنطقة والمصالح المصرية التي ترفض كل منطق في
الخروج لمحاربة اسرائيل.
اجل إن سلاح الجو المصري مسلح بنحو 220 طائرة
اف 16، لكن كما يقول بحث عن وزارة الدفاع الامريكية، 'لا تغيير في سلاح
الجو المصري لمستوى التدريبات منذ حدث الانتقال من السلاح الروسي الى
الامريكي. والنتيجة ان الطيار المصري لا يستطيع استنفاد الطاقة الكامنة في
نظم السلاح'. إن الفرق بين سلاح الجو الاسرائيلي وسلاح الجو المصري باق لان
سلاح الجو المصري مسلح بطائرات حربية قديمة فيها ميغ 21 وفانتوم علاوة على
ان طائرات اف 16 من طرز أدنى مما يحصل عليه سلاح الجو الاسرائيلي.
سلاح
المدرعات المصري ايضا يزداد قوة وفيه نحو 700 دبابة امريكية متقدمة من
طراز أبرامز. لكن اذا أراد المصريون الخروج لمحاربة اسرائيل فسيكون على هذه
الدبابات ان تجتاز شبه جزيرة سيناء التي هي منطقة حاجزة عرضها 200 300
كم. ولما كان الحديث عن منطقة صحراوية، بلا نباتات وفيها سكان قليلون فانها
تشكل 'ارض قتل' مثالية. واذا تجرأ الجيش المصري على اجتياز قناة السويس
ودخول سيناء، فسيجد نفسه في شرك للجيش الاسرائيلي فيه تفوق مطلق عليه
بواسطة السلاح الدقيق والتفوق الجوي.
إن تولي الاخوان المسلمين السلطة
سيفضي فورا الى وقف المساعدة العسكرية الامريكية، والتدريبات المشتركة
والتزويد بقطع الغيار الضرورية لصيانة الطائرات الحربية. وستضعف قوة الجيش
المصري في هذه الحال سريعا. نقول في سياق قدرة الجيش المصري على القتال
والتطور إن 'الجيش المصري يطمح الى تجديد سلاحه، لكنه لا يُظهر أي دافع الى
تغيير نظريته العسكرية'.
ومن الصحيح ايضا ان الجيش المصري يتدرب على
مخططات حرب في مجابهة اسرائيل، لكن هذا الامر ينبع في الأساس من ان مصر ترى
اسرائيل تهديدا حقيقيا. والسلطة المصرية ترى اسرائيل عاملا غير مستقر يميل
الى استعمال القوة لحل مشكلات سياسية. تؤمن مصر بأن في اسرائيل قوى متطرفة
قد يفضي توليها السلطة الى العدوان عليها. ويؤتى بتحذير افيغدور ليبرمان
في سنة 2001 من ان الجيش الاسرائيلي يستطيع تدمير سد أسوان مثالا على الخوف
المصري.
كان من المناسب لذلك ألا يستعملوا في جهاز الامن تعظيم التهديد
المصري من اجل زيادة على الميزانية لا حاجة اليها. على كل حال، يحسن ان
نعلم انه لا يوجد في التخويف المرتقب أي شيء حقيقي.
هآرتس ـ 8/2/2011