نيويورك تايمز نقلاً عن مسئول أمريكي: إدارة أوباما تشجع النخبة المصرية على عزل مبارك ليصل لمرحلة المتفرج على نهاية حكمه
كتبت رضوى جمال (المصريون): |
07-02-2011 01:10 قالت
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس، إنه بعد مرور 12 يومًا على
الانتفاضة المصرية التي تهدد بقلب الاسترايتجية الأمريكية في الشرق الأوسط،
فإن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تزال تسعى جاهدة لتحديد ما إذا كان
بإمكان الثورة الديموقراطية أن تنجح في حال استمرار الرئيس حسني مبارك في
منصبه، حتى وإن تم تحديد سلطاته وتهميشه في المفاوضات حول مستقبل البلاد.
ورأت
أن آخر التحديات التي تواجه إدارة أوباما تتمثل في تصريحات المبعوث
الأمريكي لمصر، فرانك ويسنر، لمجموعة من الدبلوماسيين والخبراء الأمنيين
بأن استمرار الرئيس مبارك في السلطة هو "أمر بالغ الأهمية"، لأنها فرصته
لكتابة إرثه، على حد تعبيره.
وذكرت أنه وقبل إدلاء ويسنر
بتصريحاته، خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بتصريحات متناقضة
تمامًا، إذ قالت إنه يتعين على الرئيس مبارك الخروج من الساحة حتى يتسنى
لنائبه عمر سليمان، البدء في التفاوض مع زعماء الاحتجاجات في كل شيء بدءًا
من التعديلات الدستورية وحتى الانتخابات الحرة والنزيهة.
وأوضحت
أنها ليست المرة الأولى التي تبدو فيها إدارة الرئيس أوباما "متخبطة" تجاه
الأزمة في مصر، فهي تناضل من أجل الوقوف على الجانب الصحيح في التاريخ،
ولتجنب تسريع الثورة التي يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة.
واعتبرت
الصحيفة أن ما وصفتها بـ "التصريحات المتخبطة" أصبحت أمرًا مربكًا بل
ومحرجًا أيضًا في بعض الأحيان، فهي تعكس سياسة تم وضعها –بحكم الضرورة- على
عجل.
ونقلت عن مسئول أمريكي لم تكشف عن اسمه قوله "إن هذا ما يحدث
عندما تتم مفاجأتك"، مشيرًا إلى أنه على مدى العامين الماضيين قامت
الإدارة الأمريكية بعقد جلسات إستراتيجية لا حصر لها حول السلام في الشرق
الأوسط واحتواء إيران، إلا أن أيًا منها لم يضع في الحسبان حتى احتمال تحول
مصر من الاستقرار إلى الاضطراب، وما قد يتبع ذلك من انتشار تأثير الدومينو
في المنطقة.
وبحسب مسئولين في الإدارة الأمريكية، فإنه نظرًا
لإعلان الرئيس مبارك عدم نيته للتنحي الآن، فإن إستراتيجيتهم تمثلت في
تشجيع النخبة المصرية على العمل على عزله، حتى يصل إلى مرحلة يتحول فيها
إلى مجرد متفرج على نهاية حكمه، كما نقلت الصحيفة.
وأكد أحد كبار
المسئولين بالإدارة الأمريكية أنهم يرغبون في أن يتمكن الرئيس مبارك من
الرحيل بطريقة مشرفة، إلا أنه كلما تمسك أكثر، كلما سيصبح من الصعب دفعه
للرحيل عندما يحين الوقت المناسب.
وترى الصحيفة أنه منذ بداية
الأزمة في مصر، تواجه الإدارة الأمريكية مشكلة في إيصال الرسالة الصحيحة
إلى المستمعين، ففي بداية الاحتجاجات صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية بأن
"الحكومة المصرية مستقرة و تبحث عن سبل للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب
المصري".
لكنه وبعد مشاهدة أوباما وكبار مساعديه لخطاب الرئيس مبارك
الثلاثاء، الذي أكد فيه على عدم عزمه التنحي لكنه لم يكن ينوى الترشح مرة
أخرى، تأكد لهم الاستنتاج الذي توصلوا له تدريجيًا مع استمرار التظاهرات
وهو أن عدم الاستقرار سيستمر حتى يتنحى الرئيس مبارك، بحسب الصحيفة.
ونقلت
الصحيفة بعض التفاصيل التي دارت في غرفة العمليات، حيث اجتمع الرئيس
أوباما مع مستشاريه، و أشارت إلى أن أحد المسئولين المشاركين قال إن الرئيس
مبارك "يحتاج إلى دفعه"، ووصفت المحادثة التي دارت بين الرئيس أوباما
ومبارك لمدة نصف ساعة بأنها كانت "متوترة".
وقالت الصحيفة إنه بعد
هذه المحادثة خرج الرئيس أوباما ليعلن أنه ينبغي أن يكون هناك انتقال منظم
وسلمي للسلطة وأنه "يجب أن يبدأ الآن"، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم
قيام الرئيس الأمريكي بالضغط على مبارك للتنحي بشكل مباشر، لكن الموالين
للرئيس المصري قد فهموها بوضوح على هذا النحو، ليتجه بعدها مؤيدوه إلى
ميدان التحرير ويقومون بالاعتداء على المظاهرة التي كانت سلمية بإلقاء
الحجارة والضرب بالهراوات والاعتقال.
وأضافت إنه بحلول يوم الجمعة
بدا من الواضح أن الرئيس مبارك لن ينتحى بسهولة، مما دفع الإدارة الأمريكية
للعمل سرًا على تجريده من مؤيديه في النخبة المصرية، ليذهب بعدها وزير
دفاعه المشير حسين طنطاوي، إلى ميدان التحرير ظاهريًا لتفقد القوات هناك،
لكنه ذهب هناك أساسًا ليربط نفسه بالمتظاهرين إلى حد كبير، بحسب الصحيفة.
وأكدت
أن ظهور طنطاوي، إلى جانب زيارة عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول
العربية ووزير الخارجية الأسبق إلى ميدان التحرير خلقت الانطباع بأن الرئيس
مبارك أصبح في عزلة متزايدة.
في حين أكد أحد كبار المسؤولين
بالإدارة الأمريكية يوم السبت أن "القيادة المصرية تدرك جيداً ما يتعين
عليها القيام به، وهم ليسوا في حاجه إلى أن نوضح لهم ذلك بالتفاصيل"، كما
ذكرت الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن القرار المقبل الذي يواجه البيت
الأبيض هو كيفية الضغط علنًا من أجل تنحية الرئيس مبارك أو تهميشه، وأشارت
إلى أن الرئيس أوباما أجرى عدة اتصالات يوم السبت مع زعماء المنطقة من
تركيا إلى الإمارات لمناقشة مدى سرعة قيامهم بحث الرئيس المصري على التنحي.
لكنها
قالت إنه نقاش يريد العديد من زعماء الشرق الأوسط تجنبه، بحسب أحد مسئولي
الإدارة الأمريكية، لخوفهم من أن يكونوا هم في الطرف المتلقي بالجولة
المقبلة من الاحتجاجات، وان يكون التلميح المقبل من البيت الأبيض هو أن
الوقت قد حان للرحيل.