اسرائيل تتحدث عن وصول خبراء عسكريين من ايران وسورية مؤخرا الى غزة لتحسين
القدرة العسكرية للفصائل المسلحة
اشرف الهور:
2010-12-23
غزة ـ 'القدس العربي'ذكرت تقارير اسرائيلية يوم
الخميس ان خبراء عسكريين من كل من ايران وسورية حضروا مؤخرا الى قطاع غزة
الخاضع لسيطرة حركة حماس، ودربوا النشطاء على تحسين القدرات العسكرية
والقتالية المتنوعة، كجزء من عملية شاملة لاعادة بناء قوة الفصائل المسلحة
التي تم تدميرها في عملية 'الرصاص المصبوب' في القطاع، وهو امر نفته حركة
حماس والفصائل، واكدت ان الهدف منه البحث عن ذرائع لتبرير الهجمات على
القطاع.
وبحسب ما ذكرت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية فقد افادت ان خبراء
ايرانيين وسوريين قاموا بتحسين القدرة العسكرية والقتالية المتنوعة لدى
حماس والجهاد الاسلامي وفصائل فلسطينية اخرى.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية
باستنادها الى مصادرها انه بالاضافة الى هذه التدريبات التي تلقاها نشطاء
المقاومة في قطاع غزة، توجه عشرات منهم لتلقي تدريبات في كل من لبنان
وسورية وايران على تشغيل وسائل قتالية مطورة، خلال العامين الماضيين، اي
بعد انتهاء حرب 'الرصاص المصبوب'.
ووفق ما ذكرت الصحيفة عادت هذه
الكوادر المدربة الى القطاع وهي مزودة بالخبرة القتالية، وشرعت بتدريب
عناصر اخرى في نفس المجالات.
لكن الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس
في غزة نفت على لسان الناطق باسمها ما اسمتها بـ'المزاعم الاعلامية
الصهيونية'، وقال النونو في تصريح صحافي 'ان هذه الافتراءات تأتي في سياق
الحملة التحريضية التي يقودها الكيان للعدوان على غزة'، واشار الى ان
الاحتلال كعادته 'يحاول تدويل المشكلة'، لافتا الى انه ادعى قبل ذلك عن
وجود لتنظيم 'القاعدة'، وتحدث عن ان طائراته يهددها الخطر خلال تحليقها فوق
غزة.
واكد النونو ان الاحتلال 'يحاول بهذه المزاعم المضلِلة ان يكسب
تعاطفا دوليا وان يبحث عن ذرائع لتبرير هجماته'، ودعا الرأي العام العالمي
والدولي، لاتخاذ 'موقف مسؤول وواع دون الالتفات الى هذه الذرائع
الصهيونية'.
ومن جهته نفى الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة
الجهاد الاسلامي بشدة ما نشر، وقال ان ما نشر يعد 'مقدمة لعدوان جديد ضد
غزة لضرب قادة المقاومة وعناصرها'.
وكانت اسرائيل شنت قبل عامين هجوما
شديدا ضد قطاع غزة، امتد لـ 22 يوم استهدفت خلاله كل البنى التحتية لحركة
حماس وفصائل المقاومة، قالت ان الهدف المعلن منها كان وقف اطلاق هذه
الصواريخ من القطاع، واسفر ذلك الهجوم عن استشهاد نحو 1500 شهيد، اضافة
الى اصابة اكثر من 500 آخرين، وتم خلاله ايضا تدمير 14 الف منزل ومنشأة.
ومنذ
ذلك التاريخ انخفضت عمليات اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل من قبل
المسلحين الفلسطينيين، لكن اسرائيل عاودت مؤخرا وقالت ان المقاومة امتلكت
اسلحة متطورة.
وعقب الاحاديث الاسرائيلية حذر مسؤولون فلسطينيون من نية
اسرائيل التحضير لشن هجوم قوي اخر ضد غزة، بعد ان زادت وتيرة التهديدات
الاسرائيلية ضد المقاومة.
والاربعاء قال صائب عريقات مسؤول ملف
المفاوضات في منظمة التحرير لـ 'القدس العربي' ان هناك خشية من قيام
اسرائيل بتصدير ازمتها بشن عدوان على غزة.
والقت مصادر الصحيفة
الاسرائيلية باللوم على عملية دخول الخبراء والاسلحة المتطورة التي ادعت
وصولها الى غزة على مصر، وقالت ان سهولة خروج ودخول خبراء من والى القطاع
عبر الانفاق تحت رفح عبر مصر ومن هناك الى دول اخرى 'تشكل احد المآخذ
الاسرائيلية الرئيسية على نشاط مصر فيما يتعلق باستمرار عمل الانفاق في
اراضيها'.
واقام الفلسطينيون اسفل الحدود التي تربط جنوب قطاع غزة
انفاق للتهريب، استقدموا عبرها سلعا تمنع اسرائيل ادخالها الى غزة بموجب
الحصار المفروض منذ نحو اربع سنوات.
الى ذلك، ذكرت صحيفة 'هآرتس' ان
تقديرات الجيش الاسرائيلي الاستخباراتية تفيد ان عملية تعاظم قوة منظمة
حماس 'ما زالت على اشدها'، مشيرة الى ان المنظمة 'ليست معنية حاليا بتصعيد
الوضع ضد اسرائيل'.
وذكرت ان تحسين قدرة حماس الصاروخية، التي تمثلت
قبل اسبوعين باصابة دبابة 'ميركافا' بصاروخ ذكي مضاد للدروع من نوع
'كورنيت' روسي الصنع 'ستلزم الجيش باعادة التموضع حتى في مناطق بعيدة عن
السياج الامني الحدودي'، بعد ان بينت ان مدى هذا النوع من الصواريخ يبلغ 5
كيلو مترات ونصف.
وكشفت ان فرقة غزة العسكرية تدرس من بين عدة احتمالات
غرس احراش قرب حدود قطاع غزة لحجب الرؤية عن المجموعات المسلحة التي تطلق
صواريخ صوب اسرائيل.
وفي السياق اعلن في تل ابيب ان التجربة التي اجراها
الجيش الاسرائيلي مساء الاربعاء على منظومة 'معطف الريح' المخصصة لاعتراض
القذائف المضادة للتحصينات تكللت بنجاح كبير.
حيث ضمنت التجربة اطلاق
صاروخ تدريبي مضاد للدروع لا يحمل رأسا حربيا متفجرا على دبابة مأهولة من
نوع (ميركافا 4) جلس في داخلها افراد طاقم الدبابة وذلك عندما كانت الدبابة
تتحرك من مكان لاخر.
وقامت منظومة 'معطف الريح' المركبة على الدبابة
رصدت الصاروخ وتصدت له اثناء تحليقه في الجو.
ونقلت الاذاعة الاسرئايية
عن ضابط كبير تأكيده انه تم اجراء هذه التجربة 'تحت ظروف مشددة من الامان
والسلامة بحيث لم يتعرض افراد طاقم الدبابة الذين جلسوا بداخلها اثناء
اطلاق الصاروخ التدريبي عليها'.
وفي اعقاب التجربة الناجحة قررت قيادة
الجيش ان تنشر على حدود قطاع غزة في الشهر المقبل الكتيبة المدرعة الوحيدة
في الجيش المزودة بمنظومة 'معطف الريح'.
وتأتي هذه الخطوة في اعقاب
التقديرات الاستخبارية حول تزايد التهديد الكامن في الصواريخ المضادة
للدروع التي بحوزة المنظمات المسلحة في القطاع.
يذكر ان الجنرال غابي
اشكنازي رئيس اركان الجيش الاسرائيلي كشف قبل ايام عن اصابة دبابة ميركافا
قبل نحو اسبوعين بصاروخ ذكي من طراز 'كورنيت' في المنطقة الشمالية المتاخمة
للقطاع مما الحق ضررا بالدبابة دون ان يصاب طاقمها.