تل أبيب قلقة إزاء تزوّد حماس بصواريخ مضادة للدبابات وموفاز يؤكد استعداد الحركة للسيطرة عسكريا على الضفة
الجيش الاسرائيلي يحصن مدراعاته استعدادا لاجتياح القطاع
2010-12-13
الناصرة - 'القدس العربي' - من زهير أندراوس: قال وزير الأمن الإسرائيلي السابق والقيادي في حزب (كاديما) المعارض أمس إنّه في حال قيام حركة حماس بقصف الدولة العبرية بالصواريخ بعيدة المدى، فإنّ الأمر يحتم على إسرائيل أنْ تقوم بعملية عسكرية واسعة النطاق لإسقاط حماس من السلطة في قطاع غزة، لافتًا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي بات جاهزًا لتنفيذ المهمة.
وبحسب صحيفة 'معاريف' العبرية امس فإنّ موفاز كان يتحدث في مؤتمر (سابان) في واشنطن، وأضاف أنّ حماس تسعى لأنْ تكون الممثلة الوحيدة للشعب الفلسطيني، وتستعد لاحتلال الضفة الغربية، متمثلة بحزب الله اللبناني، وبالتالي يجب على العالم أنْ يعمل على إيقاف 'الوباء الشيعي'، على حد تعبيره.
في سياق ذي صلة، قالت مصادر أمنية رسمية في تل أبيب، أمس إنّه تسود لدى الجيش الإسرائيلي مشاعر قلق كبيرة إزاء ازدياد عدد الحوادث الأمنية في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وثمة قلق أكبر جرّاء تطوّر الأسلحة المضادة للدبابات الموجودة في حيازة المنظمات 'الإرهابية' الفلسطينية في القطاع. فقد قام سلاح الجو الإسرائيلي فجر الاحد بمهاجمة ثلاثة مواقع تابعة لحركة 'حماس' في شمال القطاع وجنوبه، وذلك رداً على إصابة شخص إسرائيلي نتيجة إطلاق عدد من صواريخ القسّام وقذائف الهاون على المستوطنات التابعة لمجلس عسقلان الإقليمي.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، بحسب 'يديعوت أحرونوت' إن إسرائيل تعتبر حماس مسؤولة عن أي هجوم يتم شنه على أراضيها من القطاع، ولذا فإنها قامت بمهاجمة مواقع تابعة لها.
وأكدت مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية للصحيفة العبرية أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأصغر منها تبذل جهوداً كبيرة من أجل تحسين قدرات الأسلحة المضادة للدبابات الموجودة لديها، وذلك من منطلق الافتراض أن في إمكان أسلحة كهذه أن تعوق تقدّم الجيش الإسرائيلي في حال اندلاع جولة قتالية أخرى معه.
وتجدر الإشارة إلى أنه في أثناء عملية 'الرصاص المصبوب' العسكرية الإسرائيلية على غزة (شتاء سنة 2009)، واجهت حماس صعوبات كبيرة في كبح تحركات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي، على حد تعبير المصادر.
وذكرت صحيفة 'هآرتس' أن الجيش الإسرائيلي بدأ يعد العدّة لتحصين دباباته وآلياته المدرعة بعد أن نما إلى علمه أن المنظمات 'الإرهابية' في غزة حصلت على أنواع متعددة من الصواريخ المضادة للدبابات، وأشارت الصحيفة إلى أنه إبان حرب لبنان الثانية (صيف سنة 2006) لحقت أضرار كبيرة بالدبابات الإسرائيلية بسبب تعرضها لقصف الصواريخ المضادة لها، وعلى ما يبدو، فإن الفصائل في غزة تحاول أن تقلد حزب الله في هذا المجال.
في نفس السياق قال المحلل أليكس فيشمان، في 'يديعوت أحرونوت' إنّ الجيش الإسرائيلي قام منذ أشهر طويلة بإعداد برامج لمواجهة ثلاثة سيناريوهات تتعلق بمستقبل المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين: الأول، يتطرق إلى احتمال نجاح هذه المفاوضات في تحقيق اختراق سياسي، الثاني يتناول احتمال فشلها، الثالث، يتطرق إلى وضع تستمر فيه المفاوضات لكنها تشهد مداً وجزراً وأزمات دورية.
وزاد: يعتقد كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أن السيناريو الثالث هو الأكثر واقعية، وأن السيناريو الثاني المتعلق بفشل المفاوضات هو الأكثر خطراً، لأنه يتضمن توقعات فحواها تدهور الأوضاع الميدانية ووقوع مواجهات عسكرية لكن بالتدريج. كذلك فإنه في حال فشل المفاوضات، أضاف فيشمان، من المتوقع أن يتعرّض التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لضرر كبير. وفي ضوء ذلك لا بُد من الاستعداد لاحتمالات وقوع عمليات مسلحة بعد أن تعوّدنا على الهدوء أعواماً طويلة. وبطبيعة الحال فإنه في ظل أوضاع متدهورة كهذه، لن تتيح المؤسسة الأمنية للمؤسسة السياسية إمكان التنازل عن أراض محتلة تُعتبر أرصدة جغرافية. وزاد المحلل العسكري قائلاً إنّه من ناحية أخرى لا بُد من التأكيد أن محمود عباس سيبقى، في الأحول كلها، رئيساً للسلطة الفلسطينية، وذلك لعدم وجود زعيم آخر يمكن أن يحل محله. وما دام عباس باقياً في منصبه فإنه يُعتبر عنصراً موحداً للقيادة الفلسطينية الحالية التي تُعتبر مريحة لكل من إسرائيل والإدارة الأمريكية. ولا شك في أن الأوضاع الاقتصادية والعملية السياسية أدت إلى تعزيز قوة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لكن علينا أن نأخذ في الاعتبار أن هناك معارضة لهذه السلطة حتى داخل صفوف حركة 'فتح'.