دروس الكرمل
2010-12-08
النار في الكرمل انطفأت. والضحايا شيعوا الى مثواهم. والجرحى يعالجون. عملية ترميم الاملاك والنفوس توجد في خطاها الاولى. التركيز على المسؤولية عن المصيبة تبحث ولا بد ستبحث، سواء في أعقاب تقرير مراقب الدولة في متابعة المعالجة (وفي هذه الحالة، عدم المعالجة) الحكومية لتقرير سابق، ام في الساحة العامة. ولكن في هذه اللحظة، من الضروري الاهتمام بالتطبيق الفوري للدروس الاولية، قبل الاشتعال التالي.
الدرس الاول هو ان مكافحة النيران، وقائيا وبالاطفاء والنجدة هي مسألة شبه أمنية وليست من مجال جودة الحياة والنظام العام. فقط تعريف كهذا سيسمح برفع الموضوع الى مرحلة عالية في سلم الاولويات.
درس ثانٍ هو ان مكان مكافحة النار ليس في وزارة الداخلية، الوزارة التي تتكلم ولا تفعل. فهي تصغي الى السلطات المحلية التي يوجد الاطفاء في مسؤوليتها جزئيا بناء على الاعتبارات السياسية للوزير القائم. مأمورية الاطفاء والنجدة يجب أن تنقل مقرها الى وزارة اخرى. درس ثالث هو أن وزارة الامن الداخلي أدت مهامها جيدا في مصيبة الكرمل. اذا ما عززوها، يمكنها ان تسيطر، اضافة الى الشرطة ومصلحة السجون، على مأمورية الاطفاء والنجدة ايضا، والتي يجب بناؤها من جديد، مع قيادة مهنية ومصادر مناسبة.
درس رابع، هو الحاجة الى توحيد المرجعيات والمسؤوليات لكل هيئات الطوارىء. في وزارة الدفاع توجد سلطة الطوارىء الوطنية. وفي الجيش الاسرائيلي قيادة الجبهة الداخلية. كلتاهما تتبعان الوزير، سلطة الطوارىء عمليا تتبع نائب الوزير وقيادة الجبهة الداخلية لرئيس الاركان. ولكن حين وقعت مصيبة في الجبهة الداخلية مثل تلك التي في الكرمل لم يكن لاي منهما صلة حقيقية بما يجري. المساعدة العسكرية قدمت رغم المبنى وليس بفضله. يجب ربط قيادة الجبهة الداخلية، سلطة الطوارىء الوطنية ومحافل الاطفاء والنجدة (مرغوب ايضا نجمة داود الحمراء). من هنا مطلوب ان يتم نقل قيادة الجبهة الداخلية وسلطة الطوارىء الوطنية الى وزارة الامن الداخلي ايضا. بهذه الدروس لا يوجد ما هو جديد جدا. اللجان أوصت باتجاهات مشابهة بل ومتماثلة على مدى السنين، ولكن الحكومة امتنعت عن تبنيها، لاعتبارات سياسية اكثر منها موضوعية. اما الآن فيجب عمل ذلك، بينما لا تزال مظاهر المصيبة حاضرة وقبل المرة التالية.
أسرة التحرير
هآرتس 8/12/2010