سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | فقاعة التفوق الأميركي | |
خطة الحرب بوب وودوارد يكشف كواليس الحرب على العراق إن طبيعة الإنتقادات الجمهورية لإدارة كلينتون وسلوكه السياسي كانت توحي بإنقلاب على هذه الإدارة. ويومها لخص المراقبون هذا الإنقلاب بالقول أن الجمهوريون لا يوافقون كلينتون بالحصول على ما تريده أميركا بالطلب فهم يريدون الحصول عليه بالقوة. وأكد الكثيرون على نية الإدارة الأميركية لشن الحرب ضد العراق. وقرأ بعضهم هذه النية من الرسائل التي حملها كولن باول الى المنطقة في فبراير 2001 ورأى بعضهم أن اتخاذ القرار النهائي جاء بعد هجمات 11 سبتمبر. ولم تكن المفوضات ولا المداولات والمناورات حول ما تردد عن وجود أسلحة للدمار الشامل في العراق سوى مجرد محاولات لإختلاق ذريعة لبدء العدوان وإسقاط نظام صدام حسين. أما تفاصيل ما دار في كواليس الاستعدادات الحرب فيرويها الصحفي الأميركي الشهير بوب وودوارد في كتابه الجديد " خطة الحرب " ليضيف فضيحة جديدة للإدارة الأميركية بعد أن نجح من قبل في تسليط الأضواء على فضيحة ووترغيت أثناء رئاسة ريتشارد نيكسون. ويؤكد العديد من المحللين الأميركيين على الشبه بين وضعية بوش الراهنة وبين وضعية نيكسون قبيل ووترغيت. فالإنتقادات منتشرة لكنها تنتظر مناسبة تحولها الى أصوات مسموعة من الجمهور. ويبدو أن بوب وودوارد أصبح متخصصاً في هذا النوع من التحويلات. بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وبالتحديد في ديسمبر 2001 قرر جورج بوش الرئيس الأميركي شن الحرب على العراق،وفي يناير 2003 لم يعد هناك مجال للتفكير،وتقرر بدء الحرب في مارس من نفس العام بعد التأجيل خوفا على مستقبل حليفه توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الذي أعلن تأييده للحرب وقال " قلت أنا معك وأنا أقصد ما أقول، " حينما طلب نه بوش عدم مشاركة القوات البريطانية في الحرب. وكان بلير يريد استصدار قرار من المم المتحدة أو حتى مجرد المحاولة وأبلغ بوش في لقاء بينهما من كامب ديفيد تأييده مع رغبته في اللجوء إلى الأمم المتحدة ليقال أنه استنفذ كل الخيارات الدبلوماسية بعد صدور قرار مجلس الأمن باستئناف عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق وضح تذمر من دور لجنة التفتيش ورئيسها هانزبليكس، وفي لقاء مع كونداليزا رايس قال بوش: اعتقد أننا سنخسر الوقت ليس في صالحنا ولذلك اعتقد أنه ينبغي علينا التوجه للحرب. ويذكر ورد أن بوش عرض الأمر على كونداليزا في سؤال حلو ضرورة شن الهجوم العسكري على العراق ولم يسأل وزير خارجيته ، وببر بوش ذلك بقوله: لا اعتقد أنني كنت في حاجة إلى معرفة رأيهم إزاء صدام حسين أو كيفية التعامل معه، إذا وضعت نفسك في مكاني فإن الأمور ستكون واضحة تماما لديك وأخطر بوش وزير خارجيته بقرار الحرب فيما بعد، حين سأله هل أنت معي في هذه القضية، أريدك أن تكون في صي وأجاب باول: سأفعل ما بوسعي نعم سأؤيدك: أنا معك يا سيادة الرئيس. لم يكن العراق يتصدر قائمة اهتمامات جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية عكس المجموعة المسؤولة عن العمليات العراقية داخل الوكالة والتي أطلق عليها بيت الدمى المكسرة وكان الاعتقاد السائد أن الوكالة أخفضت في عمليات سابقة فالأكراد والشيعة والضباط العراقيون السابقون يعرفون تاريخ تخلي الوكالة عن مساندتهم في بعض الحالات وجرت مقابلات بين تينيت ومسعود البارزاني وجلال الطالباني في مارس 2002 وأكد تينت للزعيمين الكرديين أن الجيش الأميركي وس أي إيه في طريقهما إلى المناطق الكردية وأن صدام حسين سوف يطاح به. وفي ديسمبر 2002 نوقشت قضية أسلحة الدمار الشامل وحضر الاجتماع ديك تشيني وكونداليزا ورئيس هيئة موظفي البيت الأبيض وعرضت رسوم بيانية لإثبات وجود أسلحة دمار شامل في العراق وبعدها قال بوش: محاولة جيدة لا اعتقد أن هذا الشيء سيفهمه الرأي العام أو سيزيد من ثقته، كان العرض فاشلا والمعلومات أقل من مقنعة وسأل بوش مدير الوكالةللمخابرات ، لقد عرضت هذه المعلومات عن أسلحة الدمار الشامل فهل هذا أفضل ما لدينا، ورد تينيت هذه إصابة محكمة فسأله بوش جورج مما مدى ثقتك قال تينيت لا تقلق هذا مؤكد. المهم أن بوش بدأ الاستعداد للحرب وبتكليفه وصلت إلى 700 مليون دولار دون علم الكونجرس ويروي وودوارد في كتابه أن بوش قرر شن الحرب بعد 11 سبتمبر وأن ديك تشيني سعى لإثبات وجود علاقة بين صدام وتنظيم القاعدة، وأشار وودوارد إلى أن السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان علم بقرار الحرب قبل كولين باول وزير الخارجية الأميركية. وينتقل وودوارد إلى مساء 6 سبتمبر حين التقى كبار المسئولين في الأمن القومي في كامب دافيد لدراسة موضوعات متعلقة بالأمم المتحدة قبل اجتماع لمجلس الأمن القومي مع بوش ومؤتمر القمة مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أصر تشيني على أن السعي لإصدار قرار جديد يضعهم في وضع ميئوس منه فيما يتعلق بالأمم المتحدة وكل ما يحتاج إليه بوش في خطابه هو ترديد أن صدام رجل سيء عنيد وينتهك قرارات الأمم المتحدة، ورد كولين باول بأن ذلك يعني طلب دعم الأمم المتحدة وأنها لن تعلن أن صدام شر وتجيز الحرب، كان نائب الرئيس تشيني متلهفا على عمل صدام حسين وقال باول إن رد الفعل الدولي سيصبح سلبيا إلى درجة أنه سيضطر إلى إغلاق سفارات أميركية حول العالم إذا ما ذهبت الولايات المتحدة للحرب بمفردها ،وقال تشيني هذه ليست القضية صدام والتهديد الوضاح هو القضية، وتحول الحديث إلى جدل حاد بينهما كاد يتعدى حدود الأدب، وصبحا السبت 7 سبتمب التقى بوش مع مجلس الأمن القوم وتجدد الجل وقال باول إنهم حتى لسبب لا يتعدى مصداقية الولايات المتحدة يحتاجون لتقديم خطة لبداية عملية التفتيش مرة أخرى في إطار إعادة الترتيبات مع الأمم المتحدة، وفي 31 يناير 2003 نجح باول في إقناع بوش باللجوء إلى الأمم المتحدة وقال نائب الرئيس لوزير الخارجية أقرأ التقرير الذي أعده سكوتر وفيه أربعة اجتماعات بين محمد عطا مع ضابط استخبارات عراقي في براغ اجتماعات مزعومة لم يثبت أحد أبدا وقوعها وكان ذلك أسوأ من السخرية وشطبها باول ويستمر بوب وودوار في استعراض كواليس الإعداد للحرب فبعد 72 يوما على هجمات سبتمبر قرر بوش البدء في التخطيط للحرب وتعددت اللقاءات بين بوش ورامسفيلد وكونداليزا رايس، مستشارة الأمن القومي، وأثارت التقارير التي وردت من العراق عن عملايت التفتيش غضب بوش بسبب مشاهدة العراقيين يبتسمون وهم يتجولون مع المفتشين وكان بوش لا يريد الاستمرار في عمليات التفتيش لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في الوقت الذي يتلاعب فيه صدام مع المفتشين وقال بوش عن صدام إنه يزداد ثقة ولا يضعف، يمكنه التحكم في النظام الدولي مرة أخر في 21 نوفمبر 2001 أبلغ بوش وزير دفاعه أن يريد تطوير خطة الحرب ومنذ ذلك الوقت بدأ رامسفيلد التنسيق مع الجنرال تومي فرانكس رئيس القيادة الوسطى الأميركية وكبار القادة لإعداد خطة الحرب حتى في الوقت الذي كان فيه بوش يتابع الحلول الدبلوماسية عبر الأمم المتحدة وكان رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض أندروكارد يفكر في بوش كلاعب سيرك يضع قدما على حصان والدبلوماسية وأخرى على حصان الحرب ويتجه نحو تغيير النظام ويضع على كل حسان حاجب نظر. وافقت الكويت والأردن على الحرب وفي 11 يناير 2003 استدعى تشيني الأمير بندر بن سلطان إلى مكتبه وحضر الاجتماع رامسفيلد والجنرال ريتشارد مايزر رئيس هيئة الأركان المشتركة الذي عرض خريطة كتب عليها عبارة سري للغاية لا أجانب بمعنى أنها تتضمن أسرارا لا يجب أن تعرض على أي دولة أجنبية اتصلت كونداليزا رايس بالأمير بندر صباح اليوم التالي ودعته إلى لقاء مع بوش وابلغ رسالة لتوصيلها إلى الأمير عبد الله وبما أن الرئيس أبلغ رامسفيلد قراره بشن الحرب كان من الأفضل أن يبلغ باول مقربا من الأمير بندر الذي علم بقرار الحرب، ويقول بوش إنه طلب من باول أن يؤيده ولكنه لم يكن في حاجة إلى الحصول على إذن منه. واقترح بول وولفويتز نائب وزير الدفاع إرسال قوات أميركية للاستيلاء على حقول النفط العراقي في الجنوب ومساعدة المعارضة للإطاحة بصدام حسين ووصف باول ذلك ب الحماقة وتسارعت الخطوط التي جعلت الحرب أمرا حتميا وأكدت تقارير المخابرات استحالة إطاحة صدام حسين من خلال انقلاب. كتاب وودوارد أثار ردود أفعال فقد نفي باول أن يكون إبلاغه الحرب أتى بعد إبلاغ السعودية وقال كنت أعرف أنها الحرب وأنني سأكون مع بوش حتى النهاية. للمزيد حول الموضوع أنظر: وثيقة غزو العراق بغداد المحطة التالية الجهوزية الاميركية لضرب العراق تقرير بلير عن الاسلحة العراقية الكتاب: "فقاعة التفوق الأميركي: تصحيح استخدامات القوة الأميركية" المؤلف: جورج سوروس الناشر: بابليك أفيرز تاريخ النشر: ديسمبر 2003 العنوان الرئيسي للكتاب " فقاعة التفوق الأميركي " يثير هلع الجمهور الأميركي. فهذا الجمهور يدرك معنى الفقاعة وخطورتها. فمصطلح الفقاعة يستخدم بدلالة صعود وهمي لأسهم شركة معينة. وتعقبه إنهيارات في سعر الأسهم غالباً ما تصل بالشركة الى حد الإفلاس. وهكذا فإن العنوان المختار من قبل المؤلف هو تحذيري. بل هو يضاف الى قائمة طويلة من التحذيرات السابقة التي أطلقها المؤلف في مناسبات سابقة. وخاصة في كتابه الصادر عام 1999 تحت عنوان: " أزمة الرأسمالية العالمية ". مؤلف هذا الكتاب هو "جورج سوروس" وعنوان الكتاب الكامل: "فقاعة التفوق الأميركي:تصحيح استخدامات القوة الأميركية" The Bubble of American Supremacy: Correcting the Misuse of American Power وسوروس هو مدير مؤسسة سوروس لإدارة صناديق الأموال، ومؤسس الشبكة العالمية للمؤسسات، التي تضطلع بدعم قضايا الانفتاح في المجتمعات المتخلفة، ومؤلف عدة كتب منها: "أزمة الرأسمالية العالمية"، و"المجتمعات المفتوحة"، و"جورج سوروس والعولمة". وهو إلى جانب ذلك كله المستثمر العالمي والمضارب الذائع الصيت، والرجل الذي ألقيت عليه تهمة تخريب اقتصادات مجموعة دول النمور الآسيوية في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وأثير حوله سجال واسع حاول فيه أن ينفي التهمة عن نفسه، ويدلل على أن ما حدث في اقتصادات تلك البلدان من انهيار تراوحت شدته من بلد إلى آخر، يرجع في حقيقة الأمر إلى السياسات التي اتبعتها تلك الدول. وسوروس هو أيضا الرجل الذي قام مؤخرا بالتبرع بملايين الدولارات من أجل القيام بحملة تهدف إلى إسقاط جورج بوش في الانتخابات القادمة. وباعتباره من كبار رجال المال والأعمال، ليس من النوع الذي يبذر أمواله. وبالتالي فإن معارضته لبوش ليست مجانية إذ أن سوروس يمثل القطاع الإقتصادي الأكثر تضرراً من سياسات بوش. وعلى هذا الأساس يقرن جهوده المالية لإسقاط بوش، بجهد فكري أو نظري من خلال هذا الكتاب الحافل بالتحذيرات للقارئ الأميركي. وكتابه هذا يندرج ضمن قائمة طويلة من الكتب التي تنتقد أداء إدارة بوش وهي تستحق التعريف بها لوضع القاريء في اجواء المعارضة المكتوبة لبوش وللسياق الذي يأتي به كتاب سوروس. الكتابات السابقة المضادة لبوش كان مايكل مور، الصحافي الأميركي المعروف، أول المؤلفين الذين تصدوا لوهمية الشعبية التي حظي بها بوش بعد حوادث 11 أيلول· وذلك عبر كتابه المعنون: " الرجال البيض الأغبياء···الأميركيون يكرهون جورج بوش "· ويقصد مور بالرجال البيض الأغبياء تلك الجماعة المسماة بالمحافظين الجدد في إدارة بوش · وكانت الصحافة الأميركية سباقة في الحديث الصريح عن مثالب ومساوئ بوش وضحالة ثقافته، بدءاً بعثراته خلال مقابلات الحملة الانتخابية وخطاباتها· وهي سجلت له هفوة نسيان اغلاق الميكروفون وتوجهه بكلمات نابية بحق صحافي من نيويورك تايمز· ولا يخفى أن هذه الهفوة تعكس النزق والتعالي والتسرع· وهي أولى الصفات التي اطلقتها الصحافة الأميركية على ووكر بوش· وبعد وصوله إلى البيت الأبيض طالعتنا "نيوزويك" بملف حول الرئيس يظهر أنه أفقر الأثرياء في فريقه الرئاسي، مع تلميح مباشر بمساهمتهم بنفوذهم وأموالهم لإقحامه في البيت الأبيض، حتى بات المراقب يتوقع أن يقوم الرئيس الجديد بتسديد ديونه لأصحاب الفضل عليه· وتناولت صحف أخرى ماضي الرئيس الشخصي بدءاً بتبعيته لوالده مروراً بإدمانه الكحول وعجزه عن مواجهة الأزمات بدون دعم خارجي· وهذا ما عادت الصحافة لتأكيده مع الإعلان عن اختباء بوش عقب حوادث أيلول ونهر أمه له ودعوتها كي يكون إلى جانب شعبه حتى لو تعرض للخطر· وهنا رأيناه يحتاج لانتقادات أمه وتوجيهاتها بعد تحوله إلى رئيس للدولة الأعظم· وهذه الحاجة مقدمة لتوقع الكوارث العالمية الأسوأ من مثل هذه الشخصية· لكن هذه السلبيات تمكنت من الاختفاء خلف قناع أخطار الإرهاب، وحول الدور الدون كيشوتي الذي أعطي لبوش بصورة الرئيس المقاتل المؤهل لخوض الحروب ولممارسة القوة الأميركية تحقيقاً لحلم سيطرة ونفوذ موازيين لهذه القوة المتفوقة· لكن هذا القناع سقط مع بداية المقاومة العراقية التي بينت بعد نهاية الحرب العراقية وبداية مأزق أميركا هناك· وهنا عاد الصحافيون والكتاب لمراجعة هفوات بوش بعد أن أيقنوا أنها قابلة للتحول إلى عكس المقصود بها· وظهرت مقالات وكتب أميركية عدة تؤكد على وجود سياستين للإدارة· واحدة معلنة وأخرى خفية وبينهما قائمة من الكذبات الكبرى· وتأكدت تهمة الكذب هذه عبر افتضاح بعض كذبات الحرب العراقية، مما يرسخ الانطباع بأن أميركا تشهد حاليا أكاذيب كثيرة وتصف الرئيس جورج بوش وكبار معاونيه بأنهم اكبر الآثمين المسؤولين عن المآزق الأميركية المحتملة نتيجة سلوكهم المتهور· وعندما أراد بعض الصحافيين معاكسة هذا الانطباع شككوا به دون أن يتحملوا مسؤولية نفيه، فقال فريد زكريا في "نيوزويك": " هل إن ما فعلناه في العراق كان جيداً؟· لا نملك الجواب على هذا السؤال ولكن محاربة الإرهاب ضرورية_···"· ولعل أول الكتب وأهمها في إطلاع القارئ على خبايا ما يجري في إدارة بوش هو الكتاب الذي أصدره كاتب خطابات جورج ووكر بوش بعد استقالته إثر خلاف حول تحوير خطاب كتبه للرئيس حول محاربة الإرهاب· وهو الخطاب الشهير حول "محور الشر"· والكتاب يحمل عنوان "الرجل الصحيح: الرئاسة المفاجئة لجورج بوش "· وهو يعطينا معلومات حول سلوك بوش ونمط تعامله مع مرؤوسيه وطريقته المتهورة في اتخاذ القرارات· والأخطر هو ما يقرره الكتاب عن قيام الفريق الرئاسي بحجب بعض المعلومات عن الرئيس وتهوينه لمعلومات أخرى، مما يجعل بوش يندفع في قراراته بثقة الجاهل بالأخطار الحقيقية لهذه القرارات· وتعكس بعض الكتب الأميركية الصادرة حديثاً استياء عميقا من الادارة المحافطة للرئيس الجمهوري· وهي تحمل عناوين مثل: "أكاذيب جورج بوش وإتقان سياسة الخداع" لديفيد كورن و"أكاذيب كبرى··· آلة الدعاية اليمينية وكيف تشوه الحقيقة" لجو كانسون و"وبوش يتلقى ضربة" لمولي ايفينز ولو دوبوز· أما كتاب "اكاذيب وكذبة··· نظرة عادلة إلى اليمين" للكاتب السياسي الساخر ال فرانكن· فهو يذهب إلى أبعد من الكتب السابقة· فهو يساعد القارئ على تحديد اتجاهات الكذب وتقديم الجواب على سؤال من يكذب على من؟ وهو سؤال جوهري في المرحلة الأميركية الراهنة· حيث يتكشف أن الجميع يكذب على الجميع· بحيث إخترق الكذب جدار المؤسسات الرسمية الأميركية· فهل كذبت المخابرات في تقاريرها حول خطر العراق وأسلحته؟ أم أن المندفعين للحرب حوروا تلك التقارير وزورها بتحميلها ما لا تحمله؟ يجب أن يكون أحد الطرفين كاذباً! لأن الحقيقة مختلفة· هكذا ومع اختلاف الاساليب فان موجة هذه الكتب تركز على اتهام بوش ومساعديه بالادلاء بأكاذيب كبرى منذ فوز الحزب الجمهوري بانتخابات الرئاسة قبل نحو ثلاث سنوات بأغلبية هزيلة ومشكوك فيها بعد اعادة فرز الاصوات في فلوريدا· وفي واشنطن يقول الناشر جيف كلايمان انه بعد هجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة كان يضطر إلى رفض نشر أي كتاب معاد لأميركا· واضاف "أي شيء يبدو انه ضد أميركا كان من المستحيل تقريبا بيعه· واعتقد ان شعور الناشرين كان يعكس حالة السوق بان الناس لن يشتروا هذه الكتب"· لكن هذا تغير بعد بداية تفجر الفضائح العراقية· وهو قد ينقلب إلى عكسه بعد تفجر الفضائح المرتقبة بمناسبة الحملة الانتخابية القادمة· وبدأت قوائم النشر واكثر الكتب مبيعا تظهر ان بعض الكتب الموجهة ضد بوش تلقى رواجا في وقت يستعد فيه حاكم تكساس السابق لترشيح نفسه لفترة ثانية في انتخابات 2004· اضافة لذلك فقد سخر بعض الليبراليين اقلامهم لشن هجوم ضار على بوش واتهموه بالكذب في موضوع خفض الضرائب وتأثير سياساته البيئية ومبررات اعلانه الحرب على الإرهاب· كما إتهموه بتشويه تقارير مخابراتية حول مزاعم بأن العراق يمتلك أسلحة للدمار الشامل حتى يستطيع تبرير الحرب ضد صدام حسين· حيث تتصاعد الاصوات القائلة بأن هذه الحرب كانت تخدم المصالح الشخصية لفريق الرئيس كما أنها تجسيد لثأر شخصي يرد على محاولة اغتيال الأب بوش من قبل المخابرات العراقية· وفي مقدمه كتابه " أكاذيب بوش ··· " قال كورن (وهو أيضا رئيس تحرير مجلة "ذي نيشن" اليسارية الاسبوعية): " بوش كذاب··· اكاذيبه كبيرة وصغيرة مباشرة وغير مباشرة· وهو شوه الحقيقة··· عمدا ومرارا وتكرارا"· وكان كورن قد صور بوش على غلاف احد أعداد المجلة وأكد فيه على أن وجود كذاب في البيت الابيض "ليس حدثا كبيرا· فأغلب الرؤساء يكذبون بصفاقة وبدون حرج"· وهذه الكتب التي تهاجم بوش تعيد إلى الاذهان قوائم التسعينيات التي تكدست بكتب تندد بالرئيس السابق بيل كلينتون· الذي حققت معه لجنة كبرى من المحلفين وكاد يعزل لاتهامه بالشهادة الزور واعاقة العدالة في قضية مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة بالبيت الابيض· ويقول دايفيد بروكس كاتب العمود في صحيفة "نيويورك تايمز" ان الكتب الحزبية عن كلينتون وبوش تظهر ان أميركا تحولت من "حروب الثقافات" إلى "حروب الرؤساء"· مثال ذلك ما كتبه بروكس في عمود في 30 أيلول / سبتمبر: "لم تعد السياسة بالنسبة للمناضل صداما بين انظمة القيم التي لا يزال بعضها صالحا· انها ليست منافسة بين أصحاب النيات الحسنة الذين ينظرون إلى العالم بطريقة مختلفة· انها ليست حتى صدام المصالح ولكنها فترة ما بعد فلوريدا··· حين تحولت المنافسة إلى نضال وحشي من اجل الرئاسة ويعتقد أي من الطرفين أن الآخر يخوضه بطريقة مشينة"· الأهم أن هذه الكتب تأتي بعد موجة من الكتب التي كانت تمدح بوش وتثني عليه· وكان مؤلفيها ينضمون إلى فريق ماسحي الجوخ لبوش· وهو يهوى المديح ويبحث عنه تعويضاً عن عنف أنتقادات أمه وعن نبذ أبيه له· وهذه الموجة تتبدى اليوم بعيدة عن العفوية وعن التعبير الصادق عن اتجاهات القارئ الأميركي· فعندما نتذكر كتاب كوهين المعنون " الزعامة في زمن الحرب "· نتذكر أن المؤلف إرتكب خطيئة ترجيح كفة السياسيين على العسكريين في هذه الزعامة· وهو ما يتبدى اليوم من الأخطاء الكبرى في سياسة بوش. لكن الكتاب كان في حينه يستجيب لرغبات بوش وميوله ويثني عليها· لدرجة أن بوش ساهم في الترويج للكتاب عندما سرب البيت الأبيض معلومة تقول بأن الرئيس منهمك في قراءته لهذا الكتاب· ومن ماسحي الجوخ لبوش مؤلف كتاب: "حروب كلينتون "ريان س· هندريكسون الذي انتقد حروب كلينتون ووصفها بالتردد وانعدام الجدوى، ملمحاً إلى كون حروب بوش أكثر إقداماً وفعالية· وهو تلميح كاذب، أو خاطيء على الأقل، لأن نتائج حروب بوش غير المنتهية تحول حروب كلينتون إلى انتصارات حاسمة ولو على الصعيد الاقتصادي البحت· فقد يكون صحيحاً أن كلينتون لم يحقق إنجازات عسكرية كبيرة· لكنه لم يتورط في دفع أي ثمن إستراتيجي لحروبه كما أنه لم يتركها مفتوحة النهايات كما فعل بوش · بين الموجتين، المادحة لبوش والمتهمة له، هنالك موجة ثالثة لا يمكن إهمالها· وهي موجة معارضي بوش المبدئيين· وينتمي معظمهم إلى اليسار الأميركي الذي يحتفظ برؤيته الفكرية رغم تهميشه المبالغ· وفي هذا المجال نذكر كتابات تشومسكي منذ دخول بوش للبيت الأبيض وحتى اليوم· وكذلك كتابات غور فيدال ولعل أهمها كتابه المعنون: " حرب أبدية لسلام أبدي " وهو عبارة عن مجموعة مقالات يؤكد فيها فيدال على ذلك· وضمن هذه الموجة الثالثة يمكننا إدراج كتابات اليمين الأميركي المتطرف· ومن أهمها كتابات باتريك بوكانان وديفيد ديوك· حيث يؤكد الأول على أن حروب بوش عادت على أميركا بالخسارة والخيبة لكنها خدمت المصالح الإسرائيلية وكرست الهيمنة الإسرائيلية على مناطق جديدة في الشرق الأوسط· عداك عن ترسيخ دورها كحليف بدل التبعية لأميركا· أما ديفيد ديوك فيرى في كتابه المعنون: " الصحوة···النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة " أن إسرائيل تحكم أميركا عن طريق اليهود الأميركيين· أما الموجة الرابعة في الكتابات الأميركية فيمثلها تيار العقلاء المعارضين للتورط في الحرب على الإرهاب بدون تأمين تغطية قانونية ( أدلة وبراهين) وشرعية دولية لها· لكن هذا التيار لم يصدر كتبه بعد· وبقيت كتاباته محصورة بالتعليقات والمقابلات المتلفزة والمقالات· لكن هذا التيار يتصدر اليوم واجهة التأثير في فترة تراجع نفوذ بوش في سنته الأخيرة وفترة تفجر فضائح ادارة بوش · فهذا التيار يضم مقربين من الرئيس، ومنهم بوش الأب نفسه، يصرون على التضحية بالصقور وفي مقدمهم وزير الدفاع رامسفيلد مع تقريب الحمائم والاتكال عليهم في الانتخابات القادمة· أما بقية أعضاء هذا التيار فيتوزعون على الحزبين ويتمتعون بتأثير سياسي وجماهيري كبير· وبعضهم حاول منافسة بوش في الانتخابات المقبلة· ويتميز خطاب هذا التيار بالحدة بسبب تقديرهم وتوقعهم للنتائج الكارثية التي قد تترتب على أخطاء الإدارة الحالية من الوجهة الإستراتيجية· كما يندفع هؤلاء العقلانيون بنوع من حس الانتقام بسبب إبعاد بوش لهم لصالح الصقور وأتباعهم من المحافظون الجدد· وهذا يفسر لنا بوادر الانشقاقات في فريق بوش على عتبة بداية الحملة الانتخابية· حيث من المتوقع أن يدفع بوش ثمن تهميشه لهؤلاء العقلانيين وثمن إهماله إجراء الإصلاحات والتطويرات اللازمة في وكالة الاستخبارات الأميركية· وهذه الأخيرة تحولت إلى الشلل التام والى فقدان الصدقية بعد تحميلها كل أخطاء الصقور المهوسين بالحروب المتسرعة وغير المنتهية· وبذلك فإن بوش سيخوض انتخاباته القادمة دون أن يستطيع التعويل كثيراً على دعم هذه الوكالة· وهو يحاول إنعاشها وإعادة الاعتبار إليها بتكليفه لها القيام ببعض العمليات المخابراتية القذرة· وهو سلاح ذو حدين إذ يمكنه إنقاذ الوكالة ولكن يمكنه تدميرها أيضاً، خاصة وأن الوكالة مخترقة بعد إهمال مما يجعلها شبه عاجزة عن إكمال المهام القذرة بنجاح· وهذه الإعاقة المخابراتية ستكون كفيلة بجعل ووكر بوش يدفع أعز ما يملك ثمناً لأخطائه· وأعز ما يملكه هو أبهة منصب الرئيس ولو كانت هذه الأبهة مرتبطة بتحويل الولايات المتحدة إلى دولة فاشية· عقيدة بوش هكذا نجد أن هذه الكتابات إهتمت بالتركيز على جوانب ضعف محددة في أداء الإدارة. ثم القيام بعد ذلك بتغطية تلك الجوانب بشكل مكثف. أما سوروس فهو يتبسط في خطابه للقاريء الأميركي. فيعتمد أسلوب البساطة في عرض الحجج التي يراها كفيله بإقناع الرأي العام الأميركي بالتخلي عن بوش. ويقدم سوروس من خلال طرحه هذا نقدا مريرا لسياسات الإدارة الأميركية فيبدأ بشرح مكتمل ل: " عقيدة بوش ". فقد نجح سوروس في تقديم عرض شامل ومفصل لعقيدة بوش. وهو عرض نرى أنه سيساعد الكثير من القراء على فهم تلك العقيدة، التي أدت إلى تلك السلسلة من الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها الإدارة الأميركية. والمؤلف يقدم لنا كذلك عرضا لا بأس به للسياسة الخارجية الأميركية في عهد بوش، ورؤيتها لدور أميركا في العالم. ويوضح سوروس بأن بوش اعلن الحرب على الارهاب وبهذه الذريعة طبق سياسة خارجية متشددة تسبق مبادئها الاساسية مأساة. وهذه المبادئ يمكن تلخيصها بان العلاقات الدولية علاقات سلطة وليست علاقات قانون. كما يرى سوروس في هذه السياسة شكلا من الداروينية الاجتماعية. ويؤكد على ان هوة ما نشأت بين اميركا وبقية انحاء العالم بسبب سياسات بوش. ويعتبر سوروس ان سعي إدارة بوش لتحقيق هذا التفوق يشبه الفقاعة المالية التي تنتهي بالانفجار. ويشكل العراق في نظر سوروس الاختبار الاول لهذه (الفقاعة). ويرى انه من الصعب تصور عملية تعطي نتائج عكس المتوخاة بمثل الدرجة الحاصلة في العراق ويتابع سوروس مؤكدا ان الوضع في العراق يولد دائرة مفرغة للعنف والعنف المضاد. فهو يرى أن السياسة الخارجية التي قامت الإدارة بتنفيذها بعد وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قد وجهت أميركا في اتجاه سوف يقود من وجهة نظره إلى نتائج كارثية. وأن هذه السياسة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الأميركي، تتناقض تماما مع القيم والمبادئ والمثل الأميركية، وإنها- لذلك السبب تحديدا- لن تنجح في تحقيق أهدافها الخاصة بالسيادة والتفوق والسيطرة على مقدرات العالم. وسوروس يتهم الإدارة كذلك بأنها قد استغلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في تنفيذ أجندة اليمين المحافظ، تلك الأجندة التي كان يتبناها حتى قبل أن يأتي إلى سدة الحكم في واشنطن. وهو يذهب أيضا إلى أن جسامة تلك الأحداث، وهولها، والخسائر الفادحة في الأرواح التي ترتبت عليها، هي التي جعلت الشعب الأميركي لا يحرك ساكنا، لمنع الإدارة من المضي قدما في تنفيذ هذه الأجندة. وهو يرى أن موقف الشعب الأميركي كان سيختلف بالتأكيد، إذا ما كانت الإدارة قد قامت بما قامت به في ظروف أخرى. والمؤلف يستخدم تعبير "الفقاعة" هنا، بدلالة سياسات بوش التي تبدو منتفخة، في حين أنها في الواقع مليئة بالهواء، الذي سيفرغ منها في اعتقاده شيئا فشيئا، حتى تتبدد تماما في النهاية. والسبب في وصفه لتلك السياسات بالفقاعة هو أنها تخلو من المضمون الحقيقي، وتنبني على افتراضات خاطئة، وعلى أوهام ، وضلالات. ويلجأ سوروس إلى استخدام المنظور التاريخي، والنظريات السياسية، للتدليل على صحة طرحه الخاص بضرورة رحيل الإدارة الحالية. علاوة على ذلك فإن حرصه الزائد على عرض حججه بأسلوب بسيط، يضعف كثيرا من منطقه. من ذلك، قوله إن عقد اتفاقية بين الدول التي كانت موقعة من قبل على اتفاقية حلف وارسو، من أجل تطوير الديمقراطية في دول أوروبا الشرقية، سيكون إجراءً أفضل من قيام الأمم المتحدة بتلك المهمة. أو أن تلك الاتفاقية ستكون كافية لإقناع تلك الدول بتقديم المصلحة العامة لمجموع الدول، على مصالحها الوطنية الذاتية. الرؤية الإقتصادية لسوروس من الطبيعي أن يركز سوروس نقده على أسلوب الأداء الإقتصادي لإدارة بوش. وهو قد استطاع أن يستفيد من خبرته الدولية في مجال المال والأعمال، وخبرته في المجال السياسي، في تقديم بعض الإطلالات والاستبصارات المهمة عن الاقتصاد الأميركي، الذي تحاول الإدارة تصويره بأنه اقتصاد قوي ومنتعش، في حين أن الحقيقة هي أنه يمر فقط بمرحلة من مراحل الانتعاش، التي ستعقبها بالتأكيد مرحلة من مراحل الانكماش- حسب قوانين علم الاقتصاد. وهنا يفشل سوروس مرة أخرى في تطويع اللغة لنقل أفكاره الإقتصادية التي بينت التجربة صحتها. وهذا عين القصور الذي تبدى في كتبه السابقة وفي أزمة الرأسمالية العالمية خصوصاً. حتى أنه يبدو وكأنه يتنطح لدور المنظر الإقتصادي دون ملكية المعطيات الازمة لهذا الدور. لكن ما تحقق من توقعاته في الكتاب السابق تجبرنا على إيلاء آرائه أهمية أكبر حتى ولو كانت صياغتها اللغوية بسيطة وكان عرضها غير خاضع لمبدأ المعادلات الرياضية المميزة للكتابات النظرية. فهذا الرجل يكتب من الميدان وهو متضرر مباشرة من أخطاء بوش. وهنا لا بد من التقرير بأن سوروس قد خسر جولته الأولى ضد بوش. فهو لم ينجح بتأمين الدعم اللازم لإيصال مرشح أقوى من جون كيري عن الديمقراطيين. لكن سوروس معروف بكونه مضارباً يثير الفزع في بورصات الدول التي يزورها على سبيل السياحة. فهذا المضارب يملك جعبة مليئة بالمناورات المالية. ومثل هذه المناورات كانت السبب في خسارة بوش الأب امام كلينتون فهل يعيد سوروس الكرة؟. علينا الإنتظار لغاية بدء الإنتخابات!... | |
|
الجمعة يوليو 08, 2011 1:43 pm من طرف بن عبد الله