** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 «كان لنا حمار»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكرخ
فريق العمـــــل *****
الكرخ


عدد الرسائل : 964

الموقع : الكرخ
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4

«كان لنا حمار»  Empty
12112010
مُساهمة«كان لنا حمار»

«كان لنا حمار»  Picture-26
«كان لنا حمار»

جمال بدومة - jamalboudouma@gmail.com
في العام الذي وضعت فيه مؤخرتي على مقـْعد الدرس، أحالت وزارة التربية الوطنية كراريس «بوكماخ» على التقاعد. اختفت «إقرأ» من محفظاتنا الثقيلة وعوّضتها تلاوات بغلاف أزرق اسمها «قراءتي». مؤلـّفها مجهول. ويبدو -والله أعلم- أن رولان بارط كانت له يد في المؤامرة التي أطاحت بأشهر مقرّر عرفته المدرسة المغربية، في بداية الثمانينات من القرن الفائت. في تلك الحقبة، كان رائد السيميولوجيا قد حطّ رحاله بالرباط من أجل إلقاء محاضرات في جامعة محمد الخامس. تأثر به بعض الجهابذة وسرعان ما بدؤوا يتحدثون عن ضرورة «موت المؤلف». وعندما طبّقوا دروسهم قتلوا بوكماخ. في حين كان يقتلنا البرد نحن الصغار في مدينة أطلسية صغيرة، نسيتها الدولة ضائعة وسط الثلوج. المرة الوحيدة التي تذكـّرتها أرسلت إليها الجيش ليقتل ويعذّب كثيرا من سكانها الأبرياء، بحثا عن متمردي أحداث 1973. في ميدلت، حيث كان عليّ أن أولد شهورا قليلة بعد أحداث 1973، كانت أجسادنا الضئيلة ترتعد وأسناننا تصطكّ ونحن نردّد وراء معلـّم ملفوف في جلبابين فوقهما سلهام ثقيل: «كمال كمال. هذا علم بلادي. علم بلادي أحمر». كانت الحرارة تنزل درجات تحت الصفر في فصل الشتاء، ولم تكن حجرات الدرس مزوّدة بوسائل التدفئة. أما أصابعنا الصغيرة، فقد كانت تتجمد إلى درجة يستحيل معها إمساك القلم. حتى الدموع التي تسقط من عينيك تلقائيا من شدة البرد، تتجمد فوق خدّيك، كما تجمدت دمعة «الأمير السعيد» الذي بكى -وهو من حجر- عندما سمع عن معاناة طفل فقير في مدينته، وطلب من صديقه الخطاف أن ينقر عينيه الزبرجديتين ويحملهما إليه... في أحد أجمل نصوص «قراءتي». في ميدلت، كان هناك آلاف الأطفال الفقراء، لكن لم يكن في ساحتها «أمير سعيد» لكي يمنحهم لؤلؤ عينيه!
الأقسام المحظوظة كانت تتوفر على مدفأة، يحرق فيها الحطب لنشر الدفء داخل حجرة الدرس. لم تكن وزارة التربية الوطنية تتكلـّف بأي شيء. كان علينا أن نحمل الحطب من بيوتنا كي نشعل مدفأة القسم. نتأبط المحفظة في يد وقطعة حطب في الأخرى ونأتي لندرس. بعد أن ينتهي المعلم من إشعال الموقد، نفتح «قراءتي» ونتهجى نصوصها الغبية: «كان لنا حمار. نربطه أمام الدار. باع أبي الحمار. لماذا باع أبي الحمار؟» فيما المعلم يقلي حبات الفول فوق المدفأة، ويلتهمها متمتـّعا بالدفء الذي اقتطعناه من احتياطي أسرنا الفقيرة من حطب الشتاء. حتى حبّات الفول، نحن من كان يجلبها من مطابخ أمهاتنا. وقد كان من عادة معلمي ذلك الزمان، أن يطلبوا منـّا الإتيان بكثير من المواد الغذائية «لكي ندرسها»: حبات الفول والبلـّوط والحمّص والكاوكاو والتمر... ومن حين إلى آخر، يطلبون منك أن تأتي بدرهم أو درهمين. حتى حفلة عيد العرش، كنا نمولها من جيوب عائلاتنا الفارغة... عندما أستحضر الدروس الحميرية التي تلقيناها في كرّاس المؤلف المجهول، وأتأمل الصور التذكارية التي كنا نلتقطها جماعيا كل عام، أفهم لماذ أصبح كثير من زملاء الفصل يسوقون عربات مهترئة تجرها حمير متعبة، في تلك المدينة الميتة. وتأخذني رغبة جامحة في أن أبصق على وجه كل مسؤول يتحدث عن تكافؤ الفرص في المملكة السعيدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

«كان لنا حمار» :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

«كان لنا حمار»

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» «كان لنا حمار»
» باكرهك أوي يا حمار
» حكمة حمار!!!!!
» "يا حمار ، إنت مش فاهم حاجة"
» عبارة 'امش يا حمار' وجهها شرطي لمواطن... تشعل شرارة الغضب في وسط دمشق التجاري وتستدعي حضور وزير الداخلية للاعتذار! يوسف سرحان

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: