اُلَّليْلُ يَكْسِرُ جُفُونَهُ اُلْخَرْسَاءَ
وَاُلْجُنْدِيُّ اُلْعَارِي مِنْ تَوَارِيخِهِ
فَََوْقَ رُكْبَتِهِ قُبَّعَةٌ مُمَزَّقَةُ اُلْأَطْرَافِ
تَعْبَثُ بِهَا فَوَانِيسُ يَدَيْهِ
يُـقَلِّبُهَا
يُقـَبِّلُهَا
قُرْبَ مَخْزَنٍ صَغِيرٍ
فِيهِ بَعْضُ اُلذَّخِيرَةِ
مَاءٌ مُلَوَّثٌ
وَخُبْزٌ مُمَلَّحٌ بِدَمِ اُلْقَتْلَى
كَانَ يُغَنِّي أُغْنِيَةً عِرَاقِيَّةً قَدِيمَةً
وَيَضْرِبُ بِرِجْلِهِ أَرْضَ كَنْعَانَ.
اُسْتَلْقَى
وَعَادَ يَنْقُرُ بِسِلَاحِهِ صَوْتَ اُلْمَسَاءِ.
كَانَ طِفْلًا يُلَمْلِمُ مِنْ شَفَةِ اُلشَّمْسِ بَرِيقَهَا
يَتْلُو شِعْرَهُ قُدَّاسًا
ـ " لِلْحَرْبِ تَزَوَّدْ"
قَالَتْ رِئَةُ اُلْمَاءِ
جَمَعَ أَعْضَاءَهُ
وَوَلَّى نَحْوَ اُلْأَرْضِ
عَارِيًا مِنْ ظِلِّهِ.
2
مَرَّ عَامٌ...
ـ "سَيَعُودُ أَبِي بِرَأْسِ التَّترِيِّ"
قَالَ ضَرِيرٌ بَعْثَرَهُ اُلْغِيَابُ
سَخِرَتْ مِنْهُ اُلْفَجِيعَةُ
فَوَلَّى يَجْرِفُهُ اُلسَّرَابُ.
3
مَرَّ عَامَانِ ..
كَانَ يَهْطِلُ سُهَادُهُ كَفَنًا
اُسْتَنْجَدَ بِبَنِي قَحْطَانَ
عَدْنَانَ
وَكُلِّ قَبَائِلِ اُلْإِسْمَنْتِ
ظَمِئَتْ يَـدَاهُ
صَبَّ لَهُ اُلسُّومَرِيُّ كَأْسًا مِنْ تُرَابٍ
بَعْثَرَهُ اُلسُّكْرُ
أَصْغَى لِخُيُولِ اُلْخُلَفَاءِ
تَمُرُّ فَوْقَ أَنْفَاسِ اُلْعَوَاصِفِ
فَاُقْتَفَى خُطَاهُ.
بَعْدَ لَيْلَتَيْنِ اُسْتَفَاقَ
كَانَتْ فِي حَقِيبَتِهِ بَقَايَا مِنَ اُلْفُرَاتِ
وَ قُبَّةِ اُلصَّخْرَةِ
أَجْهَشَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ اُلْمَسَاجِدُ
اُنْحَـنَـى
صَلَّى فِي جُرْحِ اُلنَّهَارِ
ثُمَّ مَضَى يَلْتَحِفُ جِرَاحَاتِ كَرْبَلَاء.
4
مَـرَّتِ اُلْأَعْوَامُ..
بِخُفَّيْنِ مِنْ جُرْحٍ عَادَ
وَقَدْ ضَاعَ صِبَاهُ
ـ "هَذَا دَمِي بَرْقٌ لِمَنْ أُقَدِّمُ هَدْرَهُ ؟"
سَقَطَ بَيْنَ فَكَّي اُلِاحْتِضَارِ
فَرَآهُ فِي سَدْرَةِ اُلْاِغْتِرَابِ
شَبَحًا يَلُفُّهُ اُلْفَنَاءُ
أَ..
أَ.. نـْ .. تَ اُلْوَ
طَـ .. نُ !!!؟؟؟
تَرَنّـَحَ
وَسَافَرَتْ قُبَّعَتُهُ مَعَ اُلرِّيَاحِ.
الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 6:14 pm من طرف هشام مزيان