لو سأل أي منا نفسه ماذا كانت حصيلة خيار
الحرب ضد الإرهاب في كل مراحلها . من زعزع كيان الآخر واستنزف طاقاته :
الولايات المتحدة مع سائر حلفائها ، أم "الإرهاب" المقصود به حركات
التحرير الممثلة بالمقاومة والكفاح المسلح
، وليس الإرهاب الرسمي المنظم او إرهاب شركات القتل الجماعي مثل بلاك ووتر
وشبيهاتها ؟
الجواب المنصف والموضوعي على ذلك يؤشّر الى السبب الحقيقي الذي أجبر إدارة
أوباما على اتخاذ قرار يقضي ـ ولو إعلاميا على الأقل ـ بالتخلّي عن هذا
الخيار ، لكنه لا يكشف عن الجانب الأبعد من ذلك وهو المتعلق بالأهداف
الأخطر التي توخّاها في الأساس تبنّي قرار شن هذه الحرب ، واستمرار التهديد
بها طوال سنوات .
المؤسف هنا أن قرار التخلّي هذا بكل حيثياته قد مرّ مرور الكرام ، ولم يحظ
بالإهتمام الإعلامي الذي يستحق للوقوف على الخلفية الأعمق التي استوجبته ،
هل هو الفشل في القضاء على الإرهاب فحسب ، أم أن هناك أهدافا أخرى مازال
مسكوتا عنها حتى الآن ؟
أسباب ليست هي الأسباب !
رُبّ قائل أن تتالي بعض الأحداث العاصفة بشكل يبدو وكأنها وُقِّتت لكي
يُغطّي جديدها على ما سبقه ، كان هو السبب وراء هذا التقصير ، وهو ما حصل
بالنسبة لتزامن جريمة إسرائيل ضد قافلة شريان الحياة التي شغلتنا وشغلت
العالم معنا بدويّها الهائل بُعَيد إعلان القرار الأميركي ، فاستحوذت على
الجزء الأكبر من الإنتباه والإهتمام . لكن هذا الوضع ليس دائما بطبيعة
الحال رغم دوام عقلية الإرهاب الصهيوني ، ولا يُمكن اعتباره مبررا لعزوف
كتابنا ومحللي فضائياتنا ـ وما أكثرهم والحمد لله ـ عن محاولة استقراء ما
وراء القرار الأميركي ، خصوصا وأن الهدف من إلغائه لا يعود أبدا لما أُعلن
رسميا على لسان أوباما ، ولا الى اختصار الدوافع التي أدت اليه ببعض
التهديدات التي تواجه الأمن القومي الأميركي ، كالأزمة الإقتصادية
والإنتشار النووي والإحتباس الحراري .. وما شابه ، بل لابدّ من العودة الى
سياقه التاريخي ، والنتائج العملية التي أفرزها هذا النهج طوال السنين
التي مضت ، وكشف الأسباب الخفية من وراء تبنّيه ، وهي التي أوجب استحالة
تنفيذها ضرورة إلغائه في النهاية ولو بعد عام ونصف على تولّي أوباما رئاسة
الولايات المتحدة ، بالرغم من إعلانه المسبق عن هذا التوجّه في مؤتمر صحافي
عقده في أوج حملته الإنتخابية يوم 23 أكتوبر 2008 ، أي قبل عشرة أيام من
إنتخابه ، قال فيه بالنص الحرفي : " إن الولايات المتحدة لن تهزم شبكات
الإرهاب التي تنشط في 80 دولة ، ولن تنجح في تأمين الشعب الأميركي عبر
التهديد الفارغ " ، مؤكدا على أن " التغيير في أميركا يجب أن يبدأ بوضع
استراتيجية جديدة تضع نهاية مسؤولة للحرب في العراق ، وتتعامل وفق هذا
المنظور مع الإرهاب ".
التناقض الصارخ بين القول والفعل
لكن الملفت للإنتباه هنا أنه بالرغم من مرور حوالي الشهرين على إعلان
أوباما قرار التخلّي عن خيار الحرب ضدّ الإرهاب ، إلا أننا لم نلمس حتى
الآن أي تغيير في الممارسة ، أو مجرّد التوجّه نحو ذلك ، بل على العكس
رأينا ما يؤكد الإصرار على التمسك بجوهره . ولعلّ أبرز الأمثلة الطازجة على
ذلك مسارعة أوباما الفورية إلى تعيين الجنرال ديفيد باتريوس ، قائد
القوات المحتلة في العراق مكان الأميرال مايك مولن القائد العسكري في
أفغانستان ــ وهو الجنرال المعروف بواضع خطّة توسيع دائرة النشاط العسكري
السريّ في منطقتنا ، التي اُقِرّت أواخر أيلول / سبتمبر الماضي ، حسب صحيفة
نيويورك تايمز الأميركية . وهي التي أعطت الضوء الأخضر للقوات الأميركية
ببدء عملها " النوعي " تحت عنوان مواجهة القاعدة ، بينما تستهدف في الحقيقة
مواجهة الفعل المقاوم فوق أرضنا العربية عن طريق الإرهاب الرسمي المنظّم
"!" .. وإلا كيف يمكننا أن نفهم أو نفسّر هذا التصرّف المتناقض بين تعيين
"جنرال الحرب ضد الإرهاب " مع إعلان التخلّي عن هذه الحرب ، وقد تمثّلت
أولى انعكاساته على الأرض في التصاعد الملحوظ بكمّ العمليات التي تضعها
الولايات المتحدة كلها في سلة الإرهاب المناوىء لها ـ أيا كان الفارق
بينها وبين أهدافها ومنفّذيها ـ مثل مسلسل اقتحام تنظيم القاعدة لمراكز
ومقرات المخابرات اليمنية بما فيها المركز الرئيس بمحافظة عدن ، ومسلسل
اقتحام جماعة طالبان أكثر من قاعدة ومطار عسكري للقوات الأميركية في
أفغانستان ، ثم إعلان المغرب ـ جريا على عادته بين حين وآخر ـ عن تمكنه من
تفكيك شبكة إرهابية جديدة كانت تخطط لتنفيذ عمليات داخل البلاد ، وإعادة
فتح باب محاكمات المشتبه بانتمائهم الى الإرهاب .. الى آخر الكليشيه
المعروفة . وقبل ذلك وبعده تواصُل الفعاليات اليومية للمقاومة العراقية
التي يُميّزها الأميركان عن كل ما عداها بقدر فائق الصرامة من التعتيم غير
المسبوق ، إلى جانب إحكام الرقابة على المعلومات المتعلقة بقتلاهم
ومفقوديهم ، ومنع نشر كل ما يُحبط العزائم كصور نعوش العساكر ومقابرهم
وأعداد المصابين وأوضاع جيش المعطوبين .. الخ ، في الوقت الذي يركّزون فيه
على صور الإرهاب الحقيقي الذي تمارسه جماعاتهم من الميليشيات الطائفية بحق
المواطنين العراقيين العُزّل ؟!
الإعتراف والتراجع والإستمرار تحت سقف واحد !
التفسير المنطقي لتناقض ما أُعلَن مع ما يجري على الأرض ، أن أوباما
الغامض ، المحيّر، والمتناقض مع نفسه لم يجد مهربا من اتخاذ قرار التخلّي
إنسجاما ـ كلاميا على الأقل ـ مع ما كان أعلنه في حملته الإنتخابية ، وهو
بذلك يكون قد إعترف رسميا بأن الإرهاب لم يُهزم ولم يتحقّق النصر عليه ،
كما تراجع إعلاميا عن استراتيجية محاربته ، لكنه استمرّ عمليا في السير على
نفس النهج ورثه وحاول التميّز اللفظي عنه ، وهذا يؤكد لمن لم يزل يراهن
عليه أنه لم يختلف جذريا عن سلفه ، وإن اختلفت وسيلته وشخصيته !
لقد دأب جورج بوش الإبن طوال فترة ولايتيه على الإدعاء أنه حقّق تقدما في
القضاء على الإرهاب ، وأن العالم أصبح أكثر أمنا من السابق ، في حين كانت
الوقائع تقول العكس وتُثبت أن "الإرهاب" المستهدف من قبل الولايات المتحدة
هو الذي حقّق هذا التقدم ، بعد أن استنزف الدولة الأكبر ، وجرّها الى وضع
كل ثقلها وإمكاناتها في معركة خياراتها العدوانية ، بينما انفلت حبل الأمن
أكثر من أي وقت مضى ، وساد الظلم والفقر والتشرد مناطق وبلدان شاسعة في
هذا العالم .
مشجب الإرهاب ستار لا أكثر
يجدر التنويه هنا الى أن استراتيجية الحرب ضد الإرهاب لم تكن في حقيقتها
إلا مشجبا للتستر على الأهداف الأخطر التي رسمها المحافظون الجدد ، وأن
الولايات المتحدة قد بدأت السعي لتنفيذ هذه الأهداف منذ حوالي عشرين عاما ،
وإن لم يجر الإعلان عن ذلك رسميا وصراحة ، وهي تتلخّص في جوهرها المناقض
لما يُعلن على الملأ من شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ،
بالسعي لفرض السيطرة الكاملة والدائمة على مقدرات العالم بشعوبه ودوله ، لا
على أساس الإقرار بكونها إمبراطورية العالم وقوّته الأعظم فحسب ، مع ما
يستتبع ذلك من صفات التعظيم ، بل بمعنى " شرعنة " سعيها نحو الحلول الفعلي
محلّ منظمة أممه المتحدة بهيئتها العامة ومجلس أمنها وسائر المنظمات
الدولية الكبرى !
هذا التوجّه الذي يكاد لا يُصدّق يعود لعهد بوش الأب ، وتحديدا إلى
الأيام التي ساءته فيها صعوبة " شرعنة " تجنيد الدول التي انقادت وراءه
كالنعاج في الحرب الثلاثينية ضد العراق تحت مسمى تحرير الكويت ، وكان هدفه
الأول من وراء ذلك السعي لإلغاء كل ما يُعيق حرية الولايات المتحدة في
التفرّد باتخاذ القرارات والعمل على امتلاكها وحدها حق الرفض والقبول .
ومع أن هذا الهدف بقي مسكوتا عنه حتى اليوم ، إلا أن ثمّة من تبرّع
بالترويج لفكرته مع أنه أخطر وأكثر إجراما من مجرد ملاحقة إرهاب وإرهابيين
، حيث يتعدّى ذلك إلى حدّ إلغاء خصوصيات الأمم والشعوب والقوميات وحتى
الأديان ، وهو ما عاد يُحييه لاحقا ويسعى لفرضه بكافة السبل جورج بوش الإبن
. .وفي هذا السياق لا خارجه جاءت أحداث 11 سبتمبر 2001 التي يصرّ البعض
حتى الآن على أن مراكز قوى أميركية خفيّة تقف وراءها ، وهذا ما يراه زميلنا
الفرنسي تيري ميسان ، صاحب كتاب " الخديعة الكبرى " الذي مازال يصرّ على
أن أميركا قد ضربت أميركا في 11 سبتمبر حتى لو نفّذها بن لادن نفسه ، ويصرّ
على أن أحدا في الدنيا لم ير أي قطعة من الطائرة التي قيل أنها ضربت مبنى
البنتاغون ، أو حتى صورة ولو مركّبة أو مفبركة لها ، وأن كذبة انهيار
البرجين العملاقين بسبب نيران الطائرات لا أساس لها من الصحة ولا العِلم
.أما سجل أشهر المشككين الآخرين برواية إدارة بوش حول هذه الأحداث فيضم
قائمة طويلة من المفكرين والعسكريين والساسة يمكن مطالعتها على موقع
"غوغل" وغيره .
كل المحرّمات مُحَلّلة .. ضدّنا !
وهكذا تمت على طريق تحقيق هذا الهدف ، كل الجرائم والملاحقات الرسمية
التي مارستها الولايات المتحدة الأميركية بحق الدول والتنظيمات والأحزاب ،
وصولا الى الجمعيات الخيرية والمعتقدات الشخصية وحتى الأفراد أنفسهم .
وعلينا أن نتصوّر مثلا كيف أن الولايات المتحدة لم تتورّع عن القيام بأبشع
التصرّفات التي لا يمارسها إلا عتاة الإجرام لتحقيق ما صمّمت على تنفيذه ،
حتى وصل بها الأمر إبان تصعيد حصارها الخانق ضد العراق أواسط التسعينات
الى تبنّي خطة مخابراتها القاضية بضرورة قصف بغداد والمدن العراقية بالصحف
الخلاعية "لإلهاء الناس" ! ، كما لم تتورّع مخابراتها في الحرب
الإحتلالية الأخيرة ـ على ذمة الواشنطن بوست / عدد 27 أيار الماضي ـ عن
وضع مخطط يستهدف تشويه صورة الرئيس الشهيد صدّام حسين من خلال فبركة فيلم
مزيّف يمثّله وهو يمارس الجنس مع شاب ، أو العمل على قطع البث التلفزيوني
وإخراج شبيه له يُعلن تخلّيه عن الرئاسة لابنه عدي ! ولا يُقلل من خسّة هذه
الخطط عدم تنفيذها لأي سبب أو آخر وسط لهيب الحرب المدمّرة وتسارع
الأحداث .
يبقى السؤال : بأي منطق تريد الولايات المتحدة تحقيق هذا الهدف الجهنمي
المستحيل التنفيذ في الأساس ، والذي لم يلحظه أكثر الحكام المستأنسين
بالجلوس في حضن الأميركان ، أو أي "محلل إستراتيجي" من عربنا بشكل خاص ،
بينما لاحظه العديد من الأميركيين ولو متأخرا واستقرأوا أبعاده ، كان في
مقدمتهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي كتب بعد احتلال العراق
مقالا تحت عنوان " هذه ليست أميركا الحقيقية " ، أعرب فيه بوضوح شديد عن
أسباب قلقه البالغ من سياسة إدارة بوش ، محدّدا إياها نصّا " بالإصرار على
التحرر من قيود المنظمات الأممية ، والتنصّل من الإتفاقات الدولية ، فضلا
عن تبنّي سياسة الحرب الإستباقية ،والتبرؤ من إتفاقات جنيف ، ثم إعطاء
نفسها الحق بمهاجمة دول أخرى من أجل تغيير أنظمة لا تحظى برضانا ، وهو ما
أدخلَ الولايات المتحدة في مواجهات وعرّضَنا لمزيد من التهديد " .وهذا ما
اعترفت به أيضا يوم 20 تموز الجاري الرئيسة السابقة للمخابرات البريطانية
إليزابيث ماننجهام بولر ، أمام لجنة التحقيق في حرب العراق قائلة بأن غزو
العراق قد سبّب تصاعد العمل الإرهابي ووصوله الى قلب لندن ، نافية ادعاءات
امتلاكه لأسلحة المار الشامل وتعاونه مع تنظيم القاعدة .
أميركا هي العالم وهيئة أممه المتحدة !!
هذا القلق الذي أبداه كارتر وغيره لا يرى المحافظون المتصهينون أي داع
له ، فقد سبق لهم وأن سرّبوا بأقلام نفر من أبناء جلدتنا أطروحات غريبة في
محاولة مسبقة منهم لتبديده ، روّجت لوجوب أن تكون الولايات المتحدة ضمير
العالم وحاكمه في الوقت نفسه ، وأن تكون هي الممثلة الشرعية الوحيدة لمجموع
شعوبه ، لضعافه وأقويائه . وانطلق أصحاب هذا التوجّه من الإعتراف بأن
أميركا رغم عمرها القصير وافتقارها للتاريخ والتراث والحضارات ، إلا أنها
مؤهلة للحلول محل أصحاب التاريخ والتراث والحضارة بصيغة عصرية متطوّرة !
على اعتبار أن هذه "الخلفيات" تجرّ الى الخلف ، أما أميركا المعاصرة فدولة
"متحررة" من كل ذيول الماضي وعُقده ، ولا حاجة لها به طالما أن همّها
الدائم هو المستقبل !
أما تفسير هذا الهَوَس فقد جاء ضمن التبريرات التي سيقت منذ بداية تسعينات
القرن الماضي ، ويمكن تلخيصها بالقول إن تكوين الولايات المتحدة من معظم
شعوب الأرض يجعل من المستحيل عليها أن تستحضر ماضيا واحدا أو تراثا واحدا
لها ولهم جميعا . فهل تستحضر تراث الطليان أم الصينيين أم العرب أم
الأفارقة .. أم ماذا ؟
ولحلّ هذا الإشكال يرى هؤلاء أنه إذا كان الماضي يُجزّىء الأميركيين الى
شعوب ، فإن الحاضر يوحّدهم في شعب واحد "!" ، وبما أن الماضي كله موجود
وممثَل في جاليات الحاضرالأميركي دون عُقد ولا تحارب ، فلا أحد يمكنه أن
يُمثّل العالم غير الولايات المتحدة ، خصوصا في حال سقوط أو فشل الأمم
المتحدة . أي بصريح العبارة : إذا كانت شعوب العالم وأممه تتصارع وتتحارب
لأسباب لا حصر لها دون أن تقوى الأمم المتحدة أو مجلس أمنها من وضع حلّ
جذري لذلك ، نظرا لأن هذه المنظمة الدولية تضمّ كل تناقضات الدول الأعضاء
فيها ، فلماذا لا يجري اعتبار رعايا كل دولة ممن يحملون الجنسية الأميركية
هم ممثلوها في " هيئة الأمم الجديدة " الممثلة بالولايات المتحدة ذاتها ،
إذ لا تناقض في نظر أصحاب هذا المنطق بين أميركي وأميركي ، فإذا أخذنا
بعين الإعتبار أن الأميركيين جميعهم يتكوّنون من أمم وشعوب وجاليات وطوائف
العالم . فما المانع إذن من أن تحلّ الولايات المتحدة محلّ الأمم المتحدة
وتأخذ دورها ؟!
هذا هو الحل الذي يراه المحافظون المتصهينون لإبعاد روح العداء بين الشعوب ،
إنه الهَوَس الذي بقي يوسوس في صدورهم ، وقد عملوا المستحيل لأجل أن
يحققوا ولو جزءا منه . زوّروا وكذّبوا وخدعوا وتحايلوا ، وشنّوا الحروب
واحتلّوا الدول واستعبدوا الشعوب في سعيهم لتنفيذه ، وهو ـ بمنتهى البداهة
ـ هدف صهيوني بالدرجة الأولى ، لا لأنه يضمن فقط سيطرة الولايات المتحدة
على الجميع في حال تحققه بأي شكل أو صيغة ، بل لأنه يضمن سيطرة الذين
يسيطرون عليها . ففي " هيئة الأمم الأميركية " يمكن أن تتمثّل الصين
واليابان وفرنسا ومصر والأرجنتين إلى جانب "دولة" كردستان والصحراء "
الغربية !" ومالطا وجزر القمر وسائر دول العالم الأخرى ـ التي لا يُشترط أن
تكون مستقلة في هذه الحالة ــ من خلال أبنائها الذين يحملون الجنسية
الأميركية ، ولابدّ أن ينصهروا " ديمقراطيا " بالطبع في بوتقة واحدة ، وتحت
يَد أو قَدَم السّي آي إي أو الإف بي آي أو الموساد ، لا فرق في ذلك !
خلاصة القول ، إذا كانت استراتيجية الحرب ضد الإرهاب قد أوصلت الدولة
الأكبر ، مع كل الوضاعة التي مارستها بحق الدول والشعوب ، الى حدّ الإنهاك
المعيب في العراق وأفغانستان ، دون أن ننسى ما حصل سابقا لقواتها الغازية
في الصومال ولبنان وقبلهما في فيتنام ، فما الذي يُجبر أوباما على مواصلة
نفس النهج ، والإحتيال علينا بكذبة التخلّي اللفظي ، ككذبة أسلحة الدمار
الشامل ، واستمرار خداعنا بتصريحاته حول الإنسحاب من العراق، وموقفه
المتقلّب والمنافق من المستعمرات الصهيونية ، وحقوق الفلسطينيين ؟
إنهم يُغلّفون السّم بالعسل " الأبيض والأسود " .. لنا وحدنا من دون
الأمم !!