** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 عن الشعراء الجدد هؤلاء المارقون!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

عن الشعراء الجدد هؤلاء المارقون!  Empty
31072010
مُساهمةعن الشعراء الجدد هؤلاء المارقون!

حان وقت المصارحة: ما هو الموقف الفعلي للشعراء العرب
الحديثين، الجدد منهم خصوصاً، إزاء مجتمعاتهم؟ بالتأكيد، ثمة تعارض أخلاقي
جذري بينهم وبين هذه المجتمعات. ثمة اختلاف سياسي عميق، يكاد يرقى الى
الخصومة والعداء. فمثلاً، هناك انحياز كبير من قبل هؤلاء الشعراء الى
الإلحاد، أو اللاأدرية، أو "العلمانية"، في حين أن البيئات الأهلية العربية
تنحو الى التديّن، بل وإلى الغلوّ والتطرف في الدين. وهذا الافتراق في
النظرة الى الدين يؤسس، تلقائياً، تباعداً هائلاً في النظرة الى الحياة
والانسان وفهم الجمال والخير.
هؤلاء الشعراء الشبان لديهم ميل واضح الى جنسانية علنية
(ولو لفظية)، والى إباحية التعبير. على الأقل، ثمة مديح متصل للحب الحر،
والعلاقات العاطفية الحرة والمشاعية، في مجمل نصوص هؤلاء الشعراء... في حين
أن التشدد والمحافظة، لا بل والتحريم هو خيار العامة، السائد عربياً.
وهؤلاء أيضاً يرفعون الى حد التقديس مفهوم "الفردية" ووعي
الأنا الوجودي، والحياة الدنيوية (الغرائز والملذات والرغبات) مقابل التمسك
العنيد الذي تبديه الجماعات العربية بما هو جمعي وأهلي وعشائري ومذهبي
وعائلي... إلخ علاوة على نبذها وكبتها مظاهر اللذة واللهو والخفة.
وبقليل من المجازفة، يمكننا القول ان هؤلاء الشعراء،
اختاروا إرادياً الخروج على كل سلطة أسرية، أو سياسية، أو أخلاقية، أو
دينية... مترجمين هذا الخروج والتمرد نصاً وسلوكاً على نحو مثابر وعنيد.
وهم على الأرجح يتصرفون كمنفيين، ومنشقين، يضمرون الكثير من الضدية
لمنابتهم ولأوطانهم ولصلات أرحامهم، بل وكأنهم عن قصد وتصميم ينزعون الى
إنكار كل هوية، عدا تلك التي يصوغونها كذوات مستقلة وحرة. بل انهم يحبذون
إظهار هذه الذات، وكأنها احتفال دائم بـ"المخالفة" والاختلاف عن الأهل وعن
ثقافة هؤلاء الأهل.
ونستطيع أن نخمّن، أن إظهار هذا التمرد، هو واحد من أهم
حوافز الكتابة عندهم، والرغبة في المناكفة والاستفزاز ثابتة باستمرار في
خلفية نصوصهم وعلى سطحها أيضاً. ان إعلان هذه المعارضة هو هاجسهم الدائم.
الأمر ليس مجرد شعر "تفاصيل يومية"، أو قصائد حب، أو نصوص
بوح، وقلق وجودي، إنما هذا غلاف (إذا صح التعبير) للمحتوى الفعلي وللقصد.
ففي ثنايا معظم الشعر الجديد، لفظاً ومعنىً، نلقى تفكيراً يقارب المروق،
ونجد بوحاً يصل الى البورنوغرافية، ونلحظ رأياً يوازي العصيان السياسي.
هذا الشعر، بمجمله، يقيم قطيعة مع منظومة القيم التي تحكم
الجماعات العربية، ويتحداها ويحاول كسرها. فهو مثلاً لا يتوانى عن "تمجيد"
المحرّمات، ويتعمد "خدش الحياء" ويصل الى حد الاستهزاء بـ"الفضائل" التي
تتبناها المجتمعات العربية.
يمكن القول ان هذا المنحى الأخلاقي والسياسي في الشعر
الجديد لربما يجد في التراث العربي ـ الاسلامي قريناً وشبيهاً له، وبالتالي
يجد بعض الشرعية التاريخية والمسوغ الثقافي لممارسته، فالمنشق المعاصر قد
يكون صنو "الصعلوك"" التاريخي.
لكن، هناك شيء آخر أشد خطورة يمارسه هؤلاء الشعراء الجدد
(ومعهم الى حد كبير كل الشعراء المعاصرين منذ أواسط القرن الماضي)، ألا وهو
الاقتداء والتماهي بالمثال الثقافي ـ الحضاري الغربي، مع تبنٍّ فعلي لنمط
الحياة الغربية، وخياراتها الفلسفية والجمالية، عدا عن تبني الذاكرة
الشعرية الغربية وخلاصاتها الأسلوبية، كل ذلك يستدعي، تلقائياً، الانحياز
للقيم الأخلاقية الغربية ومنظوماتها السياسية والايديولوجية.
وإذا كان هذا لم يمثل طوال عقود، مشكلة كبيرة، ما دام
العالم العربي منخرطاً، بدرجة أو بأخرى، في مشروع الأخذ بالحداثة الغربية،
فإننا نشهد راهناً نكوص المجتمعات العربية عن هذا المشروع وارتدادها نحو
أصوليات دينية، والى أشكال سياسية تعود الى ما قبل أطوار الدولة والحداثة.
إزاء هذه الترسيمة، ومع اتساع الهوّة بين "النخبة
الثقافية" والمجتمع، نلحظ أن الشعراء الشبان ازدادت لديهم مشاعر الانشقاق
والغربة، وأنهم منفيون إراديون داخل أوطانهم وخارجها، يراكمون نصوصهم
بوصفها "وثيقة" تعبيرية شعرية لهذا الانشقاق والاغتراب.
والأسوأ، بالنسبة إليهم، ليس فقط غربتهم عن مجتمعاتهم، بل
تعارض وعيهم النقدي مع نمط الحياة الاستهلاكي، وشعورهم بالوحشة والضعف
والخطر إزاء أقنوم المال والربح الذي يسيطر على الحياة العصرية، التي لجأوا
إليها.
إنهم أيضاً من دون يوتوبيا تقريباً، تائهون، مستوحشون، ليس
على صورة طرفة بن العبد الأمير الصعلوك، ولكن على شاكلة "العاطل عن
العمل".
قد يجوز اعتبار أغلب النصوص الشعرية الجديدة، وهي تعاقر
الخمر، و"تهتك" الأجساد وتعرّيها، وتفضح أسرار العائلة، وتتهكم على الذات
الإلهية، وتسخر من الحياة السوية... بأنها لا تحطم جداراً أخلاقياً، لا بل
تقارع السلطة السياسية وأنظمتها، بمبالغة لغوية، هي على الأرجح تعويض وهمي
عن فقدان الحريات العامة. وهذا الهامش الذي يصنعه الشعراء ويحاولون توطيده
وتوسيعه، هو بديل سياسي بامتياز، ويعتمدون في بقائه على "لا ثقافة" مؤسسات
الحكم، مقارنة بالسلطة السوفياتية التي كانت شديدة الإدراك، وحساسة جداً،
ومدركة تماماً لخطورة الأدب والفنون.
إنهم أيضاً يتعمدون "خيانة" الذائقة العامة وتجريحها،
ويعمدون الى الإعلاء من شأن الارتكابات المنبوذة سلوكياً، ويذهبون في
عصيانهم مذهب الكفر الصريح أو البذاءة، ويمدحون التشرد والسكر، ويزدرون
الحكومات والحكام والمؤسسات الرسمية.
وبالنظر الى استحكام هذا الانشقاق بين الشعراء ومجتمعاتهم،
تبدو نصوصهم أشبه بخطاب يائس، بل أشبه بـ"نداء استغاثة" موجه الى الغرب
تحديداً.
سياسياً، ليس خطأ هذا الهجوم المستمر من قبل الرقابة
الرسمية ومن قبل هيئات المجتمع الأصولي، على نتاجات الشعراء. ان ملاحقة
مطبوعاتهم ومطاردتها ومحاصرتها هو رد فعل طبيعي. ما دمنا إزاء "معركة"
فعلية.
...و"أعداء" الشعراء الموصوفين، يدركون أن هؤلاء الصعاليك
الجدد إنما يشكلون حصان طروادة داخل "القلعة" العربية المتزمتة. لكن الخبر
السيئ هو أن الذين يريدون تحطيم الأسوار واختراق القلعة، غير مدركين لذلك.
إنه حصان طروادة بلا أهل أثينا ومحاربيها.
هذه المقالة تستند الى قراءات المجموعات الشعرية التالية:
"كلما لمست شيئاً كسرته" لعبد الإله الصالحي (المغرب)، "تفاحة نيوتن"
لفيديل سبيتي (لبنان)، "صواريخ العائلة السعيدة" لعلي حبش (العراق).
ــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عن الشعراء الجدد هؤلاء المارقون! :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

عن الشعراء الجدد هؤلاء المارقون!

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» عن الشعراء الجدد هؤلاء المارقون!
» مصر بعهدة المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة: هؤلاء هم الحكّام الجدد
» غـــــــــــبـــــار الـــــــمـــــــــلائــــــــــــــــــكة : لكل الشعراء
» شطرنج الشعراء
»  جديد الشعراء.. نصوص تولد على الماسينجر!!!

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: