ر بعهدة المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة: هؤلاء هم الحكّام الجدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال اجتماعه أول من أمس (أ ب)
المجلس الأعلى للقوات المسلّحة، اسم لم يعتد المصريون سماعه كثيراً إلا
في الأزمات الكبرى، التي كان آخرها حرب عام 1973، قبل أن يعاود الظهور مع
ثورة النيل، ليتولى أخيراً قيادة البلاد عند منعطف مفصليّ
يوسف هاني
القاهرة ــ لم يكن المصريّون
معتادين الاستماع إلى أخبار أو معلومات عن المجلس الأعلى للقوات المسلّحة
إلا مع بداية أحداث ثورة 25 كانون الثاني، فقد كانت المرة الأقرب التي حدث
فيها ذلك إبان حرب السادس من تشرين الأول 1973. لكن هذا المجلس عاد إلى
الصورة الآن بمقتضى الظروف.
فالمجلس الأعلى للقوات المسلّحة الحاكم ـــــ أو المجلس الأعلى للقوات
المسلحة ـــــ الذي سيدير شؤون البلاد في الفترة المقبلة هو كيان محاط عادة
بالغموض والسرية الشديدين في طريقة عمله وعقد اجتماعاته وتوزيع الأدوار
داخله، بدليل أنه لم يكن ظاهراً للعيان طوال عقود من فترة حكم مبارك حتى
بدأ يعقد اجتماعاته مع بدء تدهور الأوضاع الداخلية عقب 25 كانون الثاني
الماضي.
والمجلس يتكون بنحو أساسي من كبار قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة
المصرية، ومن الممكن أن يكون له رئيس معلن ومحدد الهوية، ومن الممكن أيضاً
أن يعمل جماعياً. والمجلس الأعلى للقوات المسلّحة الحالي يتكون من رئيس
الأركان الفريق سامي عنان، ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، وقائد
القوات الجوية الفريق رضا حافظ، وقائد قوات الدفاع الجوي الفريق عبد العزيز
سيف الدين، وقائد القوات البحرية الفريق مهاب مميش. لكن لم يتضح بعد ما
إذا كان عمر سليمان سيكون له دور بوصفه مدير الاستخبارات العامة أم أن دوره
انتهى بحكم أنه كان نائباً لرئيس الجمهورية في الفترة الماضية.
وسيتسلم المجلس خلال الساعات أو الأيام المقبلة كل مقاليد الأمور في
البلاد، وسيملك أعضاؤه كل الصلاحيات التي تمكّنهم من إدارة كل صغيرة
وكبيرة، بما في ذلك حماية الأمن الداخلي وتسيير أمور المواطنين. وقد توزع
مهمات الوزارات المختلفة على القادة العسكريين، وهو ما يعضد فرصة بقاء
الفريق أحمد شفيق على الساحة رئيساً للحكومة أو في أي موقع آخر بحكم أنه من
قادة القوات الجوية أساساً.
ومن المرتقب أن تكون أولى قرارات المجلس تعطيل الدستور وحل البرلمان
بمجلسيه الشعب والشورى، على أن يتولى المجلس الأعلى للقوات المسلّحة مهمة
تعيين الهيئة أو الجهة المكلفة بصياغة الدستور الجديد أو تعديل الدستور
القائم، وكذلك تحديد ملامح الفترة المقبلة تمهيداً للانتقال إلى الحكم
الديموقراطي الكامل بعد فترة انتقالية، وذلك بناءً على تعهدات الجيش
السابقة للمتظاهرين بالاستجابة لكل مطالبهم. لكن يبقى القرار النهائي
والحاسم دائماً للمجلس العسكري وحده.
وفي ما يأتي نبذة عن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلّحة، الذي سيتولّى حكم مصر في المرحلة المقبلة:
سامي عنان .. الأقوىسيكون من أبرز الشخصيات الأعضاء في هذا المجلس رئيس الأركان الفريق سامي
عنان، واسمه كاملاً هو سامي حافظ عنان. ويوصف بأنه الرجل الأقوى في الجيش
المصري حالياً، وبأنه كان الرجل الأول في جهود القوات المسلحة المصرية في
التصدي لأزمة 25 كانون الثاني 2011.
سامي عنان المولود في شباط 1948 في قرية سلامون القماش بالمنصورة «محافظة
الدقهلية» يشغل رئيس الأركان منذ عام 2005، وكان قد شارك في حرب الاستنزاف
وحرب تشرين الأول 1973، وسبق له أن شغل منصب قائد قوات الدفاع الجوي منذ
تموز 2001.
ويمتلك عنان خبرات عسكرية هائلة، وسبق له أن تلقّى دورات في الدفاع الجوي
في روسيا وفرنسا والمغرب وأكاديمية ناصر العسكرية. وجدير بالذكر أن عنان
يتمتع بعلاقات وطيدة للغاية مع كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، وكان
في زيارة عمل مهمة للولايات المتحدة عند اندلاع ثورة 25، وقطع رحلته فجأة
بناءً على طلب الرئيس السابق محمد حسني مبارك للعودة ومتابعة الأوضاع على
الأرض في مصر.
طنطاوي .. بطل الميدانيتولّى المشير محمد حسين طنطاوي، المولود في 31 تشرين الأول 1935، منصب
وزير الدفاع والإنتاج الحربي في حكومة حسني مبارك السابقة، وها هو يقود
دفّة أصعب مرحلة في تاريخ مصر الحديث.
فعلى الرغم من أن عمره بلغ الآن 76 عاماً، بدا المشير شاباً شجاعاً هادئاً
للغاية وهو ينزل إلى الشارع في منطقة ماسبيرو أمام مبنى التلفزيون في أوج
تظاهرات الشباب ليرفع من معنويات جنوده المكلفين بحراسة المبنى، وحاور
المتظاهرين بكل ود ووعدهم بتلبية كل مطالبهم.
شارك طنطاوي في حرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب تشرين الأول 1973، وكان
قائداً لإحدى الوحدات المقاتلة في سلاح المشاة، وهو ما أهّله للحصول بعد
الحرب مباشرة على وسام الشجاعة العسكري.
والذي لا يعرفه كثيرون عن طنطاوي، هو أنه عمل لفترة خارج الحدود المصرية،
حيث كان ملحقاً عسكرياً لمصر في باكستان ثم في أفغانستان في فترة
السبعينيات من القرن الماضي، قبل أن يعود إلى مصر مع بداية ارتقاء مبارك
سدة الحكم عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ويُعين وزيراً للدفاع
خلفاً للمشير الراحل عبد الحليم أبو غزالة.
وقبل تولّيه الوزارة، شغل طنطاوي عدة مناصب مهمة في الجيش إبان حكم مبارك
أيضاً، فكان قائداً للجيش الثاني الميداني عام 1987، ثم قائداً لقوات الحرس
الجمهوري عام 1988، ثم قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع
والإنتاج الحربي في 1991 برتبة فريق. ورقّي عام 1993 إلى رتبة «مشير».
سيف الدين .. الدفاع الجوييشغل الفريق أركان حرب عبد العزيز سيف الدين منصب قائد قوات الدفاع
الجوي، وهو من مواليد الثالث من حزيران عام 1949، والتحق بالكلية الحربية
منذ عام 1968، وتخرج منها في شباط 1970.
تابع سيف الدين، الذي شارك في حرب الاستنزاف وحرب تشرين الثاني 1973، عدة
دورات تدريبية رفيعة المستوى في كلية القادة والأركان وأكاديمية ناصر
العسكرية وغيرها، وكان من أبرز المناصب العسكرية التي شغلها قيادة إحدى
كتائب الصواريخ في عام 1988، وقيادة أحد ألوية الدفاع الجوي عام 1995، وشغل
منصب قائد الدفاع الجوي منذ 30 تشرين الأول 2005.
وحصل سيف الدين على عدد كبير من الأوسمة العسكرية منها ميدالية تحرير سيناء ووسام الخدمة العسكرية ووسام حرب أكتوبر وغيرها.
حافظ... خليفة مباركيشغل الفريق طيار أركان حرب رضا محمود حافظ محمد، المولود في 3 آذار
1952، منصب قائد القوات الجوية المصرية، وهو المنصب الذي كان قد تولاه
الرئيس السابق حسني مبارك إبان حرب تشرين الأول 1973.
تخرج حافظ في الكلية الجوية عام 1972 بدرجة البكالوريوس في الطيران والعلوم
العسكرية، وشارك في السنة التالية مباشرة في حرب تشرين الأول، ومن المعروف
أن مبارك استعان وقتها بكافة الطيارين الجدد بل والمتدربين في قيادة
الطائرات الحربية في عمليات الحرب الجوية.
حصل الفريق حافظ على زمالة كلية الحرب العليا الفرنسية وزمالة مديري الجودة
بالولايات المتحدة وعلى الدورة العليا لكبار القادة بأكاديمية ناصر
العسكرية، وهو يحمل نيشان الواجب العسكري وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة
الحسنة ونيشان الخدمة الممتازة.
مميش... أحدث الوجوهيشغل الفريق مهاب مميش منصب قائد القوات البحرية المصرية منذ 27 أيلول
2007 بعد قرار الرئيس السابق حسني مبارك بتعيينه خلفاً للفريق تامر عبد
العليم، ليصبح بذلك القائد الأحدث في المجلس الأعلى للقوات المسلّحة
الحالي.
وعلى الرغم مما يبدو من تضاؤل دور القوات البحرية في الأزمة الأخيرة التي
أعقبت الثورة المصرية يوم 25 كانون الثاني 2011، فإن واقع الأمر يؤكد أن
حماية الحدود البحرية لمصر في الفترة المقبلة ستكون لها أولوية، وخصوصاً مع
الأنباء عن تحركات الأسطول الخامس الأميركي قرب الحدود البحرية المصرية
لمراقبة الأوضاع في قناة السويس.
الديكتاتوريات العربـية بداية النهاية
العدد ١٣٣٨ السبت ١٢ شباط ٢٠١١
عربيات
التعليقات
مصر هي أمي نشره محسن (لم يتم التحقق) يوم السبت, 02/12/2011 - 13:50
ثورة 25 كانون الثاني، بدأت وثورة إكتملت سنة2011 عام التحرر من قيود الغرب و إستبداد حكام الشرق المهترئ.
لم يتعلم الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك من دروس من تاريخ
سياسية حكام مستبدين أمثال صدام حسين في العراق والذي إنتهى أمره في جحر
صغير تحت الأرض وفي إعتقادي أن الجيش الأميركي له علاقة في إخفائه و من ثم
مسرحة سيناريوا القبض عليه وقتله شنقا بعد أن إكتمل مشهد الإنتصار على غرار
أفلام هوليوود الشهيرة.
لا أعتقد أن الرئيس المصري مدرك مدا غبائه عندما تخلفت الحكومة الأميركية
عنه في أخطر مرحلة من تاريخ الشرق اللأوسط القديم والمستحدث،. فالطريق إلى
نشر زفت الديموقراطية بدأ على طريقة الحلم الأميركي في بلدان المشرق. والذي
لم يكن يوما إنجازا سلميا. فرحلة تحرر السود من عبودية البيض في أميركا
كان أكثر دموية من أي شعارات الحرية والإستقلال والديمو قراطية في شوارع
بيروت مثلا او في اي دولة عربية مستحدثة.
الصمت قاتل أحيانا: اليوم الصمت العربي قاتل وغير مستحب. الويل لمن لم
يحتسب أن في يوم من الأيام سيسحب البساط من تحتهم مهما علا شأنهم . الملوك
بدأوا يتكلمون عن حقوق شعوبهم المستعبدة وأن الملك .... في خدمة شعبه
الحبيب.
بدأت النهاية لكل ملك أو رئيس دولةأوهمته نرجسيته أن الله أوكله التحكم في
مصير البشر والحجر أو أنه مدعوم ن قبل نفوذ الغرب او من قبل نفوذ من
الشرق.
لا أجد سوى كلمة واحدة تعبر عن فرحتي وألمي الشديد: تحيا مر تحيا الحرية يا.
ولكن هذا الصمت من قبل الجامعة العربية أشبه بصمت الموت !
حبذا لو كان قد إعتقل الرئيس المخلوع حسني مبارك من قبل قائد أركان الجيش
المصري ومحاكمته من خلال تغريمه: ان يدفع نصف ثروته من أموال وممتلكات
والتي تقدر بال بلايين تعويضاً عن حكمه الظالم ونهبه موارد الدولة . هذا
العدل بعينه، إذ أن الشعب المصري والدولة الجديدة بحاجةإلى طي صفحة الماضي
وبناء دولة القانون والعدل والنمو. كما ينبغي من الدولة المصرية ان تقوم
بإلغاء معاهدة السلام بينها وبين إسرائيل والتفاوض على سلام عادل يسمح
للشعب الفلسطيني إسترداد ارضه المحتلة وبناء دولة مستقلة في فلسطين. هذا
هو العدل والمنطق وهذا أصبح اليوم ممكناً.بدأت تونس مصر وربما غدا دول أخرى
ستتمكن شعوبها من الثورة من أجل حياة كريمة .
حبذا لو يتعلم حكام لبنان أيضاً من دروس التاريخ لبنان لم يعد ملك لأحد،
ولن تكون الثورة في تغيير النظام في الشكل الذي حدث في مصر الشقيقة. لبنان
غير: وإن كان لبنان بلد التوافق - فهو بلد بلا وطنية موحدة، أي أشبه بمزرعة
وكل راعي يرعى أغنامه فيها.
بيروت- لبنان وطن الكاو بوي الشرقي الهوى.