** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا  Empty
30072010
مُساهمةعن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا








عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا  F_large
عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا  F_medium
عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا  F_small






عن القلم
والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا



إبراهيم نصر الله
(الأردن)
عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا  Ebrahim_naser_allahقبل سنوات
كان مجرد الحديث عن الكمبيوتر يثير عدداً هائلا من المخاوف لدي، إنه ذلك
المجهول الغامض الذي لم أتوقف عن تصوره ككائن غريب يحاول التسلل إلى نخاع
قصيدتي كفيروس عملاق، يمتص رحيقها ويتركها عارية وحيدة في صحراء جليدية
تقاسي موتاً بطيئاً لا شفاء منه.
كانت كلمة إبداع بالنسبة لي، كما زالت
حتى اليوم بالنسبة لغيري تعني شيئاً واحداً: ضد التكنولوجيا، ضد هذا البرود
الفج الزاحف بكل جرأة لاحتلال حياتنا المعاصرة، كانت القصيدة أشبه بدرع
أمام هذا الزحف، ولأن التناقض حاد إلى هذه الدرجة، فإن استخدام الكمبيوتر
لكتابتها هو بمثابة التغافل عن تسلل حصان طروادة إلى قلبها.
أعترف أنني
خضت معارك صغيرة كثيرة انتصاراً للقلم والورقة البيضاء والحبر، الحبر
الأسود بالتحديد الذي كتبتُ به قصائدي ورواياتي حتى ما بعد أواسط
التسعينيات. ويبدو أن فقدان معنى البراءة المتلاحق في يومنا يدفعنا أحيانا
للتمسك بأبسط ما يرمز إليها. ولم يكن ثمة ما يرمز إليها أكثر من الورقة
)البيضاء( والقلم، خاصة وأنهما وسيلة الإنتاج بالغة التقشف التي يحسدنا
عليها السينمائيون والمسرحيون والتشكيليون والنحاتون و..، ورغم ذلك الجهد
المبذول في الكتابة، لأنني واحد من أولئك الذين ينسون خلالها عدم وجود مبرر
للضغط بهذه القوة على الورقة
البيضاء، إلا أن فكرة البساطة تظل آسرة
هنا، إذ المسافة بين القلب ورأس القلم أقرب بكثير من المسافة بينها وبين
الشاشة، فما بالك بال )هارد دسك(!!
أتذكر الآن ما حدث لي مع الكمبيوتر
والتعامل معه كعدو، وأتذكر في الوقت نفسه ذلك العداء المر والشرس الذي
أبدته أمهاتنا حين ظهر على هذا الكوكب بين عشية وضحاها ذلك الكائن الخطر
الذي يدعى )البوتغاز(، فقد أبدين تمسُّكا ببابور الكاز كما لو انه بطاقة
وجودهن في هذا العالم، فالبوتغاز خطير وأي خطأ يكفي لقتل كل من في البيت
والتطويح بالبيت نفسه إلى الجحيم؛ أذكر خرافات لا تحصى رافقت دخول الكائن
الجديد إلى بعض البيوت كما حدث تماما مع الغسالة الكهربائية، إذ بقيت
الأمهات متمسكات دون هوادة برأيهن القائل أن هذه الغسالات لا تنظف كأيديهن،
ولم يكن ذلك سوى حجة لإبعاد هذا المخلوق عن بيوتهن لأنهن سمعن عن نساء
يمتن يوميا بالصعقات التي تنتج عن لقاء الماء بالتيار الكهربائي.
وحين
اقتنعن بأن البوتغاز يمكن أن يحتمل في البيت، لم يتخلين تماما عن بوابير
الكاز، بل أنهن كن يغافلن أزواجهن ليطبخن على الكاز، ويبقين خائفات أن
يكتشف الزوج آخر النهار الفرق بين طبخة أُنضجت على البوتغاز وطبخة أنضجت
على البابور.
لكنهن وأزواجهن معهن وأولادهن أيضا، لم يكن بإمكانهم أن
ينسوا إغلاق جرار الغاز كلما أنجز شيء على ناره، فلعله يغافلهم نائمين
ويخنق الجميع؟!!
وقد كنت على دين أمي في هذه، مع الفارق الكبير بين كمية
النار اللازمة لإنضاج رأس قرنبيط وكمية النار اللازمة لتخلُّق قصيدة!! +
وكأمهاتنا اللواتي بدأن يعترفن مضطرات بسبب تزايد الأبناء والمتاعب
المرافقة لوجودهم بأهمية الغسالة وأهمية جرة الغاز، بدأتُ أعترف بأهمية
الكمبيوتر، أو على الأقل أن أقف محايدا حين يتم التحدث عن مزاياه، خاصة وأن
مشاغلي باتت تكبر يوما بعد يوم مع دخولي المتزايد لعالم الكتابة الروائية،
وما تتطلبه كتابة رواية من جهود وسنوات من العمل، لقد بدأت مثلا بكتابة
)طيور الحذر) وعمري ستة وثلاثون عاما، وأنهيتها في الأربعين، إن مجرد
التفكير بذلك يبعث على الهلع. كما أن الرواية تقتضي كتابة أولى وثانية
وثالثة، ورابعة أحيانا.
هل كنت سأكتفي بالورقة والقلم لو لم أكتب سوى
الشعر؟
لعل الجواب هو اللا جواب هنا: ربما.
لكنني ذات يوم وصلت إلى
قرار خطير: لا بد من الكمبيوتر، إن لم يكن اليوم، فغداً!! هذا القرار
)العقلي( لم يكن أكثر من إلحاق الهزيمة بالعدو في الحلم. لكن من قال إن
معركة الحلم هذه فارغة من معناها. لذا كنت بحاجة لأن أحلمها أكثر من مرة
حتى أصحو ذات يوم وأنا أفكر هل حدثت المعركة في الحلم أم في الواقع.
ترديد كذبة، مهما كانت كبيرة، يحملها نحو وهم الحقيقة باستمرار.
لقد
اقتنعت عقليا، ولكن كان يلزمني القلب لأومن بما أفكر به. هكذا رحتُ أدور
وأدور حول القرار يوما بعد يوم، دون أن أتجرأ على دخول عتبة شركة لبيع هذا
الجهاز. لكنني حسمت الأمر في النهاية على النحو التالي: ثمة شخص مريض بمرض
خطير للغاية، وإذا لم يوافق على إجراء عملية جراحة مستعجلة له فإنه سيموت!
بهذه
الروحية عبرت عتبات شركة لبيع أجهزة الكمبيوتر، واشتريت.
وكما تفجرت
مخاوف أمهاتنا قديما أمام كل ما هو جديد، تفجرت مخاوفي، كما لو أن هذا
الجهاز سينقض ذات يوم علي وعلى ما أكتبه فيبتلعنا. لكن، وكما يحدث دائماً
فإن العدو الذي يمكن أن تراه، أقل عداوة وخطرا من العدو الذي لا يبلغه
بصرك.
من هنا تأتي الجرأة.
هكذا رحت أتجاسر وأتسلل عبر هذا العقل
المخيف يوما بعد يوم، ولم أجد وسيلة أفضل وأسلم من أن أقوم بنسخ بعض
مخطوطاتي الشعرية. وما إن انتهيت حتى كنت قد بدأت تناسي الخوف القديم. إن
لم يكن كله فمعظمه.
تدريجيا بدأت بكتابة بعض الأسطر من رواية كنت وصلت
إلى منتصفها بالقلم، وساعدني أن لغة الرواية كانت قائمة على المكر الشديد،
بحيث تحتاج كل مفردة إلى عناية خاصة بها، كانت روايةً يكتبها البطء، وكانت
سرعتي الحلزونية في الكتابة مباشرة باستخدام الكمبيوتر مناسبة تماما لمثل
هذا العمل. إلا أنني بقيت خائفا على الشعر، فما أن تخطر ببالي قصيدة حتى
أقفل الجهاز وأهرع إلى الورقة والقلم.
عشت هذا الفصام زمنا، ولكنه لحسن
الحظ لم يكن طويلا، إذ ما أن أصبحت أصابعي قادرة على مجاراة فكرتي في
سرعتها حتى وجدت نفسي أكتب كل شيء بالكمبيوتر.
الآن يمكن أن أعترف أن
أكثر أعمالي الشعرية تأثيراً وحرارة، وأعني ديوان )بسم الأم والإبن( قد
كُتب بلا ورق ولا أقلام، وأنني فرح بالنتيجة.
الآن يمكنني القول إنني لم
أعد أستطيع الكتابة براحة تامة حين أستخدم القلم.
الآن يمكنني أن أعترف
أن هذا الجهاز قدم لي الكثير كي أنجز براحة أكبر.
وبالتأكيد لا يعود
هذا الأمر لموهبة خاصة كانت تسكنني ولم أكن أعيها، بل يعود ببساطة للأسف،
أو للا أسف إلى حقيقة أن الإنسان هو المخلوق الأكثر استعدادا لاعتياد
الأشياء. وبعد:
كنوع من الوفاء للماضي فكرت بكتابة هذا المقال بالقلم،
حتى أنشره دون أن أخدع القارئ الذي اعتاد أن يقرأ القراء يعتادون أيضا!!
المقال بقلم: فلان. لكنني لم أستطع، ولذا أحب أن أنوه هنا إلى أن أي إشارة
تفيد بأن هذا المقال قد كتب بقلمي ليست صحيحة!!







عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا  Up
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

عن القلم والكمبيوتر ومخاوف أمهاتنا

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  -براغش- القلم
» إهتمام ألماني بانشاء قوة عربية موحدة ومخاوف من تأثر الملف الإيراني
» القلم في قفص الاتهام .... أحمد الجنديل
» المغرب: نحو مشاركة كبرى في تظاهرات الأحد ومخاوف من تحويلها لصالح الاسلاميين محمود معروف
» مقتل اربعة باقتحام 'دوار اللؤلؤة' في المنامة وخمسة متظاهرين في اليمن دول الخليج تدعم البحرين ومخاوف من اشتباكات طائفية عشرة قتلى بمظاهرات مناهضة للقذافي في 'يوم الغضب'

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: