مرة أخرى تطل
أصابعك على فارق ضئيل بين لحظتين. بذاكرة كسولة لارجاء من شفائها، تبقى
متروكاً على حافة رصيف يمضي عابروه وبأجساد متلاصقة وبهداوة من لا يخشى
فراقاً.
أنت لا تتعلم
أبداً. لا ترغب في إدراك يقين أن جمال جبران سيوردك حتفك وهو الغارق في
هلامية ممتهنة لدور المنشغل، متلذذاً بإحصاء خسائره وعدد انكساراته في
المتر المربع الواحد. تنسى دوماً أن العابر لا يمر على ذات الجرح مرتين.
لكنك أوغلت ذهابك باتجاه الجزء الأكثر قابلية للتطاير.
«بلا ولا
شي».. هكذا مارس زياد الرحباني حبه مع كارمن مكتفياً البقاء تحت «الفي»
الذي «مش لحدا».. بعد 15 عاماً انفصلاً وعلى الرغم من اعترافها ان زياد كان
الرجل الذي أحبت دوماً إلا أنه كان يرغب في اصلاح أحوال الكون.
تبدو الأشياء
الآن واضحة تماماً، على الأقل بالنسبة لأمين الصندوق الذي أمعن في راتبك
الشهري تقطيعاً مبرراً ذلك أنك لا تحب الوطن. ألم أقل لك أنه السهر الذي
أدمنت؟ ما يمنعك من النهوض باكراً لتستطيع الذهاب إلى حيث يسكن الوطن لتلقي
عليه تحية الصباح كما والتوقيع بين يديه على حافظة الدوام. مسألة بسيطة
كهذه ستعيدك كأئناً سوياً وعلى علاقة جيدة معه.
(... الموديل
العاري هو مثال بارز على الغياب القسري للإلهام. صورة الجسد ليست الجسد،
هي صفته وهو في حال ذهول عن أعماقه. ما نراه من الجسد ونحن في موقع
الرقابة، ليس الجسد في بداهة تكوينه بل خوفه من أن يكون متاحاً...». كتب
فاروق يوسف عن هذيان المنسيات الايروتيكي.
الأربعاء يوليو 28, 2010 3:30 pm من طرف هشام مزيان