نت تدرك
تماماً أن لا شيء يعادل اسماً انثوياً عابراً استمعت إليه في ظهيرة 15
يناير 1989 حال بثهم لبرنامج ما يطلبه المستمعون وذلك الأثر الذي أحدثه فيك
لحظة النطق به.
الأشياء
الأكثر حميمية تستطيع السير منفردة.. بلا حارس شخصي، على شارع طويل لا يصله
احد، تسقط عليه إضاءة بقدر مناسب يعطيك إمكانية الاستماع بذهن مفتوح لوقع
خطواتها إذ تقترب وتركز نظرتك لحظتها على اللاشيء خشية ان تمر ملامحها في
غفلة منك.
صعب هو أمر
شعورك بالفوات. لجنة شؤون الأحزاب هنا لا شأن لها بالأمر، لابد أن تكون
واثقاً من هذا. هي مسألة عارضة قد تحدث لأي واقف على تقاطع تتوسطه إشارة
مرور ضوئية يبدو أنها توقفت عن إحداث إشارة منذ زمن محاولة تجميع ذاتها
كيما تنجح في تفسير سر الكيمياء وحجم الفوضى التي اختزنها ذاك الفتى (سيظهر
اسمه تالياً) دافعة إياه لكتابة «سأغتسل مراراً لأبدو مختلفاً عن الباصات
والمارة ووجهي...». خمسون عاماً وأنت تحاول قول ذلك لكنك لا تستطيع التفريق
بين مسألة في كتاب الجبر للصف الثاني الثانوي ص(16) وبين ما تقوله مريم
نور في برنامجها التلفزيوني الخاص بتقديم أفضل النصائح الروحية لمن يود
تعلم فن الرقص والنسيان في ثمانية أيام بدون معلم وبلا فواصل إعلانية.
وبهذا يصبح قادراً على فتح بريده الالكتروني دونما خشية ملاقاته لرسائل غير
مرغوب بها.
«سأغتسل
مراراً لأبدو/ مختلفاً عن الباصات/ والمارة ووجهي/ بعد القات، ولكي/ أدرك
خطأ الشارع أتلذذ بقطعة جين لم أذقها. دانمركية.. وأصلي للجبناء والطرقات
وغموض البرد والجوع والحرمان.../ وسأرسم إصراري على البقاء أهديها، للنساء
وأبناء الليل، لن اتبع الهراء وأتوضأ بأخلاق الريح/ من رجس الخطابة
والمعسكرات لتمتلئ الأيام/ جمالاً وجنوناً. واقع بحب فتاة في السابعة عشرة/
تتسخ بقصائدي.../ لن أبكي لخيبة ما تراه عيني/ بندقية، حكماً بالإعدام/
وخوفاً من عباقرة الميتافيزيقيا، لتظل شهواتهم لذة للشبع، وحظاً لبقاء
جيوشهم وإمامهم الواعظ، سأغتسل، والليل امرأة/وخمر للبسطاء، وسنبصق...».
هذا ما قام بتدوينه الفتى أوراس الارياني ذات تحليق.
الأربعاء يوليو 28, 2010 3:28 pm من طرف هشام مزيان