ملف: المرأة في أسر العبودية
استغاثة من صميم الألم نطلقها، إلى كل نساء الكون في يوم المرأة العالمي، من صحيفة ومؤسسة "المثقف"، للتضامن مع المرأة مسلوبة الإنسانيّة. دعاء بالرّحمة من ربّ الرّحمة وصلاة استسقاء لمطر من المفاتيح تفكّ إسار كل إمرأة مكبّلة بالتخلّف والجاهليّة، وأن تمنّ عليها يد الخالق بالإنعتاق وتحرسها عينه حتى عودتها إلى مملكتها الآمنة - بيتها- وأهلها.
لا يوجد دولة في العالم قد منحت المرأة حقوقها الكاملة، فانتهاكات حقوق المرأة هي وصمة عار على جبين الحضارة الانسانيّة. لكنهم يثابرون من أجل أن تكون المرأة آمنة من العنف، متمتّعة بحقوق الإنسان، وقادرة اقتصادياً من خلال تكافؤ فرص التعليم والعمل والمشاركة باتخاذ القرارات.
اليوم يحتفل العالم الغربي بيوم المرأة العالمي، يستذكر ويحتفي بالنساء اللّواتي برزن في شتّى المجالات: الثقافيّة والاجتماعيّة والقياديّة عبر قرن من الزمان دعماً وتشجيعاً للمزيد من الإمتياز. أمّا عالمنا العربي، يسفك روح المرأة وجسدها ويعيدها إلى عصر جاهليّة متطرفة بعبوديّة المرأة ووأدها بصور أكثر بشاعة من الجاهلية الأولى.
إنّ المرأة في العالم العربي، في القرن الواحد والعشرين، قد فقدت أنجازات حقّقتها امرأة القرن الماضي بنضال وكفاح وتضحيات خلّدها التاريخ. ولهذه الكبوة الحضاريّة أسباب عدّة وتداعيات تنخر صميم الأمّة وتبدّد آمال المستقبل. ومن أبرزها الفتاوى الدينيّة الّتي تصبّ جام جحيمها على المرأة وتتناقض كليّاً مع الأعراف والقيم الإنسانية.
قالت د. نوال السعداوي: "أن بعض رجال الدين لديهم لوثة جنسية ولا يتحدثون إلا عن المرأة والجنس". وللأسف الشديد، انتشرت هذه اللّوثة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتحالَفَ المصابون بهذا الفيروس تحت "شعار الإسلام" ونفّذوا الفتاوى المتخلّفة بهمجيةوجعلوا من جسد المرأة مشروع سبي ونخاسة واغتصاب وقتل وتهجير، وأول هذه القائمة المشينة "جهاد النكاح".
نظراً لفداحة اضطهاد وانتهاك جسد المرأة من قبل الجماعات التكفيرية: سبياً، وتعذيباً، واغتصاباً، وقتلاً بطرق وحشيّة، فإنّنا ندعو لرفع الغبن والجور والعبوديّة عن جسدها وروحها، ونناشد ضمائر العالم للإفراج عمن تبقى من النساء في أسر قوى الظلام.
ولأن كل خطوة عملية تسبقها رؤية نظرية، لذا قررنا أن يكون موضوع ملف يوم المرأة العالمي لهذا العام .....
"المرأة في أسر العبودية المعاصرة"
ضمن هذا الملف، تم توجيه الدعوة إلى كتّاب وكاتبات، باحثين وباحثات وأدباء وأديبات "المثقف" للكتابة عن المحاور التالية أو أي موضوع في إطار محور الملف أو المشاركة بنص أدبي يتناول موضوع المرأة.
المحاور المقترحة كنقطة انطلاق في الكتابة:
1- سبي النساء عادة جاهلية، ما هو مفهومها؟ ولماذا لم ينهَ عنها الإسلام كنهيه عن وأد البنات؟
2- سبي النساء من قبل الجماعات التكفيرية: الموقف الديني والاخلاقي
3- النساء العزل تحت رحمة الجماعات التكفيرية وصدمة الحضارة
4- كيف يمكن الحدّ من النظرة الدونيّة للمرأة من قبل التيارات الاسلاميّة؟
5- قيم المجتمعات العربيّة وعمليّة بيع النساء في اسواق النخاسة
6- ما هي دوافع سبي النساء لدى الجماعات التكفيريّة؟
7- كيف تقيّم موقف المرجعيات الدينيّة، خاصة المسلمة، من ظاهرة سبي النساء من قبل الجماعات التكفيريّة؟
8- ما هي الخطوات اللازمة للحيلولة دون تكرار سبي النساء؟
باقة أزاهير بريّة مبلّلة بأنداء الشكر والامتنان نقدّمها لكل من سجّل تضامنه بحرفه وضميره على صفحات هذا الملف.
نقدّم شديد الإعتذار لكل من لم تصله الدعوة لسبب ما أو تأخرت بالوصول إليه، ونرجو تفهمكم.وسيبقى باب المشاركة بالملف مفتوحاً.
كل عام وعماد أوطاننا، من نساء ورجال، صامدون بوجه أعاصير الجاهليّة والاستبداد والعبوديّة من أجل كينونة الأمّة العربيّة وهويّتها.
ميادة ابو شنب
صحيفة المثقف
للاطلاع على الملف