** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 تدقيق بعض مواد معجم سفر الحوالي الموجز (1) الأربعاء 9 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

تدقيق بعض مواد معجم سفر الحوالي الموجز (1)  الأربعاء 9 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال :  1 2 3 4 5   بقلم: علي الشدوي    Empty
10032016
مُساهمةتدقيق بعض مواد معجم سفر الحوالي الموجز (1) الأربعاء 9 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي


تدقيق بعض مواد معجم سفر الحوالي الموجز (1)  الأربعاء 9 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال :  1 2 3 4 5   بقلم: علي الشدوي    Arton15041-d1efb

حملت قرون التنوير الأوروبي ملمحا مهما وهو بناء المتاحف، وتأليف الموسوعات والمعاجم. وقد أراد الدكتور سفر الحوالي (الشيخ والداعية المعروف) أن يحذو حذو الأوربيين في تأليف معجم يواكب نهضة الأمة الإسلامية. كتب في مقدمة معجمه الوجيز: “من قراءتي وتتبعي لتاريخ الفكر العالمي وجدت أن لكل نهضة أو ثورة دائرة معارف ترسم معالمها، وتبين للاتباع ما يعتقدونه أو يفعلونه. فمثلا بين يدي الثورة الفرنسية قام (ديدرو) وزملاؤه بإصدار الموسوعة (...) والأمة الإسلامية اليوم فيها بواكير نهضة كبرى، فهي بحاجة إلى دائرة معارف أو موسوعة أو معجم لبيان الطريق”. 

إلى هنا والفكرة جيّدة، ولا شيء يمكن أن يقال إلا عبارات التشجيع على مشروع كهذا. وأكثر من التشجيع هو الفرح بهذا المشروع؛ فنحن بالفعل في حاجة إلى مشروعات كهذه التي تتجاوز الأفراد إلى المؤسسات، ولا يملك المرء إلا أن يدعو للمشروع بالنجاح، وللمؤلف بالتوفيق. 

لكن ما إن يبدأ القارئ بقراءة مواد العجم إلا ويلاحظ أن بعض مواده تحتاج إلى تدقيق. ويبدو أن الدكتور سفر اعتمد على معرفته الموسوعية، ولم يراجع معنى المواد في مضانها في المعاجم الأخرى والموسوعات لاسيما المواد المنتمية إلى الفكر الحديث، وإذا كنت سأتوقف عند بعض المواد فإن توقفي من باب تدقيق تلك المواد التي رأيت أنها ناقصة أو تحتاج إلى تدقيق أكبر. إذن؛ ليس هذا نقدا إنما تدقيق؛ فالكمال الإنساني غير ممكن، وإن كان يمكن يكون أن أفقا للإنسان يسعى إليه. 

حين أورد المؤلف المادة (إنسانية ) كتب أنها “المذهب الذي نادى به نيتشة في القرن التاسع عشر الميلادي، وموجزه عبادة الإنسان، وأنه هو الذي اختلق الألوهية (ص 23 ). يحتاج هذا التعريف إلى تدقيق. أولا: أن نيتشة لم يكن هو الذي نادى بها. ثانيا: أنها لا تدعو إلى عبادة الإنسان. ثالثا: ليس مما ينتمي إلى الحركة الإنسانية أن الإنسان هو الذي اختلق فكرة الألوهة.

الحركة الإنسانية حركة ثقافية تمجد العقل الإنساني وقوة الإنسان (ويكيبيديا) وهي أشبه بعباءة فضفاضة تطوي تحتها كل من كانت نظرته إلى العالم لا هي لاهوتية أساسا، ولا هي عقلانية في المقام الأول( كرين برينتون) . تشكل في مختلف تجلياتها واحدا من أكثر الأجوبة بقاء عن السؤال: ما الموقف الإنساني من العالم؟ ( طوني بينت وآخرون). لا يوجد رجل واحد يمكن القول بأنه دشن هذه الحركة الثقافية؛ إنما ضمت كتلة تاريخية (بالمعنى الجرامشي ) تتكون من رجال دولة، ورجال أعمال، ورجال دين، وفلاسفة وأساتذة جامعات ونبلاء وطلاب وشعراء إلخ. 

سبقت هذه الحركة نيتشة بقرن ونصف تقريبا (يحددها بعض المؤرخين بين 1450-1700)، وقد نشأت في إيطاليا ثم انتقلت إلى الدول الأوربية الأخرى. أما ما ساعد على نشوئها فهو الحركة التجارية المزدهرة في المدن الإيطالية، وما ترتب على هذه الحركة التجارية؛ حيث نشأت الطبقة البرجوازية التي شجعت على الأعمال الثقافية والفنية. ثم اختراع المطبعة التي ترتب عليها نشر الكتب بين الناس، مما ساعد على تعميم التعليم. وهناك سبب لا يقل أهمية هو هجرة العلماء إلى إيطاليا بعد أن أسقط السلطان العثماني الإمبراطورية الرومانية بدخوله القسطنطينية. 

لم تدع هذه الحركة إلى عبادة الإنسان، إنما أعطت صورة إيجابية عنه؛ لكونه أرقى الكائنات الحية؛ ولأنه كذلك اهتمت بمختلف العلوم والآداب والفنون التي تجعل منه راقيا، وطورت أساليب التربية والتعليم، واهتمت بتعليم الناس. وشرعت في حركة إحياء كبيرة؛ ووجدت عند الإغريق والرومان ما عدته مهما في كونه يمثل المثال الأعلى للجمال والخير. 

كتب كرين برينتون في كتابه تشكيل العقل الحديث (ترجمة شوقي جلال، عالم المعرفة، الكويت، العدد 82، 1984 ). عن هذه العودة قائلا” ووجدوا (دعاة الحركة الإنسانية) لدى الإغريق والرومان نبالة المحتد، والالتزام بالقواعد، والاعتدال في كل شيء، والريبة في كل ما ينزع إلى الإفراط والجموح، ثم التحلل من القيود، والتحرر من الخرافة دون زندقة على الإطلاق، ورجال خيال مبدع ناضجين ملتزمين وليسوا عقلانيين ذوي تفكير محدود (ص 44 ). 

ظهرت في إطار هذه الحركة ثقافة علمية كان لها الأثر الكبير في مستقبل الأيام؛ فقد بدأ الأطباء في علاج الناس بالعقاقير الطبية، وبدؤوا في العلاج بالجراحة، أما الأهم الذي حدث فقد كان في علم الفلك حيث ظهرت نظرية كوبرنيكوس في مركزية الشمس؛ أي أن الأرض تدور حول الشمس، وليست المركز، وهي الجرح الأول الذي أصاب البشر حسب تعريف فرويد. 

تؤكد الحركة الإنسانية على أهمية الإنسان، ومن داخل هذا التراث ولدت فكرة حقوق الإنسان وهي مجموعة من الشروط الاجتماعية والسياسية القابلة للتطبيق، ويشكل إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (1948) الإطار القانوني والسياسي لهذه الفكرة.
***
حين وصل المؤلف إلى مادة إيديولوجيا عرفها بـ“علم العقيدة (ص 25). وكما هو معروف فإنها علم الأفكار وليس علم العقيدة؛ ذلك أن (إيديا ) في اليونانية تعني فكرة، و (لوجيا) تعني علم . على أن هناك من يرى أن المصطلح يعني علم العقل. ففي كتاب مفاتيح اصطلاحية جديدة (معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع) الأيديولوجيا علم العقل وهي دراسة الأفكار وتطورها. 

لا يضيف المؤلف إلى تعريفه غير” الدقيق“للأيديولوجيا سوى أنها عند الشيوعيين تعكس العلاقات الاقتصادية. وللتدقيق أكثر فإنها تعكس عند الماركسيين علاقات الانتاج، مع تفاصيل دقيقة ليس مهما هنا ذكرها. ما أود توضيحه هو أن ما قيل عن هذه المادة غير كاف للتعريف بها؛ لاسيما أنها تكاد تكون من المعجم اليومي لكتاب المقالات الصحفية والمثقفين. 

حسب كتاب مفاتيح اصطلاحية جديدة (ترجمة سعيد الغانمي، المنظمة العربية للترجمة، 2010) فإن مجموعة من الفلاسفة الفرنسيين هم الذين ابتكروا مصطلح الأيديولوجيا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. وقد أراد هؤلاء أن يطبقوا المنهج العلمي الجديد على فهم العقل؛ بأن يقدموا أجوبة نفسية عن أسئلة فلسفية. ما المنهج الجديد؟ منهج جون لوك الذي أعاد الأفكار إلى الواقع التجريبي؛ أي أن الأفكار ليست فطرية إنما تعود إلى التجربة الإنسانية. وأن مصدر المعرفة ليس العقل كما يدعي العقلانيون ؛ إنما الحواس كما عند التجريبيين.

ثم اقتبس الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت هذا المصطلح وقلبه رأسا على عقب. إذ استخدمه لمهاجمة المدافعين عن قيم التنوير لاسيما الديموقراطية؛ وقد استخدمها استخداما إزدرائيا يتضمن معنى عدم التحقق، وعدم الوجود واستحالته كما في قولنا الآن لشخص ما يعرض فكرة أنت مثالي، أي لا يمكن تحقيق فكرتك. وقد استمر هذا المعنى الازدرائي عند المحافظين يسمون به أي خطة سياسية أو ثورية أو متطرفة؛ لاسيما حين تكون تلك الخطط مستمدة من النظرية وليس من التجربة. 

ثم جاء ماركس (وإنجلز ) وقلبا هذا المعنى النابليوني على رأسه معيدين إياه إلى ما كان عليه قبل أن يستخدمه نابليون. وفي كتابهما المشهور الإيديولوجيا الألمانية ( ترجمة: فؤاد أيوب، دار دمشق، دون تاريخ) ذهبا إلى أن الأيديولوجيا معرفة مشوهة، تولد حالة من الوعي الزائف، وهي تمثيل مضلل للواقع لمصالح الطبقة الاقتصادية الحاكمة. 

كتبا في مقدمة الكتاب” اصطنع البشر باستمرار حتى الوقت الحاضر تصورات خاطئة عن أنفسهم، وعن ما هيتهم، وعما يجب أن يكونوه. لقد نظموا علاقاتهم وفقا لأفكارهم (...) ولقد كبرت منتوجات عقولهم هذه حتى هيمنت عليهم، فإذا هم الخالقون ينحون أمام مخلوقاتهم. ألا فلنحررهم إذن من الأوهام والأفكار والكائنات الخيالية التي يرزحون تحتها. ألا فلنتمرد على حكم هذه الأفكار. ألا فلنعلم البشر أن يستبدلوا هذه الأوهام بأفكار تقابل ماهية الإنسان كما يقول أحدهم. وأن يتخذوا منها موقفا نقديا كما يقول آخر. وأن ينزعوها من رؤوسهم كما يقول الثالث. وإن الواقع القائم سوف ينهار (ص 19). 

إذا نُظر إلى الإيديولوجيا من وجهة نظر سياسية فتبدو منظومة تعبر عن خدمة السلطة، وتضفي المشروعية عليها، وتبدو مجموعة من التعبيرات المرتبطة بالهيمنة. وإذا ما نُظر إليها من وجهة نظر فلسفية فهي نظام من التعبير تترجم الواقع بشكل مشوه، وتمثل الواقع تمثيلا مزيفا. أما إذا ما نُظر إليها من وجهة نظر تاريخية فتبدو نظاما يحث على الفعل، ووظيفتها تعبئة الطاقات. 

هناك أسماء مهمة على صعيد تطور هذا المصطلح وتاريخه كالفيلسوف المجري لوكاش، والإيطالي جرامشي، والفرنسي ألتوسير. والألماني كارل مانهايم. كل واحد من هؤلاء له تصور عنه متفرد تقريبا؛ ولأن المقال لا يحتمل أكثر من هذا فسأشير إلى أن بإمكان القارئ أن يجدها في كتاب المفكر المغربي عبدالله العروي في كتابه مفهوم الأيديولوجيا. 

لكن هناك فكرة تستحق أن أختم بها هذا المقال القصير وهو الفرق بين الكذاب وبين المؤدلج. ينقل كليفورد غيرتز في كتابه تأويل الثقافات (ترجمة محمد بدوي، المنظمة العربية للترجمة، 2009) عن أحد الباحثين قوله " كلا الشخصين (الكاذب والمؤدلج) مهتم بالكذب. إلا أن الفارق بينهما هو أنه بينما يحاول الكاذب تزوير أفكار الآخرين، ويكون تفكيره الخاص صائبا، ويعرف هو أين تكون الحقيقة، فإن الشخص الذي يقع ضحية الأيديولوجيا يكون هو خاضعا للأوهام في فكره الخاص. وإذا ضلل الآخرين، فهو يفعل ذلك من غير قصد منه أو إرادة (ص 404، 405). 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تدقيق بعض مواد معجم سفر الحوالي الموجز (1) الأربعاء 9 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

تدقيق بعض مواد معجم سفر الحوالي الموجز (1) الأربعاء 9 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الفكرة القاتلة الأربعاء 2 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي
» كلامُ الذي لا يُرى! الأربعاء 25 آذار (مارس) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: مرزوق الحلبي
» حين يشفي الأدب من الاكتئاب الجمعة 4 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي
» حوار الوجوه الرّوائيَّة والتَّشكيليَّة السبت 5 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي
» الإنسان وسؤال العالم: تركيب مفترض لمستقبلنا؟ الخميس 3 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: عبدالله هداري

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: