نابغة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1497
الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | عالمٌ بلا إلهٍ: فقدان ديننا | |
[*] 60 [*] 634[size=54][rtl]عالمٌ بلا إلهٍ: فقدان ديننا[/rtl][/size] مقالٌ مترجمٌ عن مجلة New Scientist لمحرّرها جراهام لاوتن Graham Lawton – منشورةٌ في عدد أيار / مايو 2014 |
[rtl][/rtl] [size] [rtl]في صباحٍ دافئٍ غير فصليٍ بلندن، قمتُ بشيءٍ لم أفعله لأكثر من ثلاثين عامًا؛ حيث نهضتُ متوجهًا إلى الكنيسة، فرنّمتُ واستمعتُ إلى القراءات، وتنعّمتُ بلحظاتٍ هادئةٍ من التّأمل، ورميتُ بعض القطع النّقدية في صندوق التّبرعات الخيرية. وفي الأخير كان يوجد الشّاي والكعك وشعرتُ بإحساسٍ دافئٍ في روحي. على ما أظن؛ كان هنالك المئات مثل هذه التّجمعات في أنحاء المدينة، لكن فقط مع استثناءٍ وحيدٍ جديرٍ بالذّكر: لا وجود حقًا لإلهٍ هنالك.[/rtl][rtl]مرحبًا بكم إلى ” تجمع الأحد “، حيث يُعقد تجمعٌ صلواتيٌ لغير المؤمنين مرةً كل أسبوعين في صالة كونواي، مقرّ أقدم منظمةٍ للتّفكير الحر في العالم. كان يوجد على الأقل 200 شخصٍ بالصّالة في اليوم الذي ذهبت فيه، وأحيانًا يُقدر عدد الحضور بـ 600 شخصٍ.[/rtl][rtl]يهدف تجمّع الأحد، الذي أسّسه كلٌّ من الكوميديان ساندرسون جونز وبيبا إيفانز عام 2013، إلى توفير بعضٍ من الميزات المعنوية الجيدة في الأديان، لكن بالاستغناء عن الإيمان بالأمور الخارقة للطّبيعة. الإلحاد أيضًا خارجَ جدول الأعمال؛ فهذا التّجمع ببساطةٍ احتفالٌ بالحياة. يصفه المؤسس جونز بقوله: مهمتنا مساعدة النّاس لعيش هذه الحياة الواحدة قدر المستطاع.[/rtl][rtl]هدف التّجمّع الموسّع إقامة تجمّعٍ صلواتيٍ في كلّ بلدةٍ ومدينةٍ وقريةٍ تريد ذلك. ويوجد بالفعل الكثيرون: فمن بدايةٍ متواضعةٍ تتمثّل في كنيسةٍ علمانيةٍ بلندن، أصبح يوجد الآن 28 تجمّعًا فعّالًا في المملكة المتحدة، إيرلندا، الولايات المتحدة، وأستراليا. يعمل جونز الآن بكامل وقته ليوفّر متطلبات المزيد من هذه التّجمعات، ويتوقع أنْ يتم إنجاز 100 تجمعٍ بنهاية هذه السّنة.[/rtl][rtl]الأشخاص الذين انضممت إليهم بذلك الأحد المشمس ليسوا إلّا جزءً صغيرًا من الهُوية الدّينية الأكثرِ نُموًا في العالم “اللادينيون”. ويشملون غير المؤمنين من جميع الأنواع، بدايةً من الملحدين المقتنعين مثلي، إلى أناسٍ لا يهتمون بالدّين ببساطةٍ، وهم الآن يُعدون أكثر من بعض الدّيانات الرّئيسة في العالم.[/rtl][rtl]في لندن، وباعترافهم، هم ليسوا شيئًا مميزًا؛ فالمملكة المتحدة واحدةٌ من أدنى البلدان تدينًا بالعالم، بقول حوالي نصف سكانها إنّهم لا ينتمون لأيِّ دينٍ. لكن بالنّسبة لأماكن أخرى فإنّ بزوغهم سريعٌ وجديرٌ بالملاحظة. منذ عقدٍ؛ اعتبر أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم أنفسهم متدينين، ولكن اليوم هم أقل من ستين بالمئة، وفي حوالي ربع البلدان يُعتبر “اللّادينيون” الآن أكثريةً. شُوهدت بعض أكثر الانحدارات في نسبة ذلك ببلدانٍ كان فيها الدّين يعتبر مثله مثل أثاث المنزل لا غنًى عنه؛ كإيرلندا على سبيل المثال، ففي عام 2005 قال 69 بالمئة من النّاس هناك إنّهم متدينون، أمّا الآن، فقط 47 بالمئة هم كذلك (لاحظ المخطط البياني أدناه).[/rtl][rtl]شكل[/rtl][rtl]يقول آرا نورينزايان: نحن بصدد رؤية نزعةٍ علمانيةٍ على مستوى العالم، وهو عَالِمٌ نفسيٌ بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر بكندا، ويستأنف حديثه قائلًا: توجد حاليًا أماكنٌ حيث تصنعُ العَلْمَنَة غزواتٍ كبرى في أوروبا الغربية والشّمالية، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان، والصّين، حتى في الولايات المتحدة – وهو بلدٌ مسيحيٌ بعمقٍ- عدد النّاس الذين يُبدون رأيهم القائل ” لا انتماء ديني ” قد ارتفع من 5% في عام 1972 إلى 20% اليوم، وبين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الثّلاثين عامًا فإنّ تلك النّسبة تكون أقربُ إلى الثّلث.[/rtl][rtl]ذلك لا يعني أنّهم جميعًا قد رفضوا الدّيانات علنًا بوضوحٍ؛ فقط ثلاثة عشر بالمئة من النّاس حول العالم يقولون إنّهم ملحدون ملتزمون. ومع ذلك؛ فهذا يعني أنّه يوجد حوالي مليار ملحدٍ عالميًا. يمكن فقط للمسيحية أو الإسلام الإدعاء أنّ أعدادهم أكثر من هذا. وبجانبٍ هؤلاء الملحدين يوجد مليارٌ ونصفٌ آخرَ ممن لا يرون أنفسهم متدينين لسببٍ من الأسباب.[/rtl][rtl]منذ قرنٍ؛ كانت هذه النّزعات تبدو حتميةً، حيث توقع مُؤَسِسَا علم الاجتماع إميل دوركيم وماكس ويبر أنّ التّفكير العلمي سيقود إلى التآكل التّدريجي والرّحيل النّهائي للدّين. ورأيا قيام المنظمات الإنسانية، والعقلانية، والفكرية الحرّة في أوروبا الغربية كبدايةٍ للثّورة العلمانية.[/rtl][size=44][rtl][size=44]وُلد ليؤمن[/size][/rtl][/size][rtl]لم أفهم بالضبط ما الذي حصل؛ فعلى الرّغم من أنّ أجزاءً من أوروبا الغربية، أستراليا، كندا، نيوزيلندا اتبعت العلمنة بعد الحرب العالمية الثّانية فإنّ باقي العالم بقي مؤمنًا وبعزمٍ. وحتى الإلحاد الرّسمي في الجبهة الشّيوعية لم يَكُن ذا رسوخٍ عميقٍ. بل على العكس من المتوقع؛ فقد بدأ الدّين ينبعث من جديدٍ في نهاية القرن العشرين؛ وبدأت الجماعات الأصولية بإحراز مكانةٍ في العالم؛ وصار الإسلام قُوةً سياسيةٍ لا يستهان بها؛ وبقيت الولايات المتحدة مؤمنةً بعنادٍ؛ وبدأت أوروبا اللّادينية بالانعزال بشكلٍ متزايدٍ، والآن وبعد أنْ عادت العلمنة إلى الواجهة، يقول فيل زوكيرمان، وهو عَالِمٌ اِجتماعيٌ في جامعة بيتزر في كليرمونت في كاليفورنيا: ظهر في العشرين عامٍ الأخيرة تقهقرٌ شديدٌ للتّدين في كل المجتمعات، إنّنا نرى الدّين في تراجعٍ، صحيحٌ هنالك تزايدٌ في الحركات الأصولية، لكننا بشكلٍ عامٍ نرى تزايدًا في معدلات اللّادينية في مجتمعاتٍ لم نرَ فيها اللّادينية قبلًا أبدًا، كالبرازيل وايرلندا وحتى أفريقيا.[/rtl][rtl]إذاً، هل تحقّق توقّع القرن التّاسع عشر القائل بعالمٍ لادينيٍ؟ هل من الممكن أنْ يجيء يومٌ يَعْتَبِر فيه أغلبية النّاس أنفسهم غير مؤمنين؟ وإنْ حدث هذا؛ فهل سيكون العالم مكانًا أفضل؟ للإجابة على هذه الأسئلة فعلينا أنْ نُدرك أولًا لِمَ يؤمن النّاس بإلهٍ ما.[/rtl][rtl]الجواب واضحٌ بالنّسبة للكثيرين: يؤمن النّاس بالإله لأنّه موجودٌ. بِغَضِ النّظر عن صحة أو خطأ هذا الإدعاء، إلّا أنّه يوضح شيئًا مثيرًا جدًا حول طبيعة الإيمان الدّيني. بالنّسبة للأغلبية العُظمى من النّاس فإنّ الإيمان بإلهٍ أمرٌ غير مكلفٍ أو مَفْروغٌ منه. فكأنّك تتنفس أو تتعلم لغتك الأصلية، فالإيمان بإلهٍ هو واحدٌ من هذه الأمور، يُكتسب فطريًا. ما السّبب في ذلك؟[/rtl][rtl]في السّنوات الأخيرة قام علماءُ النّفس المعرفي بصياغة تقريرٍ شاملٍ حولَ قابلية الدّماغ البشري للتّأثر بالأفكار الدّينية. سُمّيَ بنظرية المُنتج الثّانوي للإدراك Cognitive by-product Theory، تتضمن أنّ سماتٍ معينةً من نفسية الإنسان تطورت لأسبابٍ غير دينيةٍ، لكنها خلقت أيضًا أرضًا خِصبةً للإيمان بإلهٍ. وكنتيجةٍ لهذا فإنّ النّاس عندما يواجهون قصصًا وادعاءاتٍ دينيةً فإنّهم يجدونها جذابةً ومعقولةً بشكلٍ بديهيٍ.[/rtl][rtl]على سبيل المثال، كان أسلافنا على رأس قائمة الطّعام للمفترسات، لهذا فإنّهم طوروا قُوةَ رصدٍ شديدة الحساسية للعوامل المسببة، هذه تسميةٌ مزخرفةٌ لافتراضٍ أنّ الأحداث الطّبيعية مُسَبَبةٌ من قِبل كائناتٍ أو قِوًى واعيةٍ. ونرى لهذا أسبابًا أو معنًى تطوريًا؛ فقد تعني أيُّ خربشةٍ في الشّجيرات أنّ هنالك مفترسًا يطوف خِلسةً، لذا من الأفضل التزام جانب الحذر، لكن ذلك يجبرنا لافتراض وجود قِوًى أو كائناتٍ حيث لا وجود لها. وذلك أحد أهم ادعاءات الأديان، أنّه هنالك عوامل غير مرئيةٍ مسؤولةٍ عن القيام بالأشياء وصنعها في العالم.[/rtl][/size] | |
|
الخميس مارس 03, 2016 9:26 am من طرف نابغة