19 ديسمبر 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:يطلق اصطلاح الحزب الواحد على ضرب من الأنظمة السياسيّة يحتكر فيه حزب واحد السلطة وممارسة الوظائف الحزبيّة، فيكون ممثّلا للإيديولوجيا الرسميّة مسخّرا لخدمة سياسة الدولة، وهو ما ينبني على التعارض منطقيّا مع فكرة التحزّب أو الوظائف التقليديّة للأحزاب السياسيّة؛ فوجودها يفترض الاختلاف والتعدّد ودورها يتمثّل في التعبير عن هذا الاختلاف، أو حتّى الصراعات التي تكون داخلها، في كنف النظام السياسي. في حين أنّ نظام الحزب الواحد يلغي مبدأ التعدّديّة والمعارضة الحزبيّة ويرفض شرعيّة الاختلاف؛ فالكلّ يجمع في خانة واحدة مضبوطة بحدود يضعها النظام السياسي القائم وتندرج داخل الحزب الواحد. ويختلف نظام الحزب الواحد عن نظام الحزب المهيمن الذي يجسّد في مرحلة تاريخيّة ما الأيديولوجيا السائدة في مجتمع معيّن تمنحه أعلى نسبة من الأصوات الانتخابيّة في مقابل توزّع الأصوات القليلة المتبقّية على عدد كبير من الأحزاب الأخرى والتنظيمات الصغرى...
ومن أمثلة نظام الحزب الواحد، نجد المثال الفاشي الذي يتمثّل دور الحزب الواحد فيه في تكريس "فكرة الزعيم الأوحد الذي لا يقهر وقمع المعارضة" (الكيالي، 1985، ج2، ص 527)، وكذلك المثال السوفياتي الذي يشرّع لنظام الحزب الواحد بتعلّة "ضرورة تدمير التناقضات الطبقيّة، وبناء المجتمع الاشتراكي بواسطة دكتاتوريّة البروليتاريا التي يشكّل الحزب أداتها المثاليّة" (الكيالي، 1985، ج2، ص 527).
انظر:
-الكيالي، عبد الوهاب. (1985). موسوعة السياسة. (ط.2). بيروت- لبنان : المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر.
-هرميه، غ. (وآخرون). (2005).
معجم علم السياسة والمؤسسات السياسيّة. (هيثم اللمع، مترجم). (ط.1). بيروت-لبنان: مجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع. ص ص 33-