العقل وجدلية الفلسفي مع الديني... هيباشيا نموذجاً :
الجزء الأول :
هيباشيا :
الإسكندرية... المتحف والمكتبة :
الأرجح أن بطليموس الأول 1، وهو أعظم خلفاء الإسكندر الأكبر والملقّب بـ " سوتر " ، أي المنقذ ، هو الذي بنى مدينة الإسكندرية تحقيقاً لرغبة قائده العظيم ؛ فقد رأى الإسكندر في نومه حلماً غريباً 2؛ إذ رأى شيخاً أبيض الشعر مهيب الطلعة ، يقترب منه وينشده أبياتاً لهوميروس تقول " هناك وسط البحر الصاخب الذي تسبح فيه مصر ، قامت جزيرة ذائعة الصيت يطلق عليها الناس اسم فاروس pharos 3 . هناك في الداخل ميناء ذو مرسى بديع ".
فقام من نومه ، وجرى لرؤية الجزيرة التي قامت في البحر على هيئة لسان طوله أكبر من عرضه ، فأمر بعمل رسم هندسي للمدينة الجديدة ، ثم رحل مع أتباعه إلى الصحراء لزيارة معبد آمون في سيوة ، واتجه ، بعد عودته من هذه الزيارة ، إلى فلسطين وسوريا ماضياً في فتوحاته.
فإذا كان الإسكندر قد اتفق مع مهندسيه على موقع المدينة وتخطيطها بوجه عام ، فإنه لم يبدأ بناؤها أثناء حياته لانشغاله بأمور أخرى4 . والقول الأرجح إن بطليموس الأول هو الذي شرع / بدأ فعلاً في بنائها ، ولهذا اضطر أن يتخذ منفيس ، لوقت ، مقرّاً لحكومته إلى أن يتم بناء المدينة ، أو الجناح الملكي على الأقل. وكان ديمتري 5الفاليريdemetrius phalerius ، صديق بطليموس الأول ، واحداً من الفلاسفة المشّائين الذي أخذوا عن أرسطو نفسه. وقد اقترح ديمتري على بطليموس إنشاء مجمع علمي تلحق به مكتبة تُجمع فيها الكتب من جميع أقطار الأرض ، وسمّى هذا المعهد الموسيون mouseum وهذه كلمة يونانية معناها " معهد ربّات الفنون والعلوم " ، هؤلاء اللائي يوحين للشاعر والكاتب والمفكّر ، ومنها جاء اشتقاق كلمة museum بمعنى المُتحف في اللغات الأوروبية.
ولما كان بطليموس الأول على حظ عظيم من العبقرية ، يقول جورج سارتون ، حيث كان نصيراً للعلوم والفنون ، فقد رحّب الملك المثقف بهذه الفكرة وشرع في تنفيذها ، وقام بتعيين ديمتري الفاليري مشرفاً ورئيساً للموسيون ، ووضع تحت إمرته من المال ما شاء لأجل شراء الكتب وجذب العلماء إلى الإسكندرية ، خاصة وأن بطليموس أراد أن تنافس الإسكندرية آثينا كمركز للثقافة والعلم في العالم القديم.
وتم بناء المُتحف في منطقة القصور الملكية ، وجاء بناءً بالغ الجمال / الروعة. وأول من وصف لنا متحف الإسكندرية هو الجغرافي سترابون strapon حيث زار الإسكندرية في نهاية القرن الأول قبل الميلاد ، وأقام بها زهاء خمس سنين ، عكف فيها على تأليف كتاب له في الحغرافيا. وكتب يقول عن الموسيون " إنه جزء من الحي الملكي ، يحتوي مبناه على رواق وممشى مسقوف ومبنى كبير يتناول فيه علماء المعهد الطعام ، وهؤلاء يعيشون حياة مشتركة. وكانت هناك أموال عامة موقوفة على هذا المجمع العلمي ، كما كان يشرف على أمور المتحف رئيس يلقّب بالكاهن. وكان يعيّن وقتها من قبل الملوك البطالمة ، ثم صار يعينه القيصر ".
ويعد هذا المعهد أول مؤسسة علمية حكومية في العالم القديم ، ولذلك صحّت مقارنته بجامعاتنا لولا أنه لم يكن يضم فصولاً دراسية ، ولا يمنح شهادات علمية. وإن كانت المحاضرات فيه عامة. أما داخل المتحف ، فقد كان العلماء يعيشون كالرهبان ، يقيمون ويأكلون ويشربون داخل المبنى ، وتنحصر دائرة نشاطاتهم داخله ، ويبدو أنهم كانوا يتقاضون راتباً من الدولة ما دام المتحف توقف عليه الأموال العامة كالمعبد تماماً. فقد كان بالمعهد – يرى سارتون – حوالي مائة أستاذ يدفع الملك مرتباتهم ، وقد خصصت به حجرات للأبحاث والمحاضرة والدرس.
وهناك شخصية أخرى مهمة كان لها أثر كبير في النشاط الثقافي للمعهد ، وهو الفيلسوف والعالم الطبيعي ستراتونstraton تلميذ ثاوفراسطسtheophrastos وخليفته في رئاسة اللقيون ، فبناء على اقتراح ديمتري الفاليري استدعى بطليموس الأول هذا الفيلسوف إلى مصر لكي يكون معلماً لأبنائه. وجاء ستراتون إلى الإسكندرية عام 300قبل الميلاد.
ويمكن اعتبار ستراتون المؤسس الحقيقي للمتحف ، لأنه نقل إليه الطابع / المنهج العقلي الذي انطبعت به مدرسة اللقيون ، وإليه يرجع الفضل في تحول المتحف إلى معهد للبحوث العلمية بدلاً من تحوله إلى مدرسة للشعر والخطابة. وقد بلغ من اهتمام ستراتون بدراسة الطبيعة أن سمّاه الناس بالفيزيقي أو الطبيعي. وقد ظل ستراتون في مصر مدة طويلة ، يقال إنها بلغت تزيد عن اثنتي عشرة سنة. حيث دعي إلى آثينا عند وفاة ثاوفراسطس سنة 288قبل الميلاد ، وعين رئيساً لمدرسة اللقيون فكان ثالث كبارها. ونلاحظ أنه من تصاريف الأقدار أن يكون المسؤول عن المتحف السكندري تلميذاً متخرجاً من اللقيون ثم يكون رئيساً لها.
وقد ألحقت بالمتحف مكتبة خاصة كبرى ، سماها المؤرخون المكتبة الكبرى أو المكتبة الأم تمييزاً لها عن المكتبة " الابنة " التي أُلحقت بمعبد السرابيون serapeion بعد ذلك ، وهو المعبد الذي أُنشيء في عصر الملك بطليموس الثالث للإله سرابيون الإله الرسمي الجديد للدولة البطلمية ، وكان في الحي الشعبي من المدينة حيث يقيم غالبية السكان. وكان هذا المعبد من الضخامة والروعة بحيث طبقت شهرته الآفاق. وبطبيعة الحال ضم المعبد مكتبةً ، كما جرت العادة. لكن مكتبته في السرابيوم لم تكن مكتبة عادية ، إذ سرعان ما نمت كثيراً ، ووضعت فيها الكتب التي ضاقت بها مكتبة الموسيون.
وقد غلب الطابع العلمي على المتحف ، واتضح ذلك في اهتمام علمائه بالعلوم الرياضية وعلم الفلك الذي كان جزءاً من الرياضة ، وكذلك كان هناك اهتمام بالعلوم الطبيعية وعلم الحيوان وعلم الطب والتشريح والفسيولوجيا. وبذلك كان هذا المتحف ، في بداية العهد به ، مجمعاً علمياً لا شأن له بالدراسات الإنسانية. ولكن مؤسسي المتحف ، والمشرفين عليه ، تنبهوا إلى أهمية الدراسات الأخيرة وعرفوا أنه إذا تعذر القيام بها في المتحف ذاته ، فلا بد أن يتم ذلك في مؤسسة ملحقة به ، فكانت المكتبة هي تلك المؤسسة التي اختصت بالدراسات الإنسانية.
وقد اهتم ملوك البطالمة بتدعيم المكتبة ، فيروى أنه أمكن شراء مكتبة أرسطو نفسه بفضل ديمتريوس الفاليري من نيلوسneleus تلميذ ثاوفراسطس ووريثه ، وذلك مقابل مبلغ ضخم. وكانت مكتبة أرسطو تعتبر أكبر مكتبة في عصره ، فكانت من أعظم مقتنيات مكتبة الإسكندرية ، ومن أكثر ما جلب لها من شهرتها العالمية قديماً وجعل الناس يقصدون الإسكندرية ليقرأوا في مكتبة أرسطو بعد أن انتقلت إلى مكتبة الإسكندرية.
وفضلاً عن ذلك ، فقد كانت هناك مصادر شتى للكتب العديدة التي تزخر بها مكتبة الإسكندرية ، إذ كان يتم الحصول عليها من سبل متنوعة : فيروى ، مثلاً ، أن بطليموس الثاني الملقب بـ " فيلادلفوس " أي المحب لأخته ، كان يشتري الكتب من أسواق آثينا وينقلها إلى مكتبة الإسكندرية. في حين أن بطليموس الثالث الملقب بـ " يورجبتس " أي الخير ، كان شغوفاً بالكتب لدرجة أنه حكي أنه كان يلجأ إلى وسائل تعسفية ، منها ما يمكن أن يسمى الحجر على الكتب التي تحملها الكتب الراسية في الميناء!!!. وقد أصدر أمراً بأن تحمل إليه شخصياً الكتب التي يمكن أن توجد في جميع السفن الراسية في ميناء الإسكندرية ، فيأمر بنسخها على ورق جديد ، وبعد ذلك تُعطى النسخ المنقولة إلى أصحاب هذه السفن ، على أن تضم الكتب الأصلية إلى حوزته لكي تودع في المكتبة. وكانت الكتب التي ترد إلى المكتبة عن هذا الطريق تُعطى عنواناً خاصاً هو " من السفن ". وأما الكتب الأخرى المدون عليها تصويبات أو تعليقات ، فتسمى " ذات التصويبات " ، أو تسمى باسم صاحبها. وبعد أن يفرغ الموظفون ، أتباع الملك ، من نسخ الكتب التي تم الحصول عليها من جميع ركاب السفن وعنونتها باسم صاحبها أو حسب مصدرها ، يقومون بتخزينها في المخازن ، حيث إنها لم يكن تُوضع مباشرة في المكتبات فور الحصول عليها.
والدليل على أن بطليموس الثالث كان مهتماً بالحصول على كل صنوف الكتب أن جالينوس6 روى أن الملك بعث إلى آثينا يطلب المخطوطات الأصلية لمسرحيات سوفوكليس7 وأسخيلوس ويوروبيدس ، تلك التي كانت – بصفة رسمية – في حزينة / خزائن المدينة ، ذلك لكي يقوم الناسخون بنسخها في الإسكندرية ثم تُعاد مرة أخرى إلى المدينة. وفي مقابل تلك النسخ المهمة ، كرهن / ضمان مالي ، أودع الملك في آثينا مبلغاً كبيراً من الفضة8 . ولكن ما يحدث بعد تمام عملية النسخ ، تلك التي تُنقل فيها الأصول على ورق غاية في الفخامة العملية والشكلية لضمان أطول مدة ممكنة للبقاء ، أن أمراً يصدر من الملك بأن تُرسل النسخ المنقولة ، لا الأصلية ، مع طلب موافقة أن يحتفظ الإثينيين بمبلغ الخمسة عشر تالنت. ولم تكن تلك خُدعة من الملك ، بل كان إنفاذاً لأحد شروط الإيثينيين ، وفيه : أنه في حال لم يرسل الملك الأصول / النسخ الأصلية ، وتم الاحتفاظ بها في حوزته ، فعليه أن يرسل النسخ المنسوخة بدلاً عن الأصلية ، ولن يُرد له المبلغ المرصود ضماناً للإعادة.
وعليه... فإن الملك يأخذ النسخ / الأصول الأساس ، ويرد للإيثينيين النسخ المنسوخة راضياً ألا يسترد الضمان المالي الذي سبق أن أودعه بالمدينة.
وهذه من الملك تضحية بالمال قبالة الحصول على الكتب ، قلّ أن يشيع مثلها في ذلك الوقت.
ونعلم أن البطالمة قد كانوا أصحاب ميول حقيقية للثقافة بمفهومها الأوسع ؛ فقد نقلوا الكثير من المعتقدات المختلفة إلى اليونانية ؛ فقام ماثينون ، الكاهن المصري المعروف ، بتأليف كتاب باليونانية عن تاريخ مصر القديمة. كذلك ضمت مكتبات البطالمة كتباً / مؤلفاتٍ عن البوذية بأقلام بعض الهنود البوذيين أنفسهم. وأرسل بطليموس الثاني ( 285 : 246 قبل الميلاد ) إلى حاخام بيت المقدس يطلب إرسال الكتب الدينية اليهودية ، ومعها عدد من علماء اليهود المتقنين للغة العبرية واليونانية كي يقوموا بترجمة هذه الكتب من لغتها الأم إلى اللغة اليونانية لتكون بمكتبة الإسكندرية.
وبهذا تمت أهم ترجمة للتوراة ، وهي تلك المعروفة بـ " الترجمة السبعينية " لأن من قام على ترجمتها اثنان وسبعون حبراً من علماء الدين اليهود. وما تزال موجودةً حتى وقتنا الراهن.
وبدراسة تاريخ الديانة المسيحية ، نجد أنه إذا كانت تلك الديانة السماوية قد لاقت الاضطهاد غير المبرر ، ولا المقبول ، في كل الإمبراطورية الرومانية ، إلا أنها بدأت تأخذ لها مكاناً منذ أن أصدر الإمبراطور جالينوس في شهر إبريل عام 311م مرسوماً بالكف عن اضطهاد المسيحية والمسيحيين ، طالباً منهم الصلاةَ والدعاء له ، إذ كان يعاني مرضاً آيس الجميع من شفائه ، وتشاء الأقدار أن يموت الإمبراطور بمرضه بُعيد أيام من سريان المرسوم الإمبراطوري القاضي الكفَّ عن عمليات الاضطهاد التي كان يتعرض لها كل معتنقي المسيحية. وبعد ذلك بعامين تحديداً ، صدر إعلان ميلان في 313م معلناً بداية ما عُرفَ بمبدأ التسامح الديني. ثم ، وبعد إعلان الإمبراطور قسطنطين اعتناقه الديانة المسيحية ، أصبح سهلاً الاعتراف بالمسيحية ديانةً أولى ، ورسمية ووحيدة ، لكل الإمبراطورية الرومانية.
فكان أن بدأ أتباعها يمكّنون لأنفسهم وأخذوا يردّون ما وقع لهم أضعافاً لمن فعلوا بهم ذلك!!!. فبدأ عصر آخر /جديد من الاضطهاد ؛ فراحت الديانة الجديدة تضطهد الديانات الأخرى ، وما سلم من هذا الاضطهاد حتى من أعلن مسالمته للمسيحية الوليدة. بل حدث أن اضطُهد بعض المسيحيين على يد إخوان لهم مسيحيين كهم!!!. إذ كان المضطهَدين لا يؤمنون بأفكار / توجهات / قناعات بعض رجال الدين ، كما حال القديس أثناسيوس Athanasius ، أحد أبناء الإسكندرية والأسقف العام لها مدةً طويلة ، مع زميله القس آريوس Arius الذي كان – هو الآخر – أحد قسسة كنيسة الإسكندرية.
وبحلول العام 385م تولى توفيلوس Theophillus منصب الرئاسة العامة لأساقفة الإسكندرية ، وكان معروفاً عنه ضيق الأفق وشدة التعصب ، فعمل على تحويل المعابد المصرية واليونانية القديمة إلى كنائس جبراً وقسراً ، فضيّع معبد الإله ديونسيوس ، ما أوجد تبرماً عمّ لا الوثنيين وحدهم ، بل المسيحيين أيضاً. واستمر هذا الأسقف يمارس تعصبه ، خاصة – وهذه عادة بعض رجال الدين ذوي الأفق الضيق – بين العامة ، فكان ، في عام 391م ، أن جمع جمهوراً من البسطاء / الغوغاء وذهب بهم في مظاهرة حاشدة غاضبة في آن ، إلى معبد السرابيون وضرب الإله سرابيس ، فتبعه الجمهور بالتدمير والتخريب والنهب والسلب ، في سلوك همجي ، ثم أصدر توفيلوس أمره بتحويل المعبد ، أو ما تبقى من المعبد ، إلى كنيسة.
وبذا تحطم / تدمّر معبد السرابيون Serapeion عام 391م ، وأمّحت مكتبته التي كانت عامرةً ، وذاع صيتها ، خاصة في العصر الروماني. على يد أحد رجال الدين الجديد ، بزعم مناهضته للوثنية ، حيث كانت نظرة رجال المسيحية الأُوَل إلى العلم والثقافة على أنهما يتماهيان ، في هوية واحدة ، مع الوثنية ؛ فكان أن صيغ القول " لا علم ولا ثقافة إلا ما جاء في الكتاب المقدّس ". وسنعلم ، بعد ، كيف " مسّح " البعض أرسطو !!! ، فتم قتل برونو وغيره بالخاذوق ، وتم ما سنراه في السطور القادمة لشخصية هذه الدراسة.
وهكذا... ، وبحلول النصف الأخير / الثاني من القرن الرابع الميلادي ، سنشهد فترة حاسمة تاريخياً ، شنّ فيها رجال الدين المسيحيون حرباً اتسمت بالاضطهاد ، لا على الوثنية فقط ، بل طال الاضطهاد طوائف أخرى ، فلم تسلم اليهودية مما لم تسلم الوثنية منه ، وطالها ما طال الوثنية من حرب / اضطهاد كانت السمة الأساس فيها الحدة والعنف في درجاته العليا.
ولم تقف عمليات الحرب / الاضطهاد بحد الأشخاص والمعابد ، بل تعدت هؤلاء جميعاً إلى الكتب ، كل الكتب ، التي حوت ثقافة غير مسيحية ، ما جعلنا نسمّي هذا كله بـ " التصفية المعنوية " ، وهي – برأينا – أشد من التصفية المادية.
وشهد المؤرخون المعابد في الإسكندرية وقد خلت أرفف مكتباتها من الكتب. بل إن مكتبة السرابيون ختمت تاريخها في نهاية القرن الرابع الميلادي ، وكذا فإن الموسيون " المتحف " نفسه أغلق رسمياً أيضاً متزامناً مع تدمير السرابيون أو بعده يقليل.
هذا يجعلنا نعيد النظر في الرواية التاريخية التي تنسب نهاية مكتبة الإسكندرية إلى عمرو بن العاص وقت أن جاء فاتحاً مصر عام 642م 9. لكن باحثين منصفين ، كسارتون ، يرون أن قصة إبادة المسلمين لمكتبة الإسكندرية لما جاءوا المدينة في العام 646م لا أساس لها من الصحة ، لأن الكلام في أن المكتبة كانت موجودة وقتها أمر محاط بشك كثير.