ابو مروان " ثــــــائـــــــــر منضبــــــــط"
عدد الرسائل : 411
الموقع : الحرية تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | الغزالة تشرب صورتها" | |
صورتها"، أن تشف حتى تشبه الهواء ، أو النسمة الخفيفة الوقع في هجير يغلي0 علي الحازمي الذي أصدر من قبل مجموعتين شعريتين "بوابة للجسد" 1993 و"خسران" 2000 ، يأتي في هذه المجموعة الجديدة منحازا في صورة أوضح إلى الغنائية ، الطافحة في الوقت ذاته بما في الحياة اليومية من صور شتى، وتفاصيل متعددة هي روح الحياة وذاكرتها0 "الغزالة تشرب صورتها" كما يقول عنوان الكتاب، قصائد تخاطب الحسّي، ولكن في استرجاعات تفتح أبواب الذاكرة، وتدعها تقول وتعبر في لغة تأتي مزيجا من الكلام المباشر وما يحمله من معان، والصور الشعرية البسيطة والعميقة والمنسوجة غالبا من مفردات وتكوينات واقعية، تجعل المشهد الشعري أقرب إلى صوفية من نوع خاص، يحيل إلى فرادة العلاقة وفرادة الخطاب مع الحبيبة وترفّعه عن الآني: "أنا مذ عرفتك في ربيع العمر والكلمات مورقة على شجري ولكني أخاف على كتابتها من الذكرى أخاف إذا كتبتك في سماء الروح ينتزع الصدى من ريش رغبتنا الأخيرة ليس يجمعنا إذا غير التصالح في وريدين استجابا للمضي مع الحياة"0 يؤثر علي الحازمي أن يحتفظ ببريق إيقاعه ، فيذهب إلى مناجاة العالم وبالذات المرأة من خلال قصائد فيها الكثير من انسيابية ورشاقة الجملة المشغولة من لغة بسيطة، موحية ومعبّرة ومحمّلة بفيض غامر من الصور التي تجتمع على رسم مشاهد شعرية يمكن للقارئ استعادتها بالقراءة ، إذ هي قصائد تعزف عن الهتاف الخارجي، وتذهب إلى تأسيس علاقة مع قارئها من خلال ما تقدمه من عوالم قابلة لقراءات مستمرة: "لا تتركيني أمام قافيتين تقتسمان شال قصيدتي ما زال ليلك ممكنا00 يشتد في ليلي وليلك حبنا وترا يناغم فضة الدنيا ونايات الحياة"0 هذه المزاوجة الجميلة بين "فضة الدنيا" و"نايات الحياة"، هي في التأمل روح ما تحمله قصائد المجموعة من أفكار يرغب الشاعر أن تكون دما جديدا يشكل نسغ الحياة المجبولة من واقع ومن مثال0 علي الحازمي يذهب في "الغزالة تشرب صورتها"، إلى تلك الفضاءات، يزورها، يقطف مشهدا من هنا، وآخر من هناك، ثم يعيد ترتيبها حسب رؤاه المشحونة بعاطفة تجاه المرأة ، التي تحضر بقوة في قصائد المجموعة ، بل تشكل قوامها ومادتها الأساس0 انه صوت آخر في جوقة الشعر السعودي الجديد ، الذي تذهب أصوات أخرى منه نحو تخوم مغايرة، هي تخوم "قصيدة النثر"، والتي أصبحت في العقد الفائت ذات حضور بهي، يقوده مجموعة من الشعراء السعوديين الشباب، علي الحازمي يؤثر أن يقف في الطرف الآخر من تجارب أولئك الشعراء ولكن ليس في الطرف النقيض ، لأن ما يجمع شعراء هذين الاتجاهين هو الموهبة وجمالية البنائيات الشعرية وحداثة اللغة والمفاهيم0 هنا تجدر الإشارة إلى أن هذه القصائد الجديدة للحازمي تقدم تجربة شديدة الخصوصية ، لها وفيها ما يشي بحضور جميل لشاعر يقتصد في انتقاء الكلمات ويحسن صياغة الجملة الشعرية ، محتفظا خلال ذلك بالحد الأقصى من العفوية العذبة0صحيفة المستقبل - لبنان | |
|
الأحد يونيو 27, 2010 3:37 pm من طرف سميح القاسم