سبينوزا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1432
الموقع : العقل ولاشئ غير العقل تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقوالي تاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
| | عالم الجحيم | |
كوكب الزهرة (Venus) هو الكوكب الثاني الأقرب إلى الشمس بعد عطارد (Mercury) تقع بعده الأرض (Earth) ثم المريخ (Mars)، هذه الكواكب الثلاثة: الزهرة و الأرض والمريخ تقع في المنطقة المسماة بالحزام الآمن حول الشمس، هذه المنطقة ليست بالحارة جدا لتهلك الأحياء من شدة الحر، و لاهي بالباردة لتهلكها من شدة الزمهرير. الشكل التالي يبين ترتيب الكواكب حول الشمس: يعتبر كوكب الزهرة توأماً للأرض من حيث الحجم, و الكثافة، لكن و على النقيض من الأرض يمكن وصفه تماما بالجحيم، إذ تتكون أجواؤه من (7) أجزاء في الألف من بخار الماء, ومن نسبة بسيطة من النتروجين, ونسبة أقل من مركبات الزئبق و الكلور. أما بقية الغلاف الغازي و الذي يشكل حوالي (90) بالمئة, فعبارة عن غاز ثاني أوكسيد الكربون الخانق. بالمقارنة فإن الغلاف الجوي للأرض يحوي ما نسبته (3) أجزاء بالألف من هذا الغاز فقط. الجدول التالي يبين الشبه الكبير بين الزهرة و الأرض من حيث الكتلة و الكثافة و الجاذبية و الحالة الفيزيائية لنواة الكوكب:
فما الذي حدث و جعل الزهرة مختلفا تماما عن الأرض من حيث قابليته لا ستقبال الحياة على سطحه؟؟ لقد تجمع ثاني أوكسيد الكربون المنطلق من براكين الزهرة تدريجياً مع مرور السنين في غلافها الغازي, ولم تتوفر الفرصة لهطول الأمطار هناك, كي يذيب هذا الغاز و يوفر الفرصة لاتحاده مع عناصر القشرة الصخرية هناك و بالتالي تخليص أجواء الزهرة منه. لقد أدى تجمع هذا الغاز وازدياد تركيزه, إلى ما يسمى بتأثير البيت الزجاجي (GREEN HOUSE EFFECT) أو (الدفيئة) فحصل في أجواء الزهرة ما يحصل في البيت الزجاجي الذي يستخدم لزراعة الخضار التي تحتاج للدفء إذ يمنع حرارة الشمس بعد نفوذها إليه من الارتداد إلى الخارج, مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في داخله. تنفذ أشعة الشمس المرئية خلال طبقات ثاني أوكسيد الكربون الكثيفة التي تغلف الزهرة, فيمتصها سطحه, ثم يعكسها إلى غلافه الجوي الذي يحتجزها بين طبقاته الكثيفة من غيوم وغاز ثاني أكسيد الكربون, فترتفع درجة الحرارة في اجواء الكوكب. لقد أكدت المعلومات التي بثتها سفن الفضاء الأميركية والسوفييتية* التي حطت على سطح الزهرة في الستينيات من القرن العشرين أن درجة حرارة هذا السطح تبلغ حوالي (480) درجة مئوية, لذلك يتوقع العلماء أن تكون مساحات كبيرة من سطحه حمراء متوهجة. كذلك فإن التركيز المرتفع لثاني أوكسيد الكربون في أجواء الزهرة يؤدي إلى ارتفاع هائل في ضغطه الجوي, يقدر بمئة ضعف مثيله على الأرض, وهو يعادل الضغط على عمق (75) متر تحت سطح البحر. إن الارتفاع الهائل للحرارة والضغط في أجواء الزهرة يجعل المشاهد في عجب من أمره, فالضوء النافذ عبر تلك الأجواء ينكسر بطريقة حرجة ( Super Reflectivity) وبزاوية أكبر من الشاقول, وتنتقل أشعته في خطوط دائرية بدلاً من أن تنتقل عبر خط مستقيم, فيرى الناظر كامل سطح الكوكب حتى الأفق دفعة واحدة, بما في ذلك الجهة التي تقع خلفه, وكأنه يقف في قاع بئر من الجحيم,تحيط به الصخور المتوهجة, شاهقة الارتفاع من كل جانب, والتي ما هي في الحقيقة إلا آفاق الكوكب وقد ظهرت كأنها في الأعلى بدلا من أن تكون في الأمام. يمكننا تشبيه الرؤية الخادعة التي تحدث على الزهرة بما يحدث لمظلة عصفت بها الريح فانقلبت حوافها إلى الأعلى, ولو أن حشرة تقف أسفل عامود المظلة لشاهدت جميع السطح معاً, بعد أن لم تكن ترى منه سوى مساحة ضئيلة.
إن هذه الرؤى الوهمية بحد ذاتها, تشكل خطراً إضافيا على رواد الزهرة, يمنع تنقلهم من مكان إلى آخر, هذا إذا لم يذهب بعقولهم. لعل كوكب الزهرة مثال حي عما يمكن أن يحدث للأرض إذا استمر تلويث أجوائها بغازات الاحتراق الناتجة عن المعامل و وسائل النقل المختلفة، ناهيك عن الملوثات الطبيعية من براكين و غيرها، مما يدق ناقوس الخطر المحدق بهذا الكوكب إذا لم تتخذ الاجراءات السريعة و الحاسمة لوقف تسميم أجوائه. ____________ * في تشرين الأول من عام (1975) حط مسباران سوفييتيان على سطح الزهرة (قينيزا 9 و 10) وأرسلا صوراً تبين من خلالها أن السطح مغطى بصخور ملساء, قطر أكبرها متر واحد تقريباً , وكان السطح منيراً كنهار يوم صيفي غائم, كذلك لم يكن الجو يكسر الضوء بحدة كما كان متوقعاً. | |
|