** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الروحانية الدينية والتوازن الإنساني في العالم المعاصر صلاح سالم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فدوى
فريق العمـــــل *****
فدوى


التوقيع : الروحانية الدينية والتوازن الإنساني في العالم المعاصر صلاح سالم I_icon_gender_male

عدد الرسائل : 1539

الموقع : رئيسة ومنسقة القسم الانكليزي
تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7

الروحانية الدينية والتوازن الإنساني في العالم المعاصر صلاح سالم Empty
28062015
مُساهمةالروحانية الدينية والتوازن الإنساني في العالم المعاصر صلاح سالم

الروحانية الدينية والتوازن الإنساني في العالم المعاصر
الروحانية الدينية والتوازن الإنساني في العالم المعاصر صلاح سالم Daa8e78c36e34e7799e48f2740d20028
لا يمكن فهم الدور الذي لعبته الأخلاق البروتستانتية إلا في سياق تطور المسيحية الكاثوليكية، وربما الأديان الهندية (البرهمية والبوذية) التي طالما عوّلت على صناعة المؤمن «الزاهد»، ولم تكترث بخلق المؤمن «النشيط»، على منوال ما كان متصوراً قيامه نظرياً في اليهودية والإسلام، حيث الحافز الدنيوي للنشاط قائم وموفور منذ البداية. هكذا، كانت الكالفينية بمثابة محاولة لصوغ شرط إنساني جديد، أكثر توازناً، يتصور للإنسان دوراً أكبر في السيطرة على المصير، وحفز حركة التاريخ... إنه الإنسان الذي يمكن وصفه بـ «التكاملي»، والذي ينطوي على شعور الإيمان ومشاعر الحب لكنه دائم التطلع إلى بلوغ المعرفة وتنمية الثروة. إنسان لا يطمح إلى روحانية الزاهد، ولكنه لا ينفلت من جوهر الشرط الإنساني. في ظل التنوير المبكر، القرن الثامن عشر، أخذت النظرة المتفائلة إلى الطبيعة البشرية تتغلغل في المسيحية، من دون تناقض ظاهر أو جذري معها، حيث أشاع روسو مذهبه عن «الكمالية»، بمعنى قابلية الإنسان للتغير إلى الأفضل، بل ولتحقيق الكمال شريطة أن يدرك الإنسان طبيعته، أي قدراته الداخلية الكامنة، المهددة حالياً بنقائص المجتمع الذي يحيا فيه. غير أننا يجب أن نفهم معنى الكمال هنا باعتباره تحقيق التقدم الفكري والأخلاقي المضطرد عبر التاريخ، حيث تزداد الثقة في قدرة العقل الإنساني على الإبداع، وفي قدرة الإنسان على تحقيق الخلاص، وليس الكمال بمعنى بلوغ تلك الدرجة من السمو أو القداسة المرتبطة بالحقيقة الإلهية. أما القرن التاسع عشر فشهد مسارين أساسيين لتغلغل النظرة التنويرية المتفائلة أخذا يضغطان على الروح المسيحية: المسار الأول يأتي من داخلها، وهنا يمكن التوقف عند المفكر الألماني ماكس فيبر، في أطروحته الكلاسيكية «الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية» التي مزجت بين المسيحية والرأسمالية مزجاً خلاقاً، وأعادت اكتشاف الطهرانية الكالفينية، باعتبارها الفكرة التي صاغت عقلية الربح والفائدة، كخاصيات أساسية للرأسمالية الحديثة. لقد استخلص فيبر في بداية القرن العشرين فهماً جديداً للروح البروتستانتية، جوهره أن على المسيحي المخلص أن يتبع النداء الداخلي بالاستفادة من الفرصة التي منحه الله إياها، فإذا أراه الله طريقاً يستطيع أن يحصل منه قانونياً على أكثر مما يحصل عليه من طريق آخر من دون أن يظلم روحه أو أي روح أخرى، ورفض ذلك واختار الطريق الأقل ربحاً، فإنه يعارض واحداً من أهداف عمله ويرفض أن يكون خليفة الله، ويرفض أن يقبل عطاياه ويستخدمها من أجله عندما يطلب ذلك. فقد يكدح ليكون غنياً من أجل الله، وليس من أجل متعة الجسد أو الإثم. هنا، شدد فيبر على نوع من النفعية الاقتصادية «الحكيمة» كقبول الاقتراض بالفائدة وتأكيد المقولة الأساسية في شأن «المسيحي النشيط» الخادم لله ولإخوانه بفضل نشاطه، استناداً إلى رفض كالفن الصارم لذلك التصور الأسطوري التقليدي عن دائن واسع الثروة ومدين بائس، وإلى أنه لا يمقت مبدأ البحث عن الربح، طالما ظل ربح هذا الإنسان المسيحي، الموجود بفضل العناية الإلهية، غير مضر للآخرين. فالثروة إذاً، ووفق الأخلاق البروتستانتية الجديدة، سيئة فقط لو كانت إغراء بالكسل والتمتع بالحياة الآثمة، واكتسابها سيئ عندما يكون بهدف العيش فيما بعد في اللهو واللامبالاة، ولكنها عندما تكون أداء لواجب في العمل، لا تكون فقط مقبولة أخلاقياً بل مفروضة فعلياً. وقد أدى هذا النوع من التفكير إلى عقلنة الحياة الاقتصادية، فالزمن والتوقيت اتخذا دلالة جديدة معادلة للقيمة والمال، ولم يعد التاجر الناجح هو حتماً مسيحياً ماكراً. هكذا، تطور زهد نشيط نابع من فكرة عمل إنساني مستحب من الله، غذي لدى كل فرد الإيمان بكونه التجلي لأمر الله. ذلك الشعور بات هو الموقف الديني المحبذ لدى البرجوازيين، بديلاً من التأمل الشارد في الملكوت الإلهي. أما المسار الثاني فهو الضغط الخارجي، الآتي من النزعة العقلية - التجريبية سواء المستقلة عن الإيمان، أو المضادة له، والتي وصلت إلى حد الادعاء بمركزية الإنسان في الوجود وعدم حاجته، من ثم، إلى قوة متعالية تحقق له خلاصه الذي تحول تقريباً إلى معنى خاص لمفهوم «التقدم» الذي يستطيع الإنسان تحقيقه ومراكمته بالعلم والتعلم، كما بالحرية والإرادة. لقد ظل الزهد البروتستانتي النشيط ملهماً عبر ثلاثة قرون تلت، غير أن الحداثة الغربية كبنية تاريخية ازدادت تركيباً بتوالي عصورها: التنوير، والصناعة، سرعان ما تجاوزته إلى نزعة مادية، أخذت تبتعد عن المركزية الإلهية في الوجود، وتخضع لمركزية إنسانية، متطرفة أحياناً، جعلت من الخبرة البشرية وحدها، ومن القيم الوضعية - النسبية التي أنتجتها، مطلقاً جديداً تتحدد في ضوئه غايات الاجتماع الإنساني التي غالباً ما عبرت عن نفسها في بنية أخلاقية مستقلة عن المقدس، وأحياناً عن الفطرة الإنسانية ذاتها، على نحو ما يتبدى الآن في أخلاق ما بعد الطبيعة. وعندما كان فيبر يُنظِّر لأطروحته بداية القرن العشرين، كانت الرأسمالية الغربية قد تخطت بالفعل تلك النقطة التوازنية التي نظَّر لها، ابتعاداً من الإنسان التكاملي «الزاهد والنشيط»، وافتراقاً تاماً مع الإنسان المتسامي «الزاهد»، اقتراباً من الإنسان الوظيفي «النشيط فقط»، والذي كان هربرت ماركوزا يستعد لتسميته بـ «الإنسان ذو البعد الواحد» راسماً معالم شخصية إنسانية فقيرة في أبعادها، تفتقر إلى الثراء الداخلي القادر على صوغ تكاملها، وإلى الطموح الروحي الدافع إلى تساميها، إذ تقترب في أقصى حالاتها الاختزالية من واقع آلة تؤدي دوراً مخططاً على نحو مسبق لا تتجاوزه، فيما تثري وجوده فقط من طريق السعى إلى زيادة سيطرتها بحيازة المزيد من السلطة أو الثروة. هذا الإنسان الوظيفي لا يمكنه أن يحب الآخرين حباً حقيقياً، أو ينعم بمعان كبيرة، وأحاسيس عميقة، بل يجد نفسه في حال من التنافر والكراهية مع الآخرين، مدفوعاً بطبيعته الأنانية التي تجعل الرغبة في التملك والسيطرة أساس إحساسه بالهوية، وهي نزعة مادية صرفة تتصور الإنسان فقط كحاصل لمجموع قدراته على الكسب المادي والتسلط الاجتماعي. والمفارقة التي قد تحدث، أن هذا الإنسان يتوقف، بعد فترة طالت أم قصرت، عن أن يحب نفسه أيضاً، حيث الرغبة العارمة في التملك تدفع به إلى الاغتراب عن نفسه تدريجاً حتى يغيب تماماً عنها، ولا يبقى قادراً على إدراك كيف يستعيدها من براثن تلك الحالة التي ربما يتململ منها أحياناً، وربما يكرهها في لحظات مفصلية أو تحولية «شجية» أو «مؤلمة» من حياته إلى درجة تبعث على التأمل، غير أنه لا يكاد يذكر ذلك فيما بعد تلك اللحظات الاستثنائية، حينما يعود إلى نمط حياته المعتاد. ولأن من المفترض أن هذا النمط النفسي لا يقتصر على شخص واحد، بل يصير إلى الانتشار في المجتمع، فالمتصور أن تنمو الرغبة في الهيمنة والتملك لدى الكثيرين، وأن يخاف كل واحد منهم أن يأتي ثراء الآخر أو هيمنته على حسابه هو، فيبدأ خوفه وينمو توجسه من الآخرين جميعاً. وخشية أن يكون محلاً لعدوانهم يسعى هو نفسه إلى الهجوم عليهم بأشكال العدوان المتاحة لديه، وهنا تنمو أشكال الفساد والاحتكار في دنيا الاقتصاد، وتترعرع أشكال الاستبداد والعنف في عالم السياسة، ويصبح المجتمع فقيراً تماماً ولو كانت موارده غزيرة جداً، ومن ثم نصبح في حالة أشبه بحرب الجميع ضد الجميع حيث تسود المنافسة والعداء بين الأفراد المتصارعين من أجل الاستحواذ على الأكثر دائماً من الأشياء والمقتنيات، وليس على الأعمق من المعاني والمشاعر التي تصوغ قدرة الإنسان على تذوق الحياة، وتجعل منه إنساناً حقاً. لقد أخذ الشرط الإنساني الكالفيني في التراجع والتردي، حتى انهار تماماً في عصر ما بعد الصناعة، والذي يشهد انعكاساً جذرياً في العلاقة بين النظامين: التكنولوجي - الاقتصادي، والأخلاقي - الاجتماعي، ومن ثم تعاظمت حاجتنا إلى صوع شرط إنساني جديد يلبي حاجة المجتمعات المعاصرة، وهو أمر يتطلب السير في الاتجاه العكسي، نحو استعادة نوع من الزهد، ومقدار من التسامي، يعيد إلى الشخصية الإنسانية مقداراً من توازنها النفسي واطمئنانها الروحي، ويهدئ نوعاً ما من قلقها الوجودي المتزايد في درجته، والمتعدد في مصادره إلى درجة الانفجار. فإذا كانت الفيبرية، وبالأحرى الكالفينية، جاءت ردًّا فعليًّا على كاثوليكية ممزقة بين ملكوت السماء وملكوت الأرض، متورطة في إقطاع مادي، فإن هذا الشرط لا بد من أن يرد على إقطاع (روحي) يتخلل المجتمع ما بعد الصناعي، يهدد بطمس الشخصية الإنسانية، وتفجير الصراع العالمي. لهذا، يحتاج عالمنا الجديد إلى استعادة بعض السحر القديم، ليس من طريق طقوس أو خرافات تجافي العصر والعقل، بل من طريق إيمان روحي نشيط، يعيد الاعتبار إلى الإنسانية الجديدة في موازاة إعادة الاعتبار إلى الألوهية المشرقة، وإلى ميتافيزيقا جديدة تنسجها معاً أعمق موروثاتنا الأخلاقية، ومثلنا التنويرية، بل ونماذج اليوتوبيا الأصيلة، فجميعها يستعيد للإنسان قدرته على التحرر من إفك السيطرة، وعلى الانعتاق من هيمنة المادة، وعلى الحلم بعالم أكثر أمنا ورحابة، وأقل توتراً وكآبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الروحانية الدينية والتوازن الإنساني في العالم المعاصر صلاح سالم :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الروحانية الدينية والتوازن الإنساني في العالم المعاصر صلاح سالم

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» العنف ومستقبل الدين في العالم المعاصر: نحو حوار يعزز التعددية الدينية
»  وليد يوسف عطو الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 12:50 المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
» دور الدين في العالم المعاصر([1])
» أزمة العالم المعاصر .. أنطونى جيدنز
» نحو حماية للحرية الدينية في العالم العربي

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: