تدمير الصواريخ بعد الكيميائي للحفاظ على الاسد
رأي القدس
November 1, 2013
في تعليقه على تخليه عن السلاح الكيميائي، نقلت صحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية يوم 26 ايلول (سبتمبر) عن الرئيس السوري بشار الاسد قوله ‘أصلا نحن صنعنا الكيميائي في الثمانينيات كسلاح ردع في مواجهة السلاح النووي الاسرائيلي، الآن لم يعد سلاحا رادعا، لدينا اليوم اسلحة ردع اكثر أهمية، واكثر تطورا حيال
اسرائيل، والتي يمكننا ان نعمي بصرها في لحظات’.
وفي لقاء بثته قناة ‘المنار’ اللبنانية في 31 ايار (مايو) الماضي توعد الرئيس بشار الاسد قائلا بالحرف ‘ابلغنا كل الجهات العربية والاجنبية وخاصة الاجنبية، اننا سنرد في المرة القادمة’. وذلك في اجابة على سؤال حول عدم الرد على إقدام اسرائيل على قصف اهداف عسكرية
سورية في كانون الثاني (يناير) وايار (مايو) الماضيين.
المرة القادمة التي تحدث عنها الاسد حدثت يوم الاربعاء الماضي، الثلاثين من تشرين الاول (اكتوبر) حيث قصفت اسرائيل قاعدة عسكرية في جبل صنوبر قرب اللاذقية ودمرت بطاريات دفاع جوي من طراز 17 ـ SA.
السلطات السورية تجاهلت الضربة الاسرائيلية العسكرية، واسرائيل امتنعت عن التعقيب، لكن الادارة الامريكية كشفت خبر مسؤولية اسرائيل عنها، مما اثار امتعاض
تل ابيب خوفا من ان يشعر الاسد بالاحراج ويضغط للرد او يضطر حزب الله للانتقام، حيث ان الحجة الاسرائيلية ان صواريخ 17 ـ SA التي تم تدميرها كانت متجهة الى حزب الله في
لبنان، لكن وللاسف ومرة اخرى، لم يأت الرد السوري، وما زالت اسرائيل تبصر ولم تصب لا بالعمى ولا حتى بالعمش، وتواصل عربدتها بالمنطقة.
قصف اللاذقية وتدمير الصواريخ، يتزامن مع نجاح المفتشين الدوليين بالعمل بسرعة غير مسبوقة للتخلص من الاسلحة الكيميائية السورية وتقليص احتمال استخدامها من جديد، واعلان منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان سورية دمرت كل معدات الانتاج والمزج في منشآت الاسلحة الكيميائية المعلنة، ملتزمة بمهلة حددت لها ضمن برنامج لنزع السلاح. وما يثير الاستغراب هو هذه الدقة والنشاط بالعمل غير المسبوق لمؤسسة تابعة للامم المتحدة في مناطق حرب، مما دعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري للاعراب عن افتخاره بدقة عمل فريق المفتشين، مؤكدا ان الادارة الامريكية لا تقبل بأقل من هذا العمل بعد الاحداث التي صدمت العالم وخلفت اكثر من 1400 قتيل سوري بريء، ولكن يبدو ان هذه الادارة تقبل ولم تتحرك امام مقتل اكثر من 120 ألف سوري باسلحة تقليدية، وجودها لا يهدد اسرائيل.
بعد التخلص من الترسانة الكيميائية السورية، وتدمير الاسلحة الصاروخية، يبدو ان الادارة الامريكية تعتبر نظام الاسد الانسب، ولا داعي لمحاربته ودعم الثورة ضده، بل لا بد من الحفاظ عليه ولا داعي للمغامرة بنظام جديد لا تعرف ما سيكون موقفه من الكيان الصهيوني