تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
30102013
إنه الإنسان...
إن أي معوق _مهما كانت إعاقته_ فهو إنسان أولاً... قبل أن يكون معوقاً... يفرح ويتألم...
لذلكــ... كان من الخطأ أن نقول "معوق"... لكن يجب علينا أن نقول "إنسان"... له كافة الحقوق... وعليه كافة الواجبات...
ونخطئ عندما ننظر إلى الإنسان المعوق... على أنه...
إما أن يكون... خارقاً للعادة في المجال العلمي أو الرياضي... أو أن يكون متسولاً...
إذاً... لماذا لا ننظر للإنسان المعوق على أنه... إنسان عادي... ينجح ويفشل... يحاول ويتوقف... يأمل وييأس...
إنه إنسان... تمر عليه الحياة... كما تمر على غيره...
ومن خلال تجربة ما... أود أن أوضح ... آمال وأحلام وحياة الإنسان المعوق... وكيف نتعامل معه على أساس أنه إنسان... فليس كل معوق هو "طه حسين"...
لكنه إنسان... يحاول أن يعيش حياة طبيعية...
فإذا ما تناولنا إنجاز إنسان ذي إعاقة... فنحن لا نتناوله على أساس أنه ... شئ خارق للطبيعة... إذ أنني لا أؤمن بالبطولة...
لكنني أؤمن بأن... الحياة حلوها ومٌرها... تستحق أن نحياها...
وربما يكون ما أثار هذه التأملات عندي... هو هذا الإنسان الذي التقيت به ذات صباح... ولم أشعر بقصر قامته ... بجانب الكرسي المتحركـ ... لكنه عندما تقدم مني... قال: يطلقون عليّ "القزم"... رغم أني حصلت على أربع ميداليات فضية في دورة باريس ... فهل هذه البطولات لا تزيد من قامتي...
من هنا... بدأت أفكر... مَنْ هو القزم... ومَنْ هو العملاق...
هل الإنسان... بأبعاده...
أم بعطائه...
هل الإنسان الذي يبلغ طول يده 50سم نطلق عليه "ذا اليد الطويلة"...
ومن تبلغ يده 20سم نطلق عليه "ذا اليد القصيرة"...
إن الإنسان بعطائه... وليس بمقاييس جسمه...
بدأت معه الحوار... فسألته: ليس المهم ما يطلق عليكـ الناس... لكن المهم... ما تنظر به أنت إلى نفسكـ... فكيف ترى نفسكــ؟
فأجاب: إنني لا أرى نفسي "قزم"...لكنني أرى نفسي "إنساناً قصيراً"...
سألته: هل هذا يوقف حياتكـ في شئ؟
فأجاب: إن حياتي طبيعية...وأمارسها بحب وأمل... ولم أشعر في يوم من الأيام... أنني أقل من غيري...