بونعمان: الدولة العميقة وظفت أنساق القيم والإعلام لتأييد تسلطها
هسبريس- محمد بلقاسم (كاريكاتير خالد كدار)
السبت 13 يوليوز 2013 - 08:00
رأى سلمان بونعمان، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، في قراءته للوضع المصري، أن "إحدى التحديات الكبرى في حقبة ما بعد الثورة ومرحلة الانتقال الديمقراطي تتمثل في كسب الرهانات الاقتصادية والاجتماعية من مدخل دمقرطة الدولة وإعادة توزيع السلطة، والثروة وتفكيك البنية الاستبدادية ونخب الدولة العميقة التي احتكرت السلطة والثروة".
واعتبر بونعمان في تصريح لهسبريس، أن نخب الدولة العميقة في مصر، وظفت أنساق القيم والمعرفة والإعلام والثقافة لتأييد تسلطها على رقاب المجتمع، وإفقاد المعنى للسياسة والقيم والثقافة بداخله، مشيرا إلى أنها توجهت نحو بناء نخبٍ بديلةٍ جديدةٍ حاملةٍ لمشروع الإصلاح والدمقرطة والنهضة".
كما أوضح الباحث أن "مسار الانتقال الديمقراطي وتفكيك البنيات الاستبدادية والإرث التسلطي ليس مساراً خطياًّ واضحَ المعالم والأسس"، مضيفا أنه "لا وجود لوصفةٍ جاهزةٍ صالحة للتطبيق، لأن هذه المرحلة تشهد مسارين متنافرين، مسارُ تفكيك الإرث التسلطي والنسق الإستبدادي، ومسارُ إعادة تركيب السلطة وإعادة بنائها من جديدٍ، وهذا ما أكده اختلافُ وتنوعُ التجارب المقارنة في الانتقال الديمقراطي سواء في الحالة الإسبانية أو تجارب بلدان المعسكر الشرقي أو بلدان أمريكا اللاتينية أو جنوب إفريقيا".
في السياق ذاته، اعتبر صاحب كتاب "أسئلة دولة الربيع العربي، "أن مسارات التحول من الأوضاع الثورية إلى الأوضاع الديمقراطية مليئةٌ بالتحديات والتعقيدات البنيوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية"، منبها إلى أنه لا يمكن اختزالُ تشابكاتها وأبعادها في مستوىً واحدٍ للتحليل، قبل أن يؤكد أن "معركة النضال الديمقراطي اللاعنفي، ولحظة الإصرار السلمي على الاختيار الديمقراطي واستعادة الشرعية وتحرير النفوس من عبادة القوة مهما كانت أشكالها وثقافة التغلب مهما كانت مظاهرها، وتفكيك الاستبداد نسقا وقوى وثقافة ومؤسسات، والاستماتة في المقاومة السلمية المدنية".
إلى ذلك، أشار المتحدث إلى "أن المشكلةَ تطالُ وضعاً أعمقَ؛ هو طبيعة الدولة العربية الحديثة التي لديها ممارساتٌ عميقةٌ وتقاليدُ عريقةٌ وآلياتٌ عتيدةٌ في السيطرة والاستحواذ وتأميم المجتمع والتحكم في السلطات المادية والرمزية، وهي بطبيعتها تميل إلى التسلط وإلى الاستحواذ بأشكاله المختلفة.".
كل ما ذكر، أنتج، حسب بونعمان، "نسقاً استبدادياًّ ذا نزوعٍ مركزيٍّ سلطويٍّ وهيمنيٍّ يتحدد في هاجس تحكم السلطة في مجالها السياسي، والسعي إلى إعادة انتشارها عبر المحيط، مؤكدا أن الفساد أصبح فيها منظومةً عصيةً ومعقدةً ذات أبعادٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ وإداريةٍ وإعلاميةٍ".