الجينات
التي يكتسبها الشخص من والدته ووالده يمكن ان تلعب دورا رئيسيا فيما إذا
كان سيصبح مثليا جنسيا ام لا، حسب دراسة اخيرة. هذا الاكتشاف ادى الى
اثارة عاصفة من النقاشات.
الباحثون يقولون ان هذه هي المرة الاولى التي يجري فيها وضع خارطة الجينوم
البشري كاملة بهدف البحث عن عوامل جينية محتملة تؤثر على التوجهات الجنسية
عند الذكر. النتيجة تظهر ان هناك العديد من المناطق الجينية يمكن ان يؤثر
على نشوء المثلية الجنسية.
هذه الدراسة مبنية على دراسات سابقة والتي وجدت، منذ فترة قصيرة، براهين
على تأثير الجينات على ظهور المثلية الجنسية، غير ان دراستنا هذه هي
الاولى التي تبحث عن مكان هذه الجينات على الدقة، حسب الدكتور :
Brian Mustanski,
PhD, a psychologist at the University of Illinois at Chicago.
الدراسات السابقة كانت تنظر في الجينات الموجودة على الكروموسوم اكس، غير
ان هذا الكروموسوم يرثه الابن الذكر عن امه. اما هذه الدراسة فتقوم بدراسة
جميع المعلومات الجينية الموجودة على جميع الكروموسومات بما فيه الموروثة
عن الاب.
النتائج اظهرت ان متواليات معينة من الحمض النووي متموضعة على ثلاث
كروموسومات توجد متماثلة عند 60% من المثليين الجنسيين الداخلين في
الدراسة بالمقارنة مع 50% مفترضة حسب قوانين الاحتمالات.
نقاشات عاصفة عن " جين المثلية الجنسية" ظهرت للوجود عام 1993 بعد نشر
مقال على صفحات مجلة العلوم من قبل by then-NIH researcher Dean Hamer,
PhD.
هذه الدراسة ربطت مؤشرات جينية على الكروموسوم اكس بالتوجهات الجنسية المثلية لحاملها.
بعد ذلك ظهرت مسألة الى اي مدى يمكن الوثوق بهذه النتائج. عدد من الباحثين
صاروا يريدون إعادة الدراسات للتأكد من معطيات هامر، الذي يعتبر من
الباحثيين الطليعين وصاحب اكتشاف " جين الايمان"..
غير ان الباحثين يشيرون الى ان هذه الدراسة لها استراتيجية مختلفة، إذ ان
هدفها ليس استنساخ الاستنتاجات السابقة وانما البحث عن مؤشرات جينية جديدة
لها ارتباط بالتوجهات الجنسية عند الذكر.
يقول موستانسكي:" ومن حيث ان التوجهات الجنسية تحكمها خصائص معقدة لذلك لن
نتمكن ابدا من العثور على جين يحسم فيما إذا كان الفرد سيصبح مثلي جنسي ام
لا. سيكون الامر باقة من الجينات تتفاعل مع بعضها وعلى الاغلب ستخضع
لتأثيرات المحيط والبيئة ايضا".
دراسات سابقة عند التوائم الذكور اشارت الى ان مابين 40-60% من التنوع في
التوجهات الجنسية سببها جيني. بقية النسبة سببها تأثيرات بيئية ومحتمل
اسباب اخرى بيلوجية ولكن غير جينية.
البحث عن الجينات المثلية لدى الذكور
في الدراسة قام الخبراء بتحليل التشكيل الجيني لمجموع 456 رجل من 146 عائلة تحتوي على اخوة بينهم مثلي جنسي واحد او اكثر.
التصوير المغناطيسي للجينات اظهر تجمع نفس التشكيلات من المتواليات
الجينية وسط المثليين الجنسيين على ثلاثة كروموسومات (7،8، 10). هذه
المتواليات من التشكيلات الامينية موجودة عند 60% من المثليين المشاركين
بالدراسة، وهي نسبة اعلى من الخمسين بالمئة المفترضة لو كان الامر مجرد
صدفة.
المناطق المعنية على الكروموسومات سبعة وثمانية ترتبط بتوجهات جنسية
ذكورية بغض النظر عما إذا ورثها الرجل عن امه او عن ابوه، في حين ان
المنطقة المعنية على الكروموسوم رقم عشرة تكون مرتبطة بتوجهات ذكورية فقط
إذا كانت التشكيلات جرى وراثتها عن الام.
موستانسكي يقارن موقف الدراسة كمثل البحث عن طبيب في مدينة يقطنها 40 الف
نسمة، وهذا العدد يعادل تقريبا عدد الجينات الانسانية. عوضا عن توقع نوع
البيت الذي يسكن فيه طبيب والذهاب فقط لقرع باب هذا النمط من البيوت التي
تنطبق عليها المواصفات فإن الخبراء في هذه الدراسة اختاروا استراتيجية ان
يقرعوا باب كل بيت ويسألوا صاحبه فيما إذا كان يسكن طبيب في هذا الشارع.
بمساعدة هذه الطريقة في البحث يمكن للخبراء العثور على بضعة بيوت تساهم في
تحديد التوجهات الجنسية لدى الذكر.
يقول الباحثين ان الخطوة التالية هي تدقيق هذه النتائج بمقارنتها على
مجموعة اخرى من الرجال للتأكد من ان هذه المناطق الجينية نفسها مرتبطة
بالتوجهات الجنسية. إذا جرى تأكيد النتائج عندها ، يقول موستانسكي، يمكن
للباحثين ان يبدؤ البحث عن الجينات المحددة المسؤولة عن التوجهات الجنسية
في هذه المناطق.
الاهداف اللاحقة للبحث في المثلية الجنسية لدى الذكور
Elliot S. Gershon, MD, professor of psychiatry and human genetics at the University of Chicago,
يقول البروفيسور غيرسهون ان الدراسة خطوة هامة للامام على طريق فهمنا
لكيفية تأثير الجينات على توجهاتنا الجنسية. تستحق الجينات في منطقة
الارتباطات ان يجري اختبارها لمعرفة فيما إذا كان احدهم يملك نسخة اكثر
شيوعا عند المثليين الرجال بالمقارنة مع غير المثليين. وبالمناسبة فإن
البروفيسور ايليوت يشارك في دراسة اخرى عن المثلية بين الاخوة وتأثير
الجينات على التوجهات الجنسية.
ويؤكد غيرسهون ان هذا التقرير يقدم شرعنة الابحاث في التنوع الطبيعي
للسلوك البشري يقول:" هذه حجة على من يقولون في الاعلام انه ليس من
النباهة القيام بدراسة الخصوصيات والظروف ذات العلاقة بالسلوك. ولكن هذا
التقرير يشير الى وجود مساهمة جينية الى هذه الخصائص من التوجهات
الجنسية".
موضوع مترجم