** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 حفنة كلمات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

حفنة كلمات Empty
23052010
مُساهمةحفنة كلمات

حفنة كلمات Arton6720-44df9
عندما حدثت ابني عن كوننا كنا
نعتاش على الخبيزة والمرار والرشاد والبصل الأخضر في الربيع، لم أقصد
الحديث عن الفقر، كما فهم ابني، فتأفف: كان سأم الحديث عن الطفولة –
طفولتي – البائسة، لكنني في ذلك النهار كنت أود أن أحدثه عن رحلاتنا إلى
السهل في الربيع. كانت أمي تجمع الخبيزة، والمرار والعكوب، أما أنا فلم
أكن أجمع الزهور – كما من المفترض أن يكون ،حتى يبدو المشهد رومانسيا – ولم
أكن أقف أتأمل السهل الأخضر الذي تشاكس امتداد خضاره ألوان زهور مختلفة،
ولا أذكر أن ثمة أفكار مهمة كانت تراودني حينها. لكنني أذكر أنني كنت أشعر
بالفرح. كنا ، نحن الأطفال، نركض خلف الحافلات المحملة بالحمص الأخضر، وإذ
نحظى ببضع عيدان منه، نشد عليها بقبضاتنا الصغيرة كأنما نقبض على الحلم.

كنا نسرق من الحقول العدس الأخضر، ونجري نسابق الريح خوفا من عصا
الناطور، إنما دون أن نفرط بحبة عدس واحدة: دليل الإدانة، الذي قد يودي
بنا!

أذكر أن أمي كانت تكشنا مثلما تكش الحمام عن حبوب القمح الأخضر المشوي.
أتعرف ما هو ؟ - سألت ابني وأردفت: إنه الفريكة. أنت تحبها! كنا ندور حول
النار، ونلعب لنسهى في لعبنا عن انتظارنا، ريثما ينشوي القمح، ثم نخطف حفنة
منه ونلتهمها فتسيل عصارته في فمنا! ليس بوسعي الآن وصف طعمه. يبدو لي
أنه يشبه طعم الفرح.

وشرد فكري، فيما فكر ابني كان شاردا أصلا، بيد أنني سرعان ما استطردت:
في الربيع هنا تصبح الدنيا جميلة. يزهر اللوز! هل رأيت شجر اللوز وهو
مزهر؟! - لم يجبني، ظل شارد الذهن، ومع ذلك استمريت: تغدو شجرة اللوز كأنها
غيمة صغيرة، يا إلهي ما أجملها! لابد لك أن تراها كي تفهم ما أقول!

ثم السهول والهضاب التي تمتد أمام ناظريك خضراء، لا غابات تحجبها ولا
عمارات عالية… تقف على سفح هضبة وتنظر! تنظر في الجهة التي تريد، فترى
العالم واسعا تعجز عن احتوائه بعينيك. تداعبك نسمات عليلة، والفراشات تطير
من جانبيك والشمس في السماء كزهرة: دافئة ورقيقة لدرجة أنك تود لو تقطفها.

ثم سكتّ، وظل أبني صامتا، فسألته:

- ما رأيك؟

حفنة كلمات Puce_rtl بماذا؟! سألني باستغراب.

حفنة كلمات Puce_rtl بالربيع هنا!

حفنة كلمات Puce_rtl ماما! – أجابني بتعجب –
الربيع في كل مكان هكذا: تزهر الأشجار، وتطير الفراشات وتخضرّ السهول!

حفنة كلمات Puce_rtl لكن شجر اللوز لا ينمو هناك
ولا يزهر! قلت ، وكنت أقصد بـ " هناك " روسيا، من حيث عدنا مؤخرا. وحيث ولد
ابني وعاش كل سنواته الست عشر حتى الصيف الماضي.

حفنة كلمات Puce_rtl هناك تزهر أشجار بطم الشمال –
قال - أزهارها تشبه أزهار اللوز، حسبما وصفته، لكن لونها يمكن أن يكون
أبيض أو بنفسجيا، ورائحتها بالإضافة إلى ذلك ذكية للغاية! أنت تعرفين!

حفنة كلمات Puce_rtl هذه الأشجار تزهر في بداية
الصيف وليس في الربيع! أما في الربيع هناك، فلا شيء يزهر، فقط يبدأ الثلج
بالذوبان، وتمتلئ الشوارع بالسيول، ويبدو العالم موحلا!

حفنة كلمات Puce_rtl لكنك تسمعين طقطقة قطرات
الماء وهي تقطر من الثلج المتراكم على الأسطح، وترين أسراب الطيور وهي
تعود من هجرتها، وتسمعين زقزقة عصفور لا تدرين على أي غصن يقف، وعندما تشرق
الشمس – لم يعبر هو بهذه الطريقة، لكنني تخيلت المشهد، إذ طالما عشته
أيضا: تمد يدها وتلامس كتفك من الخلف قائلة: اخلع المعطف، فلقد عدت! –
فتخلعينه! كنا أنا وأصدقائي في طريق عودتنا من المدرسة نخلع المعاطف ونلعب
بها، نقذف بعضنا البعض بها، متناسين ما سنلقاه في البيت من توبيخ. كنا نضحك
عندما يمسك أحدنا بحفنة ثلج ليقذف بها الآخر فتذوب في يديه.

كنا…

واستطرد بالحديث بينما شرد ذهني. كنت أقول في نفسي: لقد أخفقت مجددا! إذ
أن الوطن ليس حفنة كلمات تحكيها للآخر فتمتلك وجدانه، إنه ذاكرة وحسب!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حفنة كلمات :: تعاليق

هشام مزيان
رد: حفنة كلمات
مُساهمة الأحد مايو 23, 2010 2:09 pm من طرف هشام مزيان
الحديث عن الفقر، كما فهم ابني، فتأفف: كان سأم الحديث عن الطفولة –
طفولتي
– البائسة، لكنني في ذلك النهار كنت أود أن أحدثه عن رحلاتنا إلى
السهل
في الربيع. كانت أمي تجمع الخبيزة، والمرار والعكوب، أما أنا فلم
أكن
أجمع الزهور – كما من المفترض أن يكون ،حتى يبدو المشهد رومانسيا – ولم
أكن أقف أتأمل السهل الأخضر الذي تشاكس امتداد خضاره ألوان زهور مختلفة،
ولا
أذكر أن ثمة أفكار مهم
 

حفنة كلمات

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: