** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
نقد المعرفة التسلّطيّة I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 نقد المعرفة التسلّطيّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

نقد المعرفة التسلّطيّة Empty
10102012
مُساهمةنقد المعرفة التسلّطيّة

نقد المعرفة التسلّطيّة



حاور مطاع صفدي ميشال فوكو في
مسألة المعرفة والسلطة. وتَجدر الإشارة هنا إلى أنّ مطاع صفدي ترجم بعضًا
من كتابات ميشال فوكو وراجع البعض الآخر منها. ففي الفصل الذي يَحمل عنوان
المعرفيّ/السلطويّ، من كتابه نقد العقل الغربيّ، تساءل مطاع عن تَحقّق
السلطة ومُمارستِها وليس عن مصدرها. «السؤال عن السلطة: كيف هي، وليس ما
هي… السلطة ليست مَخفيّة. بل هي معروضة للرؤية منذ أن تكون»(31). طريق واحد
أمامنا هو النُزول من السلطة إلى السلطاويّة. إلى شبكة الممارسات
اليوميّة… في التقسيمات الإداريّة والفئويّة والطائفيّة وسواها(32). ويعرف
الأخصائيّون بميشال فوكو كيف وضع العلوم الإنسانيّة على بساط البحث، ذلك
أنّ «السيطرة هي شكل ممارسة السلطة في فضاء العلوم الإنسانيّة»(33). ترك
ميشال فوكو مؤلّفات ضخمة يشرح فيها شروط بروز بعض خطابات المعرفة، ولا
سيّما في كتاباته أركيولوجيا المعرفة، وتاريخ الجنون في العصر الكلاسيكيّ
والكلمات والأشياء. ويشرح مطاع صفدي هذه المؤلّفات بدقة مبيّنًا أنّ فوكو
لَم يرمِ من خلال كتاباته إلى أن يكون مؤرّخًا (وهو ردّ على جان بول
سارتر)، بل اعتمد منهج الأركيولوجيا أو الحفريات ليبيّن كيف استخدمت
السلطاويّة المعرفة للسيطرة على كلّ من يَخلِق بلبلة في النظام العامّ. فقد
احتزجت المتهتّكين والمجانين والملحدين، أي كلّ من يسيئ إلى النظام
القائم. وقد تطور خطاب مفاده أنه ينبغي أن ننقيّ هؤلاء سواء بإطعامهم
الصابون أو بإلزامهم على الاستحمام قسرًا.




حاول أن يصف الانتشار الشموليّ
الرهيب للمعرفيّ،السلطويّ، والسلطويّ،المعرفيّ الذي يسود كلّ مظاهر وآليات
البنى الاجتماعيّة والفرديّة المعاصرة وعلاقاتِها المرئيّة الملفوظة،
المسمّاة والمضمرة. إنّ للسلطات تقنيّات (تكنولوجيا كما يسميها فوكو)
للانتشار والترابط والسيطرة. ومما لا مرية فيه أنّ ميشال فوكو تأثّر كثيرًا
بفكر نيتشه في هذا الموضوع بالذات، فقد بدّل مفهوم إرادة القوّة لنيشته
بإرادة المعرفة(34). ويعرف المتعمّقون في فكر نيتشه أنّه اتّهم المسيحيّة
الغربيّة بِمسؤوليّتها عن بناء المجتمع الصناعيّ الحديث بمساعدة
البورجوازيّة الصاعدة، ورأى في هذا المجتمع النموذج الأعلى لاتّحاد السلطة
بالمعرفة ابتداء من توظيف العِلْم في خدمة الطبقة المسيطرة، وصولاً إلى ذلك
التحويل النوعيّ الهائل الذي أصاب مؤسّسة القيَم والعلاقات الاجتماعيّة.




وهكذا أنزل فوكو الفلسفة، ومذهب
إرادة القوّة، إلى حفريّات الثقافة والممارسة الاجتماعيّة. الاركيولوجيا
تقصّ علينا قصة النشوء والتطوّر لهيكلات البُنى الاجتماعيّة.




أخذ فوكو على عاتقه أن يشرح كيف
سقطت القوّة من تاريخانيّتها لتتحوّل إلى سلطة مركزيّة تتفرّع سلطات وشبكات
من الرقابات الداخليّة والضمنيّة عبْر تاريخ الثقافة والحضارة معًا.




إنّ كلاًّ من مؤسّستي العقاب
والحجْر (السجن، المصحّ) إنّما تكشفان في تاريخهما الخاصّ إحدى التقنيّات
البارزة للكيفيّة التي يُمارس فيها المجتمع سلطته.(35)




وهكذا وجد فوكو أن المشروع الثقافي
الغربيّ شارف في تطوّره الحافل المنعطَف الأخطر. فهو وَحَّد بين القوّة
والسلطة اعتقادًا منه أنّه يستطيع أن يشقّ طريق السعادة أمام إنسانه. لكن
السلطة امتصّت القوة واستخدمت رموزها البطوليّة لصالح أنظمة المعرفة
الموجّهة للتراتبيّة السائدة. فكان أن وصل المشروع الثقافيّ الغربيّ إلى
واقعه الراهن: مجتمع الرفاهيّة غير السعيد، والفردانيّة المجرّدة من جسد
الفرد؟ ولكن هل نلقى القوة دونما سلطة؟ ذلك هو السؤال الذي لَم يطرحه فوكو
على نَهجه الأركيولوجيّ… ذلك أنّ نَهج الأركيولوجيا التزم الوصف أو القاء
الضوء، وجانب التفسير. إلاّ أنّه حاذر أن يقع ما أمكنه في شراك التعليل
الشموليّ خوفًا من الأدلجة. ولكن «حَسبُه أن يتستعيد دور زرادشت، على حدّ
قول مُطاع صفدي، في ذروة المعاصرة الراهنة، بأسلوب المحَقِّق التأويليّ،
يَحمل الفانوس ليُنير ظلام النهار مُجدّدًا، منذرًا مرّة أخرى بذلك الخلل
المتمادي الذي تصنعه المعاصرة الغربيّة، ما بين إرادة القوّة وإرادة
المعرفة، حيث تفتقد القدرة المطابقة بينهما إلاّ عَبْرَ ذلك الوسيط الدخيل:
السلطة»(36).




الإنسان المرآويّ ونِهاية التاريخ في خطاب الأمركة (فوكوياما)



وفي كتاب نقد الشرّ المحض. نظريّة
الاستبداد في عتبة الألفيّة الثالثة، حاول مطاع صفدي أن يُبيّن كيف حادت
الحداثة التنويريّة عن انطلاقتها من خلال غربنة العالَم. تَمكّنت حركة
الغربنة من تقسيم العالَم إلى عالَمين: عالَمٌ مُغلق (العالَم الغربيّ)
يتحكّم في عالَم آخر منفتح أُرغم على الانفتاح من خارج حدوده، إلى حدّ
الاستباحة. وقد سعت هذه الغربنة إلى الحفاظ على انغلاقِها، أي حافظت
بأنانيّة على مكتسباتِها وغناها وفرضت على الآخر أن يستمرّ مفتقرًا دائًما
إلى دفاعاته الطبيعيّة. وهكذا وجدت الدول التي استقلّت عن الاستعمار
الأوروبّي نفسها بين انغلاقَين أحدهما من ماضيها التراثيّ، والآخر انغلاقُ
معاصريها الذي يَمنعها من اكتساب حقيقة المعاصرة، وليس من أوهامِها
وأشباحِها المِرآويّة فحسب.(37)




استمرّت الدول المستقلّة حديثًا في
حال فقرٍ من دمِها الطبيعيّ، إذ باتت في انفصام في بنيتها، تعيش بين
انغلاقَين: انغلاق الماضي وانغلاق المعاصرة. وقد مارست الغربنة حركة
الانفتاح والاجتياح معًا، بحيث تدعم انغلاق ذاتيّتها على واحديّة أقنومِها
مقابل تعدّد الثقافات التي جعلت منها تكرارًا كمّيًّا خالصًا. لقد نَجحت
الغربنة في تدمير التعدّديّة، وتعميم نَموذج الشتات على الكيانات المسلوبة
من أيقوناتِها الذاتيّة.




هذه المركزيّة الغربيّة، بدأت
تتشقّق في بنيتها الخاصّة. فخضعت لمنطق الحداثة البعديّة (post modernité)
التي لا تعترف بالمناطقيّات المغلقة داخل مَجالِها الاستراتيجيّ الثقافيّ،
بل تسعى إلى خلق تقابس جديد بين الثقافات المتنوّعة.




الغربنة منعت الآخرين من إشراكهم
في صنع التاريخ فترة طويلة، وهذا ما تفعله الأمركة التي تسلّمت زمام الأمور
بعد أن تسلّمت عَلَمَ الغربنة من خلال سياسة مِرآتيّة تَحجب الخصوصيّات من
جديد.




شَيّعت الأمركة أنّها مستقبل
العالَم. هذا الشيوع تَمظهر في تطوير نَمط استهلاكيّ، بَنْيَنَته، مستندة
إلى أنقاض الغربنة في النصف الأول من القرن العشرين، ثُم طوّرت هذا النمط
إلى حدّه الأقصى مع المِرآويّة. فغدا الاستهلاك جاذبيّة مرآويّة مطلقة،
وأضحت المرآويّة سلطةَ غواية مطلقة، قادرة على تَحويل كل شيء إلى بضاعة،
بما فيها الحروب والمجاعات والأوبئة العصريّة، تبيعها للمستهلكين في جَميع
أنحاء العالَم، صورًا برّاقة خلابة، معروضة عبر وخلال أحداث آلات القتل
والتسلية وإزجاء أوقات الفراغ.(38)




وفي هذا السياق، ينتقد مطاع صفدي
مشروع فرنسيس فوكوياما في كتابه نِهاية التاريخ والإنسان الأخير، إذ يعتبره
تصنيمًا لإيديولوجيا الرأسْماليّة الأمريكيّة بالذات. مشروع فوكوياما ليس
سوى إيديولوجيا بالية تُجدّد نفسها باستعارة هيغليّة من خلال قراءة
ألكساندر كوجيف. نِهاية التاريخ هو خطاب أمريكيّ يُعيدنا إلى كتابة تأريخ
واحد مصدره الغرب، من دون الأخذ بالاعتبار بخصوصيّات الشعوب الأخرى
وتراثاتِها وثقافاتِها. كتاب فرنسيس فوكوياما نِهاية التاريخ والإنسان
الأخير يؤسّس لإيديولوجيا جديدة تقوم على الليبراليّة الأمريكيّة بعد
الشيوعيّة، وبالتالي، يعيدنا إلى تصنيم تأريخ واحد يريد أن يفرض مفهومه
الكليانيّ تَحت اسم الديمقراطيّة من خلال الاحتكار والإستثمار
والاجتياح.(39)




خاتِمة:



يسير العالَم اليوم، ولو بخطى
بطيئة، نَحو تعدّديّة التأويلات. فقد تَهاوت الإيديولوجيّات وبدأت ترتسم
ملامح نَماذج معرفيّة جديدة لتَحِلّ مَحلّ الفكر الواحد، سواء جاء هذا
الفكر من الغربنة أم من الأمركة أم من الدين أم من التكنولوجيا. التأويل
النقديّ يكسر علاقات الاستقطاب. والحدود المتقابلة والمتناحرة ينبغي لَها
أن تتغيّر إلى علاقات تَعدّديّة تُجاور تَعدّديّة التأويلات وتتحاور معها.
الإبستمولوجيا الجديدة تفرز نَمطًا معرفيًّا جديدًا تلتقي فيه المجتمعات
كلّها من دون تفريق أو تَمييز. ولا عجب، فحينما نكسر حديّة النموذج
المعرفيّ الواحديّ يُرفع الستار فوريًّا عن ثقافات المجتمعات الأخرى
وتنوّعها الغنيّ، ويُشرك لغاتِها في تعبيريّة اللسان الإنسانيّ. التأويل
يُمَشْهِدُ قبول الآخر ويفترض قيام أخلاق التبادل، والتجاور والمشاركة. هذه
هي رؤية مطاع صفد المستقبليّة.




أيّها الصديق، منذ بضعة عقود، لَمْ
تكِلّ عن الكتابة والنضال في سبيل ترقية العقل العربيّ إلى مستوى
الاستقلال الصحيح. اهتميّت بالفكر الغربي وأحببته حتّى الشغف به، إلاّ أنّك
لَمْ تنصاع له، بل حاورته وانتقدته ولُمته لانزلاقه في متاهات السياسة،
إلى حدّ التبعيّة لَها عند البعض منهم، فكنت تردّد دومًا أنّ الغرب لَمْ
يستخدم المعرفة للمعرفة، وبالتالي خَرَجَ عن التقليد الإغريقيّ، واستخدم
المعرفة للسيطرة على العالَم، مستعنيًا بإبستيمية تعكس مصالح الطبقة
المسيطرة، وتسحق الآخر الذي لا ينتمي إلى دائرته.




تُنادي في مؤلّفاتك أنّ موت
الفلسفة (أي غياب الإشكاليّات والنقد والتأويلات المتعدّدة) وانتصار الفكر
الشموليّ في بُعدَيه السياسيّ والدينيّ، يعني انتصار الرأي الواحد. هذا ما
بدأت ترفضه الأجيال الجديدة في العالَم العربيّ التي انفتحت على التواصل
وعلى ما يَجري في العالَم من تطوّرات مُهمّة. هل بدأت الأجيال الجديدة
تُنتج لغة جديدة وعقليّة جديدة متحرّرة من هيمنة التراث والماضويّة؟




لقد قلت لي في لقائي الأخير معك
بأنّ هناك ثلاث نَهضات في العالَم العربيّ، ولو بقيت متشابكة ومتعثّرة بعض
الشيء: نَهضة عربيّة أولى كانت تبشيريّة خصوصًا في مصر ولبنان. نَهضة
عربيّة ثانية هي نَهضة الاستقلال وإقامة الدول أو أشباه الدول، ونَهضة
عربيّة ثالثة ما برحت في بدايتها هي تساقط الفرعونيّات في مُختلف
توجّهاتِها. واعتبرت النهضة الأخيرة نقلة نوعيّة تبشِّر بمستقبل واعد في
المجتمعات العربيّة.




تدعو في مؤلّفاتك إلى إيكولوجية
عقليّة أي إلى تنقية العقل من انْحرافاته التسلّطيّة على الآخر من أينما
أتت. المشروع الغربيّ الثقافيّ بدأ بالصراع ضد الطبيعة، ثُمّ غدا صراعًا
اجتماعيًّا، وانتهى سياسيًّا عالَميًّا يقصي كلّ من يقف أمام مشروعه… هذا
الصراع يشهد اليوم بداية اندماج بيئة جديدة. نَحن نعبُر من التأريخ الغربيّ
ذي النظرة الأحاديّة إلى التاريخ التعدّديّ على صعيد كوكب الأرض. هذا يعني
أنّه حان الوقت أن يلتقي الفكر الجديد مع حقوق الإنسان وألاّ تبقى هذه
الحقوق حقوقًا مُجرّدة، نتذكّرها بين الحين والحين. العالَم بدأ يفلت من
الغربنة كنمط حياتيّ وحيد، وبدأ يتطلعّ إلى التحرّر من الأمركة التي فرضت
ذاتَها كنمط للإنسانيّة جَمعاء بقوّة السلاح والاقتصاد. من هنا ضرورة تبنّي
إبستمولوجيا حضاريّة تقوم على النقد والتجدّد تكون في خدمة الإنسان.




عسى هذه الثورات العربيّة أن
تُبلسم قلبك، فقد أسهمت بقلمك الغنيّ في بناء مدماك في هذه العمارة الجديدة
التي بدأت ترتسم ملامِحها شيئًا فشئًا، ولكن حذار أن تُخطف هذه الثورات
على يد القوى الظلاميّة، فإنّها ستعيدنا إلى نقطة الصفر. ولكن، أتَجاسر
وأقول: أنت لَها بالمرصاد مع ضيفنا جورج طرابيشي والنخبة الفكريّة الحاضرة
والغائبة، علنا ننعم ببناء مُجتمعات ناضجة تدبّر أمورها من دون العودة إلى
وصيّ.


من الفكر العربي المعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نقد المعرفة التسلّطيّة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نقد المعرفة التسلّطيّة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» Best مقال حول أصل المعرفة الإشكال:هل المعرفة في أساسها تعود إلى الذهن أم أنها نابعة من الواقع؟
» في المعرفة
» في المعرفة
»  نظرية المعرفة عند كانط باعتبارها فلسفة في المنطق (2)/2 « في: 23:22 07/02/2012 » نظرية المعرفة عند كانط باعتبارها فلسفة في المنطق (2) /2
»  منطق المعرفة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: