صرالله والمقاومة الزائفة
لن يكون مدهشا ما ستكشف عنه وثائق الاستخبارات السورية المسربة في ما
يتعلق بتورط حسن نصرالله وحزبه بالحرب على الشعب السوري, وغرقه بدم
الابرياء الى أذنيه لأن تاريخ هذا الصغير مكتوب بدم أبناء وطنه قبل أي شعب
آخر.
نصرالله الحامل شعارات التحرير ورفع المظلومية عن الشعوب يتوهم ان بضاعته
الفاسدة ستبقى رائجة بين الناس وتجمع حوله المؤيدين, لكنه ينسى ان الذاكرة
الشعبية, لأي شعب كان, لا تنسى أفعال جلاديها. وساكن الجحور هذا أثبت طوال
العقود الثلاثة الماضية أنه جلاد من الدرجة الاولى يتلذذ بصراخ الابرياء
وينتشي بالمجازر, ولهذا اختارته القوى المتآمرة على الشعب السوري ليكون
الخادم المطيع في حرب إبادة هذا الشعب الصابر المكافح الذي يعمل منذ 19
شهرا على الخروج من نفق الظلم والقهر, مقدما أرواح الشباب والشيوخ والاطفال
والنساء على مذبح الحرية.
ما كشفته وثائق الاستخبارات السورية عن تورط نصرالله وجماعته في الازمة
السورية هو غيض من فيض, فهذا الذي يذر الرماد في العيون عبر دعوته الى
الحوار في سورية تنكل عصابته في بيروت بالمعارضة السورية, وتتصيد رجالها من
بيوتهم لترسلهم الى أقبية النظام في دمشق, بل هي تنكل بكل لبناني يناصر
الثورة, وهذا ليس غريبا عليها, فهي نكلت وتنكل بالمعارضين الايرانيين
الاحرار, وتخطف النساء والرجال من بيروت لتسلمهم للسفارة الايرانية في
دمشق, وارتكبت جرائم قتل عديدة في حقهم, وأيضا هذا ليس غريبا على من اتخذ
من الخطف والاغتيال وتفجير السيارات الملغومة في شوارع بيروت ديدنا له طوال
الحرب اللبنانية, فهو بات متمرسا بالاعمال الارهابية, ولهذا اختير ليكون
شريكا في خلية إبادة الشعب السوري.
نصرالله القابع في جحر لا يختبىء من اسرائيل كما يروج في خطبه, إنما هو
يهرب من المظلومين الذين استخدمهم وقودا في صراعات محور الشر والارهاب
العامل لديه بوظيفة جلاد صغير, ولكن مهما توهم أنه يستطيع الفرار من مواجهة
مصير يرسمه بيديه الملوثتين ليس بالدم فقط, بل أيضا بالتدمير الممنهج
للشباب اللبناني عبر المخدرات, وحماية أباطرة تهريبها وتصنيعها في الضاحية
الجنوبية لبيروت التي تحتلها زمره بقبضة إرهابية قاسية, لن يبقى طويلا
بعيدا عن المحاسبة, لأن طريق الحرية التي شقها السوريون من درعا وعمت كل
أرجاء سورية, ستصل في النهاية الى بيروت وسيرى هذا الظالم المنتفخ بصلافة
الغرور كالطاووس أي منقلب سينقلب.
قمة جبل الجليد التي كشفت وفضحت ما يحتويه الصندوق الاسود للاستخبارات
السورية لن تغرق سفن العدل المبحرة بالشعوب الى شواطىء الحرية, بل ستغرق
مراكب القراصنة على شاكلة من نصب نفسه وليا صغيرا للارهاب والظلم والعنف,
فالشعب السوري سينال حريته عاجلا وليس آجلا, ومعه ايضا الشعب اللبناني,
وعندها لن يكون هناك سلاح حزب يقوده سادي دم, وليس سيدا ينتسب زورا وبهتانا
الى آل بيت النبي الكرام الذين هم أطهر بكثير من هذا القاتل المأجور, بل
هو لا يحمل من صفاتهم أي صفة.
انتهت لعبة الممانعة المزيفة والمقاومة المخادعة, وغدا المحاسبة للمجرمين أقرب من حبل وريدهم.
أحمد الجارالله