الدولة العلمانية هي الدولة التي تتخذ، رسميًا، موقفًا محايدًا فيما يتعلق بالشؤون
الدينية؛ بمعنى أنها الدولة التي لا تؤيد ولا تعارض أي معتقد ولا أية ممارسة دينية
خاصة، فهي تعامل مواطنيها بالتساوي وبغض النظر عن دياناتهم، فلا تميز أحدهم عن
الآخر من منطلق دينه أو معتقده؛ ما يعني بشكل عام أنها دولة لا دين لها. إما إذا
كانت للدولة طابع ديني معين -أغلبية عددية-، فإن هذا الطابع لا يتعدى كونه، من حيث
المضمون، طابع رمزي لا يؤثر البتة على موقف الدولة من مواطنيها الذين تتعامل معهم
دون تمييز.
تعرّف الدولة العلمانية بأنها الدولة الحامية للحرّية الدينية، وفي نفس الوقت،
بأنها الدولة التي تمنع الدين من التدخل في قضاياها، إذ تمنعه من التحكم بالحكومة
ومن ممارسة السلطة السياسية. فقوانينها تحمي كلّ مواطنيها أيًّا كان دينهم، وسواء
كانوا أقلية أو أكثرية، دون أي تمييز على أساس ديني أو مذهبي. ما يعني أن الدولة
العلمانية ليست دولةً ملحدة (كما كانت الحال في ألبانيا أو روسيا أبان الحكم
الشيوعي. فهناك كانت الدولة تعارض، رسميًا، الإيمان والممارسات الدينية).
وتصبح الدول علمانية لدى نشوئها (الولايات المتحدة مثلاً)، أو بعد علمنة الدولة
(كما في فرنسا). وتتم علمنة الدولة عبر الإقرار بالحرّية الدينية، وإلغاء الطابع
الديني لها، ومنع مدّ المؤسسات الدينية بالمال العام، وتحرير القضاء من سلطة هذه
المؤسسات وشرائعها، وتحرير التعليم من تسلطها، والسماح للمواطنين بتغيير دينهم أو
بعدم اعتناق أي دين، والسماح بأن تكون القيادة السياسية في متناول أي مواطن بغض
النظر عن دينه أو معتقده. لا تتأثر بهذا التغيير، بالضرورة، العطل الرسمية التي
كانت في الأساس عطلاً دينية، إنما هي فقط مؤسسات الدولة التي تصبح بمنأى عن أي تسلط
ديني.
نشير هنا إلى أن درجة أو شكل العلمانية قد يختلف من دولة إلى أخرى. ففي فرنسا مثلاً
ما تزال الأعياد الدينية تعامل كعطل رسمية، وما زال المعلمون في المدارس
الكاثوليكية يتلقون رواتبهم من الدولة. كذلك الأمر في إنكلترا حيث ما زال قَسَم رأس
الدولة (الملكة أو الملك) يؤدى على أساس الإيمان المسيحي البروتيستانتي.
ونشير أيضًا إلى أن التوجه العام في العالم الحديث اليوم يسير لصالح العلمانية رغم
أن بعض الدول (كإيران) قد تحولت عن طابعها العلماني لتصبح، وحتى إشعار آخر، دولة
دينية.
***
*** ***
ملاحظة:
تمت ترجمة وإعداد هذا النص استنادًا إلى موسوعة ويكبيديا الفرنسية على الإنترنت.