حمادي فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1631
تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | (التَمرُد) نزوة مستديمة لاتضمر | |
التمرد سمة تجتاح العقل دون وعي مجرد نزوة مستديمة ليس لها ضمور يؤنبها الكثير لـ حدتها ولـ آذانها المُطبقة المحشوة طين أفكار عتيقة لاذنب لها غير أنها مندفعة نحو ذاتها بكل قدراتها على تخطي الحواجز العائقة التي تحيل بينها وبين مصالحها أو رغباتها أو معتقداتها فضلت أن تعيش تحت حرقة الشمس لوحدها بعيداً عن كل من هم تحت الظل وأختارت مساراً منحني يخالف بقية الطرق المؤدية لـوطن صانعوه يفرضون قوانينهم على شتى الإتجاهات تكره هذه السلطة وهذه الحسابات المشروعة الغير قابلة لـ تفكير أو التعديل وتتلذذ بـ كيانها المنفرد القابع تحت سماء الحرية حيث المتنفس أوسع فـ لا حيطان ترد الصوت ولاسقف يكمه شفاة الصراخ
الحقيقة أن المتمردون دائماً مايعكسون وجهة نظرهم على طريقتهم الخاصة جداً والتي لاتُقاس عليها بقية النظريات الأخرى قد يكون لطابع النرجسية حظاً أوفر وجانباً كبير في شخصياتهم وفي الوقت ذاته فهم أشبه بـ رسامين الـ البورتريه قد يحددون ملامح الصورة ذاتها ولكن على طريقتهم التي قد تقنع البعض في سماتها الظاهرة وقد لاتقنع أخرون يرونها بـ تقاسيم مغايرة لذلك أراهم في كل حالاتهم أشخاص يميلون لـ عكس الحقيقة وفق أحداث ما رسموا خريطتها رموز وتشكيلات نقشت على أصلاب عقولهم تشرح ذات المنطق لدى بقية البشر إنما بشكل مختلف لايتقبله قانون المنطق العام الذي إعتاد السير على كل مألوف فهو يرى هذه الموجة من التضاد تحمل مجهول يبعث على الخوف وهذا ماحصل لـ غاليليو الذي حرقه رجال الدين لأنه أثبت أن الأرض تدور حول الشمس وماهو إلا مثال حتى نرى جانب الإبداع الإيجابي في حركة التمرد وأن لانحصر مصطلح التمرد في بوتقة السلبية التي درج عليها مفهوم الناس ولو وسعنا دائرة التفكير والرجوع لتاريخ القديم وبالتحديد عصر الإسلام لوجدنا أمثلة كثيرة تساند إجابية التمرد فـ لولا الثورة العظيمة التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن ناصره على أهل الجهل والظلال لما رُكزت راية الدين وترسخت شرائعها وكذلك لنا في قصص الأنبياء أمثلة وينطبق الحال على جملة من العلماء والمفكرين الذين ساروا عكس التيار فأحدثوا تغير عظيم في حياة البشرية
ولأن التمرد حركة ثورية تطالب بـ قلب موازين التفكير وتغيير القوانين فإن الأرثوذكسية دائرة القمع الـأولى لـأي رأي يخالف معتقداتها وثوابتها بغض النظر عن نوعيتها العقائدية أو الفكرية حيث أن هذا المصطلح من الممكن أن نطلقه على أية معتقد أو تيار فكري مما يجعل جهاد التغيير على أرضها غاية الصعوبة والنجاح في الوصول قمة النصر
قد أتغافل عن الجانب السلبي في موضوع التمرد لأننا ندركه جيداً وكثيراً مابحثنا عن حلول ناجعة تستأصله
ولكنني في كلا حالتيه أحياناً كثيرة اسأل ماذا لو منحوا منفى أخر خالٍ من الأنظمة والشروط لاحدود له مساحته مهيئة لـ بناء عالم يوافقهم هل سـ يحدثون شيء غير متوقع مقنع ؟أم أنهم لن يأتون إلا بذات المسيرة الحياتية المعتادة ولكن بمظهر مختلف ؟أم أنهم سـ يخلقون قوانين تعاكس كل الأشياء المُسلم بها على كوكبنا؟هل مصدر همهم هو إثبات وجودهم أم إثبات نظرياتهم ؟وهل هذا النضال لأجلهم أم لأجلنا؟ الحقيقة أنني وبعد هذه التساؤلات لم أقتنع إلا بمفهوم واحد وهو أن هؤلاء المتمردون لا يقدرون على فرض أنفسهم خارج المحيط المُعتاد لأنهم ببساطة ذلك التيار المُعاكس الذي لايمكن أن ينفصل عن حزمة المؤثرات الطبيعية في الكون بل إنه لاينشأ إلا من تربة واحدة كـ بقية الجذور ولكن بوضع منتكس يشق طريقة في منحنى أخر.
| |
|