المساء
الذي بلون واحد لا يكتمل*جاكلين سلام حياة بالمنتدى
هذا
المساء أعيد عليك القول: كان عليك أن تصل مع العاصفة تماماً كي نغمس كل
كلمة في لونها. نمنحها قبلة للهبوب ومن الأوراق نمدّ سريراً للقصيدة ونشبك
اللون باللون. هل مسّتكَ اشتباكات الجسد حين كانت العاصفة تلوذ بالنوافذ
والكائنات المجهولة وراءها؟ العاصفة ابن االريح، جدة النسمة، سليلة
المجهول، وأنت مجهول آخر أسامره في سلة ألواني. مسامرة العاصفة أرختْ عن
وجهي الأقنعة وعن كلماتي غربة ألوانها. ماذا سأفعل الآن بوجه بلا قناع!
قبل أن أعبث بمساحات اللون، كان عليّ أن أطفئ السيجارة، أطفئ الأضواء
والشفاه لتغفو الكلمات تحت غلالة الليل وإلى أن يصير الأفق قوس قزح ينحني
حول قلوب لا أعرف لونها ولا تعرفني. تخمد تحولات اللون. تسيح بين أصابعي
الألوان غريبة كالحقيقة، كالأوطان، كوجودي في هذا البيت الذي يكاد يغسله
هطول الفجر.
ويذكر أن جاكلين سلام، شاعرة وقاصة ومترجمة وتنشر مقالاتها في عدد من الصحف
العربية كالسفير، الحياة، الشرق الأوسط اللندنية، المستقبل اللبنانية،
وصحف ومجلات أدبية متفرقة في العالم العربي والمهجر الكندي. هذا الكتاب هو
الرابع في سلسلة إصداراتها. تقيم حالياً وتعمل في مدينة تورنتو في كندا.
الثلاثاء مارس 09, 2010 3:02 pm من طرف سميح القاسم