بقلم: محمد السامرائيليس بجديد ذلك هو الموقف الروسي المتضامن بالسلاح
والأفعال والأقوال مع نظام بشار الأسد ، فمنذ اندلاع ثورة الشعب السوري
المباركة واطلالالتها الأولى دأبت روسيا وبكل ما تملك من إمكانات مادية
ومعنوية من دعم هذا النظام الفاشستي على التصدي لثورة الشعب من خلال شحنات
الأسلحة التي لم تنقطع ولا ساعة واحدة وعلانية وبين ورشة العمل التي اتخذت
من ميناء طرطوس قاعدة خلفية لها لتوجيه وتنظيم الطريقة المثلى والتي
تجاوزت كل حدود الأخلاق والأعراف بالتدخل السافر في شؤون مستقبل سوريا
وإرادة شعبها الحر بنيل الكرامة وحرية العيش كباقي خلق الله ، والمصيبة
في ذلك كله كان أمام مرأى العالم المنافق والذي دائما ما تتبجح روسيا
الفاقدة لكل ما يرمز للإنسانية بمعارضتها الشديدة للتدويل والتدخل الخارجي
، وهم بذلك يصرخون بكل الأمم بأنهم المفوضون وحدهم بالتدخل لأنهم باتوا
يحسبون أنفسهم ابناءا لهذا البلد أو ابناءا لهذا النظام اليتيم إلا من
وافقه بقتله وبطشه للشعوب التي خيل له انه يحكمها .
أن معركة إثبات الوجود اليوم أراها قد تجاوزت صقيع الدب
الروسي المجنون بدماء السوريين الذين ينزفونها كل يوم بعد أن ضل طريق
الصواب والإصرار على دعم هذا النظام وباملائات يعرفها الجميع من اجل الفوز
بكعكة سوريا ويالها من كعكة غمست بأرواح الأطفال وصرخات الثكلى وشرف
الحرائر المراقة بين الأزقة وفوق أديم السماء ، وما يدري أن الشعب السوري
الحر وبكل أطيافه سيسخر منه ومن تهديده المتكرر والذي بات بلا روح ، لان
أرادة الشعوب لن يستطيع أن يسكتها إلى الأبد حتى لو اتخذ من الفيتو الدامي
أبدية متلازمة لموقفه حيال ثورة الشعب السوري طوال العمر .
-
ومن جهة أخرى اتسائل كيف سيسمح العالم المتحضر والذي يدعي
المظلومية والحرص على دماء البشرية أو كيف يرضى مجلس الأمن وعصبة الأمم
المتحدة وكل المنظمات الإنسانية بهذا التفرد الخطير والتلاعب بدماء الشعب
السوري والذي بحق ينبغي للعالم اجمع أن ينحني له بعد أن سما فوق كل ألاعيب
الحكومة ومحاولاتها لتمييع القضية وجرها إلى دهاليز وألاعيب البعث
والتطييف والإرهاب وغيرها من مسميات نظام في طريقه إلى مزبلة التاريخ !!
كيف يسمح بكل هذا وكيف يتم السكوت عن هذا الدور الروسي المعيب وكان الفيتو
ما وجد للإنصاف بل وجد لقهر الشعوب وقتلهم بشتى المسميات .
اليوم ينبغي أن يوضع حد لهذا الجنون والتمادي في نحر الشعب
السوري بدم بارد ينبغي أن تتحرك الجامعة العربية والشعوب كل الشعوب
الرافضة للظلم للوقوف بوجه هذا الصلف الروسي الراقص فوق دماء الأبرياء وان
يكون لسفراء الدول العربية موقف حازم مما يجري !! ولا ندري علام الاستمرار
بالتواجد في سوريا وشعبها يذبح من الوريد إلى الوريد .. أن كانت روسيا
تريد العيش المشترك المبني على احترام إرادة الشعوب لترعوي في تصرفاتها
وتقف على الحياد من اجل السلم الأهلي لا أن تبقى تساند النظام الذي يقتل
ومنذ عشرة شهور بهذا الشعب المسكين ، فنحن في الحقيقة لسنا بأعداء لروسيا
والتي وخلال عمر طويل لم نكن نحمل لها أي ضغينة تذكر بل لم يأت تاريخنا
الكبير بأي موقف يستحق من روسيا أن ترده لنا بهذا القهر والاستكبار
والانتقام حتى إننا لنسأل أنفسنا كل يوم ونبحث في بطون الكتب عن أي أذى
يمكن لنا أن نكون قد نسيناه أو ساهمنا فيه ضد روسيا ومن قبلها الاتحاد
السوفيتي .. إلا إننا لم نجد لأي من ذلك اثر يذكر وهنا نقول لهم علام هذا
التصرف !!
أيها الأحرار في ارض سوريا الحرة أن نصركم لقريب فلا يهزنكم
فيتو روسيا وتخرصاتها الباهتة ببرودة إنسانيتها ، فالمقدس عند الله كتابه
وعدالته ، أما هذا الاجتماع والتهديد فهو دنيوي عارض اليوم وغدا بإذن الله
وما عليكم إلى الجد في المضي صوب المستقبل المشرق والذي وان طرزته الدماء
والآلام إلا أن للحرية ثمن ينبغي أن يدفع بعين الرضى والتسليم وهناك سيكون
الفتح لسوريا الواحدة بكل أطيافها .. سوريا التي ستعلمهم معنى التعايش
والمحبة التي يريدون نسفها كي تنطلي ألاعيب الروس ومليشيات العراق وإيران
ولبنان .. امضوا واركلوا بإقدامكم كل سفسطة روسيا لأنها في نهاية المطاف
ستعرف من يكون الشعب السوري ولن يكون لبشار وجلاوزته أي اثر يذكر .. والله
ناصركم وهو موجد الأسباب والمسببات وليست روسيا الهرمة بسياستها الرعناء