العاهل المغربي والرئيس الجزائري في لقاء سابق
دعا العاهل المغربي محمد السادس، مساء الأحد، الجزائر إلى التعاون من أجل
بناء "نظام مغاربي جديد" يكون "محركا حقيقيا للوحدة العربية" ويضمن
"الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء". قال الملك المغربي محمد السادس، في خطاب إلى الأمة إن
"المغرب يؤكد استعداده، سواء على الصعيد الثنائي، وخاصة مع الجزائر الشقيقة
(...) إلى انبثاق نظام مغاربي جديد، يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة،
ليفسح المجال للحوار والتشاور، والتكامل والتضامن والتنمية". وأعرب العاهل
المغربي عن أمله في أن يشكل هذا النظام "بدوله الخمس، محركا حقيقيا للوحدة
العربية، وفاعلا رئيسيا في التعاون الأورو- متوسطي وفي الاستقرار والأمن في
منطقة الساحل والصحراء، والاندماج الإفريقي". وألقى الملك خطابه إلى الأمة
مساء الاحد (06 نوفمبر/تشرين الثاني) بمناسبة "الذكرى الـ 36 للمسيرة
الخضراء"، حين سار 350 ألف مغربي إلى الصحراء الغربية في عام 1975، بدعوة
من الملك الراحل الحسن الثاني، ما شكل نهاية الاستعمار الاسباني لهذه
المنطقة.
وتشهد العلاقات بين الرباط والجزائر توترا منذ عقود بسبب قضية
الصحراء الغربية. ويأخذ المغرب على جارته دعمها لجبهة البوليساريو المسلحة
التي تطالب باستقلال الصحراء عن المملكة المغربية وهو ما ترفضه الرباط
رفضا قاطعا وتعرض بدلا منه منح هذه المنطقة حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها.
وأكد العاهل المغربي في خطابه، الذي عرضته بنصه الكامل وكالة المغرب العربي
للأنباء(وكالة الأنباء الرسمية المغربية)، "حرص بلادنا على التنفيذ التام
لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، للتوصل إلى حل سياسي نهائي متوافق عليه لهذا
النزاع الإقليمي المفتعل، في إطار الوحدة الوطنية والترابية للمملكة".
وشدد على أن "التزام المغرب بتفعيل توجهاته السيادية في كل أبعادها لا
يوازيه إلا عزمه على مواصلة التعاون مع الأمم المتحدة وكل الأطراف المعنية
للمضي قدما في مسار المفاوضات وفق المقاربات الخلاقة، التي طرحها المبعوث
الشخصي للأمين العام الأممي، وعلى أساس مبادرتنا للحكم الذاتي".
تنديد بأوضاع اللاجئين في تندوفلايزال ملف الصحراء الغربية يشكل عائقا أمام أي خطوة للتقارب في المغرب العربيوندد
العاهل المغربي بما يتعرض له اللاجئون الصحراويون في مخيمات تندوف في جنوب
غرب الجزائر، وهي مخيمات تخضع لسلطة جبهة البوليساريو ورعاية الجزائر.
وقال الملك محمد السادس "إن مواطنينا في مخيمات تندوف، ما يزالون يعانون،
في منطقة معزولة ومغلقة، أبشع أساليب الحرمان والقمع والإهانة، في تنكر
لكرامتهم وحقوقهم الأساسية المشروعة". وأضاف "نجدد رفضنا لهذا الوضع غير
الإنساني المهين، وللمناورات السياسوية الدنيئة، لخصوم وحدتنا الترابية،
الذين يتجاهلون، بشكل سافر، كل النداءات الدولية، بما فيها دعوات مجلس
الأمن الدولي، والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لإجراء
إحصاء يضمن الحق الإنساني والطبيعي لإخواننا بتندوف، في الحماية القانونية
وتمكينهم من كافة حقوقهم".
وبحسب البوليساريو فان عدد لاجئي تندوف يبلغ حوالي 160 ألفا،
وهؤلاء تعتبرهم الرباط مواطنين مغاربة. وضم المغرب الصحراء الغربية، وهي
مستعمرة اسبانية سابقة، في العام 1975. وتطالب جبهة تحرير الساقية الحمراء
ووادي الذهب (البوليساريو)، مدعومة خصوصا من الجزائر، بتنظيم استفتاء
لتقرير المصير في هذه المنطقة برعاية الأمم المتحدة. بالمقابل يؤيد المغرب
منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا تحت سيادته رافضا أي حديث عن إمكانية
استقلالها عنه.