شرطة دبي تطالب الانتربول بتسليم المتهمين باغتيال المبحوح وتلقي القبض على فلسطينيين
محمود المبحوح القيادي في حركة حماس
لندن ـ القدس العربي ـ من احمد المصري ـ أعلنت شرطة
دبي الاثنين عن تفاصيل مهمة في عملية اغتيال محمود المبحوح القيادي في
حركة حماس في أحد فنادق الإمارة يوم 20 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وقال
الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي "إن عصابة مأجورة هي التي نفذت
عملية الاغتيال"، ولم يستبعد تورط الموساد في الجريمة، وقال انهم 11 شخصا
يحملون جوازات سفر اوروبية، بينهم امرأة.
وأوضح خلفان أن العصابة مكونة من 11 شخصا وتضم شخصا يحمل جوازا فرنسيا
وآخر يحمل جوازا المانيا وثلاثة يحملون جوازات ايرلندية، بينهم امرأة،
اضافة الى ستة اشخاص يحملون جوازات بريطانية، وهي جوازات "صحيحة حتى ثبوت
العكس"، مبينا أن العصابة استخدمت تقينات متطورة في تنفيذ الجريمة.
وكشف خلفان أن المبحوح كان مراقبا منذ لحظة وصوله إلى مطار دبي يوم 19
كانون الثاني (يناير) الماضي وأن أفراد تلك العصابة تنكروا في زي لاعبي
تنس وتنقلوا بين فنادق عدة في المدينة بهدف التمويه.
وتابع أن الشرطة اعتقلت اثنين من الفلسطينيين يشتبه بأنهما وفرا دعما إمداديا في قتل محمود المبحوح.
واضاف ان المجموعة قدمت الى دبي على دفعات وغادرتها في غضون 24 ساعة، وان
الجريمة لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة منذ لحظة دخول المجني عليه (المبحوح)
إلى الفندق حتى مغادرة الجناة موقع الجريمة.
وشددّ خلفان على أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تقبل أن تُستغل
أرضها كساحة لتصفية الحسابات مهما كانت أنواعها أو أسبابها أو انتماءات
العناصر المتورطة فيها مؤكدا أن دولة الإمارات هي دولة العدل وسيادة
القانون وأن كل من تسول له نفسه في أن يعبث بأمنها أو أن يستهدف سلامة أي
من أفراد مجتمعها أو زوارها سيخضع للملاحقة وللمساءلة والعقوبة الرادعة
بمقتضى أحكام القانون ودون هوداه أو تساهل في أمن الوطن أو سلامة أفراده
وضيوفه.
وأوضحت شرطة دبي أن اغتيال المبحوح تم عن طريق كتم النفس وأن القتلة كانوا
في انتظاره داخل الغرفة بعد أن تمكنوا من إبطال برمجة باب الغرفة.
وعرضت الشرطة صورا لتحركات العصابة داخل الفندق. وترك منفذو العملية أدوية بالقرب من جثة المبحوح بغرض التموية.
وبينت شرطة دبي أن أحد المخططين لعملية الاغتيال غادر دبي قبل تنفيذ
العملية، وطلبت شرطة دبي من الانتربول تسليم المتهمين باغتيال المبحوح.
وأوضحت مصادر الشرطة أن قائمة المتهمين تضم كلا من: بيتر إيليفنجر (المتهم
الأول) ويحمل جواز سفر فرنسي وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية
وهم: كيفين دافرون (المتهم الثاني) وجايل فوليارد (المتهمة الثالثة)
وإيفان دينينغز (المتهم الرابع)، إضافة إلى ستة متهمين يحملون جوازات سفر
بريطانية وهم: بول جون كييلي وميلفين آدم ميلداينر وستيفين دانيل هودز
ومايكل لورانس بارني وجيمس ليونارد كلارك وجوناثان لويس غراهامن والمتهم
مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألماني.
تفاصيل عملية الاغتيال
وشكّل المتهمون أربعة فرق للمراقبة حيث تكون كل فريق من شخصين بينما تركزت
مهمة المجموعة الخامسة (والتي ضمت أربعة أشخاص) على تنفيذ الجريمة وذلك
وفقا لما أظهرته أشرطة المراقبة التلفزيونية المصورة في كافة المواقع
لاسيما في فندق البستان الذي حل عليه المغدور في التاسع عشر من كانون
الثاني (يناير) 2010 .
وقالت شرطة دبي أن كاميرات المراقبة الأمنية أبرزت أن المتهم الأول بيتر
إيليفنجر لعب دور مسؤول التنسيق اللوجيستي للفريق حيث نزل في أحد الفنادق
الفخمة في دبي ثم قام بحجز غرفة في فندق البستان روتانا (موقع الجريمة)
وطلب حجز غرفة محددة وهي الغرفة رقم 237 المقابلة لغرفة المبحوح (رقم 230)
وعلى مرمى حجر منها، حيث قام المتهمون باستخدام الغرفة (237) قبيل تنفيذ
مخططهم، في حين لم يحل إيليفنجر في تلك الغرفة التي حجزها بل هم بمغادرة
البلاد قبيل إتمام رفقائه للجريمة بوقت وجيز.
وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقّب أحد أعضاء فريق
المراقبة من المتهمين لمحمود المبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار، بما يؤكد
تتبعهم له ومعرفتهم لميعاد وصوله، في الساعة 3:20 من بعد ظهر يوم 19 يناير
الماضي، قبيل توجهه مباشرة إلى فندق البستان روتانا بينما كان يتتبعه
اثنان من المتهمين ضمن أحد فرقهم المعنية بالمراقبة، حيث استقل المتهمان
معه نفس المصعد في الفندق ونزلا منه أيضا في ذات الطابق وتبع أحدهما
المبحوح للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل بها.
وأظهرت تسجيلات المراقبة التلفزيونية في فندق البستان تتبع فرق المراقبة
التي شكلها المتهمون لكل تحركات المبحوح داخل الفندق كما أظهرت وصول
فريقهم المعني بالتنفيذ إلى الفندق وصعود أفراده على دفعتين (اثنان في كل
مرة) وبفارق عدة دقائق- ودخلوا جميعاً إلى الغرفة التي استأجرها بيتر
(غرفة رقم 237).
ومن المُرجح أن المتهمين قاموا بمحاولة دخول غرفة المبحوح في الساعة
الثامنة مساءً عقب انتهاء عمال النظافة من مناوبتهم في نفس الطابق بينما
أظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين وهما يتوليا
عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة لتسهيل مهمة فريق
التنفيذ ومن بين أعضاءه العنصر التقني الذي يُعتقد أنه استخدم الجهاز
الإلكتروني لفك شفرة مفتاح غرفة القتيل للتمكن من الدخول إليها قبيل وصول
المبحوح.
ووفقاً لما جاء في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق (وأيضا القراءة
المنسوخة من مفتاح الغرفة) فقد وصل المبحوح إلى غرفته في تمام الساعة 8:25
مساءً يوم 19 كانون الثاني (يناير) حيث يُرجح أن جريمة القتل قد تمت خلال
فترة لم تتجاوز 10 دقائق اعتباراً من دخول المبحوح إلى غرفته.
وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا على ترتيب كافة مقتنيات الغرفة لكي تبدو
في صورة طبيعية بهدف إزالة جميع الآثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من
قِبل القتيل ولتضليل الجهات الأمنية وتحويل انتباههم عن أي شبهة جنائية
وراء وفاة محمود المبحوح حيث عمد الجناة أيضاً إلى إغلاق سلسلة الأمان
الخاصة بباب الغرفة من الداخل إمعاناً في الإيحاء بأن الوفاة تمت بصورة
طبيعية.
وقد سارع جميع المتهمين بالفرار من الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة، حيث
لم يستغرقوا أكثر من 10 دقائق للمغادرة، بينما توجهوا على الفور إلى مطار
دبي واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين إلى عدد من المدن الأوروبية
والآسيوية، وفقا لما أظهرته تسجيلات المراقبة التلفزيونية الخاصة بالمط