لملف موثق عنه لأكاديمية نوبل
عبد القادر الجنابي
قبل أيام التقيت ببعض المسؤولين عن مهرجان لوديف صوت المتوسط، فأبديت
لهم استغرابي أن يدعى ادونيس كعراب للمهرجان، في هذه الظروف المأساوية
للشعب السوري. فأجابني احدهم: "على العكس نحن دعوناه كتعبير منا عن
مساندتنا للشعب السوري ضد هذا النظام الدموي". وأضاف: "ادونيس كان يشتم
الأسد". تركتهم مفكرا في القضية، فشعرت أن ادونيس يلعب على حبلين في
المسألة السورية، أي تجيير الانتفاضة لمنفعته الشخصية. ففي العربية يتوخى
الحذر من إبداء ولو نقد صغير ضد نظام الأسد، بينما في فرنسا، المانيا،
اميركا، أي مع الأوروبيين يقدم كواحد من المحتجين وضد نظام الأسد... ولم
يصعب علي لفهم هذه اللعبة الباطنية. فجائزة نوبل قد تختار عربيا لأسباب جيو
سياسية عديدة أهمها مساندة الربيع العربي وانتفاضات الشعوب العربية ضد
انظمتها وبالأخص نضال الشعب السوري الذي يستحق جائزة أكبر من نوبل كلها
لصموده وتصميمه على المضي الى النهاية. بينما في نظري إذا فعلا أرادت
أكاديمية نوبل للآداب أن تشجع الربيع العربي، فأن عليها إعطاء جائزة هذا
العام مشاركة الى الروائي الليبي هشام مطر والرسام السوري علي فرزات،
فكلاهما تعبير عن انتصار الربيع العربي بوجه أكبر دكتاتوريتين، وهي ايضا
فرصة لتقدير الرسم وعلاقته بالأدب.
وبما أن ادونيس قد قضى كل حياته في إدارة العلاقات العامة واخفاء موقفه،
ومن ناحية أخرى ان الأكاديمية لا تعرف تفاصيل حياته وتصريحاته المتناقضة،
فإني رأيت أنه من الأفضل إعداد كراس موثق بالفرنسية موجها الى الأكاديمية
السويدية لجائزة نوبل للآداب، حتى تكون على علم إذا كان فعلا يستحقها،
خصوصا من زاوية البعد الأخلاقي الذي يعتبر بندا مهما في منح جائزة نوبل.
لذا أطلب من كل صديق وقارئ تزويدي بما لديهم من معلومات يتبين من خلالها ازدواجيته (ويجب أن تكون موثقة بالصورة والنص)، مثلا:
1- نسخة مصورة من مرثيته الى الخميني نشرت في مجلة الكفاح العربي
2-
نسخة جوابه لاستفتاء صحافي لبناني، حول فتوى الخميني ضد سلمان رشدي؛
وجوابه كان مؤيدا لفتوى الخميني، بينما نكر ادونيس هذا بعد سبع سنوات،
قائلا إنه وقف ضد سلمان رشدي لأن رشدي لم يكن ملحدا بما في الكفاية!!!!
3- نص القصيدة العمودية التي قرأها أمام الجيش السوري بعد قضائه على المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان.
4-
نسخة مصورة من تعزيته لحافظ الأسد على وفاة ابنه باسل، ونشرت في جريدة
تشرين السورية وعندما أعاد نشرها القاص السوري الراحل جميل حتمل في جريدة
"القدس العربي"، شن ادونيس حملة ضارية ضد حتمل على فعلته هذه التي كان يود
ادونيس ان يبقى الأمر محصورا داخل سوريا وليس خارجها.
المهم أية وثيقة (موثقة طبعا) من تاريخه: من تسميته ادونيس من قبل رئيس
الحزب القومي السوري انطون سعادة (وهذا مذكور في إحدى وثائق الحزب القومي
الاجتماعي السوري) الى اليوم.
أعرف أن عبيده سيستغربون، فهو بالنسبة اليهم، شاعر كبير... لكن غالبا ما
يعميهم الخضوع للأسماء الكبيرة، كبيرة في عين الصغار، عن رؤية حقيقة الذي
يعبدونه. هذا الكراس آمل أن يكون دقيقا وواضحا بالوثائق لا غير، وعندها لا
تستطيع أكاديمية نوبل الادعاء بانه لم يكن لها علم..