** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 طَرق على أبواب المسلّمات الهرمون الذكري نموذجاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

طَرق على أبواب المسلّمات  الهرمون الذكري نموذجاً Empty
08112011
مُساهمةطَرق على أبواب المسلّمات الهرمون الذكري نموذجاً



طَرق على أبواب المسلّمات  الهرمون الذكري نموذجاً Arton7509-10fa7
لم أعد أذكر من هو المفكّر
الذي شبّه المسلّمات، أو البديهيات، بالأبواب المغلقة أو البوّابات
المحصّنة التي تحاصر الناس وتمنعهم من الانطلاق نحو فسحات أرحب، لأنّهم
ببساطة تعوّدوا أن يعودوا عنها دون أن يطرقوا عليها، ولو حتى طرقاً خفيفاً،
بينما المطلوب ـ برأيه ـ هو أن يطرقوا عليها، إذا كانت أبواباً عادية،
مرّة ومرّتين وثلاثاً، حتى تنفتح من تلقاء نفسها، أو أن يضربوا عليها، إذا
كانت بوّابات محصّنة، بقوّة وعزم وثبات، حتى تتحطّم وتنهار وتسقط.

من هنا يرى كثير من المفكّرين أنّ نقد المسلَّمات والقناعات والتصوّرات
المسبقة هو الشرط الأوّل للتقدّم، والمحرّك الدائم للتطوّر، والمحرّض
الفعّال على تحقيق الإنجازات العلمية والطبية والفلكية والتكنولوجية
وسواها. على أنّ هذه الاكتشافات، مهما كانت عظيمة وهامّة، لن تؤدّي إلى
نتيجة إذا لم يتوفّر لها عقل نقديّ فعّال قادر على التعامل معها كما يجب،
فاكتشافات كوبرنيكوس الفلكية مثلاً ـ على شديد أهمّيتها بذاتها ـ تتجلّى
عظمتها لدى الغربيين في جانبها النقديّ اللاحق الذي جعلهم يدركون خطورة
الاستسلام للمسلَّمات التي يمكن ببساطة أن تكون خاطئة، الأمر الذي دفعهم
إلى الطَّرق على أبواب جميع المسلَّمات، في جميع المجالات، فكان أن حقّقوا
ما حقّقوه من تقدّم وتطوّر.

ويحدّثنا التاريخ الإنسانيّ عن مسلّمات كثيرة انفتحت أبوابها بفعل الطَّرق
المتكرّر، أو اختفت وأخلت مكانها لأفكار ومبادئ ومسلّمات جديدة، في العلم
والطبّ والفيزياء والفكر والفلسفة والمنطق والسياسة والاجتماع والأخلاق و..
و..، مع ملاحظة أنّ أيّة مسلّمة جديدة ينبغي ألا تكون في منأى عن الطّرق
على بابها هي الأخرى، ولو في زمان آخر.

أمّا الخطر الأكبر للمسلّمات فيكمن في الركون إليها، وبناء قناعات كاملة
على أساسها، دون التفكير فيها بشكل نقديّ، أو دراستها بشكل علميّ منهجيّ
تجريبيّ.

فعلى سبيل المثال، ثمّة تصوّر مسبق ومفهوم شائع، غير بعيد عن معطيات العلم
المتاحة على كلّ حال، بأنّ الهرمون الجنسيّ الذكريّ، الذي يسمّى علمياً
التستوستيرون testosterone ، يسبّب سلوكيات عدوانية وأنانية ومجازفة
ومخاطرة ومغامرة، لدى من يحملونه، أي معشر الذكور وبعض الإناث اللواتي
يحملنه أحياناً بكمّيات معتبرة لأسباب مرضيّة جسمانية. وقد بُني هذا
التصوّر بشكل رئيسيّ على تجارب قديمة أجريت على ذكور القوارض التي أدّى
إخصاؤها وبالتالي حرمانها من الهرمون، إلى نقص العراك فيما بينها بشكل
واضح.

ولاحقاً تطوّرت على مدى عقود فكرة أنّ التستوستيرون يسبّب السلوك العدائيّ
والمُخاطر والأنانيّ، وتحوّلت تلك الفكرة إلى مسلًّمة أو بديهية. كما
بُنيت على هذا التصوّر المسبق العديد من النظريات والمدارس والثقافات،
خصوصاً في مجالات علم الاجتماع والتربية ودراسة العنف والإجرام، ورسّخته
وسائل الإعلام بكافّة أنواعها. ولكن ماذا لو تبيّن أنّ هذا التصوّر خاطئ
ولا سند له علمياً؟ كم من الأسس ستتهاوى؟ وكم من الشواهق سيهوي؟. طبعاً
الكثير.. ولعلّنا نسمع منذ اللحظة من يستنكر طرح أسئلة افتراضية لأمور تبدو
مستحيلة، ولكن مهلاً هذا ليس افتراضاً وليس مستحيلاً.. بل هذه دراسة
تجريبية علمية أكاديمية موثّقة أجريت مؤخّراً في جامعتين محترمتين، واستنتج
منها أن الهرمون الجنسي ذا السمعة السيئة، يمكن أن يحض على سلوكيات
معتدلة، بعيدة عن العدائية والأنانية والمخاطرة، لاسيما إذا كانت هذه
السلوكيات تعزّز مكانة الشخص الخاصة. وبالتالي فالاستنتاج السابق بأنّ
تأثيرات التستوستيرون التجريبية على الحيوانات تنسحب هي نفسها على البشر،
هو استنتاج خاطئ، أو على الأقلّ ينبغي إعادة النظر فيه بقوّة.

نُشرت الدراسة/التجربة المشار إليها في مجلّة الطبيعة Nature ، واشترك
فيها عالم الأعصاب كريستوف إيسينغر Christoph Eisenegger وعالم الاقتصاد
إرنست فير Ernst Fehr ، وهما من جامعة زيوريخ في سويسرا، وعالم الاقتصاد
مايكل نيف Michael Naef وهو من جامعة رويال هولواي في لندن. وكانت الغاية
من التجربة دراسة إمكانية تعديل الكيفية التي يعتقد أنّ الهرمون الذكري
يؤثّر بها على السلوك الاجتماعي، وانطلق الباحثون ـ حسب إيسينغر ـ من سؤال
شغله وزملاءه طويلاً : ما هي الحقيقة، وما هي الخرافة؟.

شارك مائة وعشرون شخصاً متطوّعاً في التجربة التي كانت عبارة عن تجربة
سلوكية وزّعت فيها كمّيات حقيقية من المال، وفق قواعد تسمح بالعروض العادلة
وغير العادلة، مع إعطاء الشريك المفاوض خيار رفض أو قبول العرض، وبالطبع
كلّما كان العرض أكثر عدلاً، قلّ احتمال رفضه من الشريك المفاوض. وإذا لم
يتمّ التوصل إلى موافقة، لا يكسب الفريق أيّ شيء.

قبل بدء اللعبة/التجربة أعطي جزء من المتطوّعين جرعة من التستوستيرون،
بينما أعطي الجزء الآخر منهم جرعة مماثلة من دواء موهِم placebo ليس له أيّ
تأثير. واعتماداً على الرأي الشائع، توقّع الباحثون أن يتبنّى الأشخاص
الذين أعطوا التستوستيرون استراتيجيات عدوانية وأنانية ومخاطرة ومجازفة،
بغضّ النظر عن النتائج السلبية المحتملة على عملية التفاوض. ولكن المفاجأة
كانت في أنّ النتائج التي أظهرتها الدراسة تناقض هذا الرأي بشكل حادّ.
فالأشخاص الذين رُفع لديهم مستوى التستوستيرون صناعياً، قدّموا بشكل عامّ
عروضاً أفضل وأكثر عدلاً واعتدالاً من عروض أولئك الذين تلقّوا فقط الأدوية
الموهِمة، وبالتالي تناقصت احتمالات رفض عروضهم إلى الحدّ الأدنى.

وبناء على نتائج التجربة، استخلص الباحثون ـ كما يشرح إيسينغر ـ أنّ
المبدأ السابق حول دور التستوستيرون في السلوك العدوانيّ والأنانيّ
والمخاطر، هو مبدأ خاطئ ومفنّد ومدحوض. وتقترح موجودات التجربة، بدلاً من
ذلك، أنّ الهرمون يزيد ما يمكن تسميته "حسّ الحفاظ على المكانة". ويقول
المشارك في الدراسة مايكل نيف: "إذا كان الإدراك المتزايد للمكانة لدى
الأنواع الحيوانية ذات الأنظمة الاجتماعية البسيطة نسبياً، يمكن أن يعبّر
عن نفسه بالعدوانية، فإنّني أعتقد أنّ في البيئة الإنسانية المعقّدة،
سلوكاً اجتماعياً محترفاًpro-social للمحافظة على المكانة، لكنه ليس
عدوانياً". ولذلك يرجّح نيف أنّ التفاعل بين التستوستيرون والبيئة
الاجتماعية المتميزة للبشر، هو ما يمكن أن يسبّب سلوكاً معتدلاً أو
عدوانياً، وليس التستوستيرون بحدّ ذاته.

لكنّ الملاحظة الأهمّ التي يشير إليها نيف، هي أنّ الدراسة تبيّن بوضوح
مدى سطوة وحصانة وتجذّر المفهوم الشائع (المسلّم به) حول التستوستيرون بين
الناس، منطلقاً من كون بعض الأشخاص المتطوّعين الذين تلقّوا دواء موهماً
خلال التجربة، قدّموا عروضاً غير عادلة وغير معتدلة بشكل واضح، لاعتقادهم
أنّهم تلقوا مركّب التستوستيرون، وليس الدواء الموهم. ومن الواضح، برأيه،
أنّ هؤلاء الأشخاص قد استغلّوا، بوعي أو من دون وعي، المفهوم الشائع حول
الهرمون لإضفاء نوع من الشرعية والمشروعية على عروضهم غير العادلة
وسلوكياتهم غير المعتدلة. ممّا قاده إلى الاستنتاج ـ عن حقّ ـ بأنّ
"التستوستيرون ليس هو ما يزيد العدوانية بنفسه، بل الأصحّ أنّ ذلك هو من
فعل الخرافات والأساطير المنسوجة حول الهرمون".

ولا داعي للتذكير هنا مجدّداً بأن ما قصده نيف بالخرافات والأساطير حول
الهرمون هو ما كان يعتبر من المسلّمات، وقد يبقى كذلك حتى وقت طويل، إلى أن
تنجح تماماً عمليات الطرق على أبواب المسلّمات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

طَرق على أبواب المسلّمات الهرمون الذكري نموذجاً :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

طَرق على أبواب المسلّمات الهرمون الذكري نموذجاً

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  طَرق على أبواب المسلّمات الهرمون الذكري نموذجاً
» المنهج التفكيكي والاختلاف... دريدا نموذجاً
» أبواب جهنّم من الاسكندرية إلى واشنطن
» هل الغرب على أبواب نهايته
» لكروموسوم الذكري يتزاوج نفسه

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: