تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
06032016
هل الغرب على أبواب نهايته
قالت الكاتبة آن أبلباوم إن وحدة الغرب والردع النووي والجيوش التي ظلت على استعداد دائم، منحت الغربيين استقرارا سياسيا لأكثر من نصف قرن، كما أن فضاء الشراكة الاقتصادية الغربية قد جلب الازدهار لأوروبا وأميركا الشمالية؛ لكن كل ذلك يتعرض حاليا لتهديدات جدية.
وأوضحت الكاتبة في مقال لها بواشنطن بوست أن المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب إذا فاز برئاسة الولايات المتحدة فلن يكون حريصا على استمرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولا على أمن أوروبا والدفاع عنها ضد التهديدات الروسية، ليس ذلك فحسب بل إنه على استعداد للتقارب مع القيادة الروسية الحالية. وأضافت أن زعيمة "اليمين الفرنسي المتطرف" مارين لوبان ليست بعيدة عن تولي رئاسة فرنسابداية العام المقبل. وإذا حدث ذلك، فإن فرنسا ستغادر الناتو والاتحاد الأوروبي وتؤمم الشركات الفرنسية وتقيّد الاستثمارات الأجنبية، كما ستسعى لعلاقات خاصة مع روسيا التي تموّل بنوكها حملتها الانتخابية. وقالت أيضا إن بريطانيا هي الأخرى ربما يصوّت شعبها في يونيو/حزيران القادم للخروج من الاتحاد الأوروبي، وستتبع خطوة بريطانيا دول أخرى في الاتحاد مثل المجر التي يتحدث رئيسها فيكتور أوربان أحيانا عن ترك بلاده الغرب لعقد تحالف إستراتيجي مع أنقرة أو موسكو. واستمرت تقول إنه ليس من المستبعد أن تغادر بريطانيا "تحالف عبر الأطلسي" الاقتصادي، إذا كان الاضطراب الاقتصادي الذي يعقب خروج لندن من الاتحاد الأوروبي كفيل بفقدان حكومة المحافظين السلطة لصالح حزب العمال الذي يتزعمه اليساري المتشدد جيرمي كوربين المعادي لأميركا، على حد تعبيرها. وأشارت إلى أن الجميع يقللون من شأن كوربين مثلما كانوا يقللون من شأن ترامب، لكن كوربين هو البديل المحتمل الوحيد إذا أسقط الشعب البريطاني حكومة ديفد كاميرون. واختتمت أبلباوم قائلة إن السوق الأوروبية الواحدة دون فرنسا لن يكون لها وجود، ودون بريطانيا سيكون من الصعب تصوّر استمرار الناتو. وقالت أيضا إن وحدة الغرب تعرضت من قبل لتحديات كثيرة إبان حرب فيتنام وازدهار المنظمات اليسارية مثل "الألوية الحمراء" في السبعينيات، وكانت هناك مخاوف من انهيار الغرب ككيان متجانس، "لكن المخاوف الراهنة أخطر بكثير مما سبق".