الكرخ فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 964
الموقع : الكرخ تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | ضد قهر العمال و قمع النقابة، مسيرة عمالية حاشدة باكادير رغم قرار المنع | |
جعلت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل باكادير من يوم الأحد 16 اكتوبر يوم احتجاج عمالي بامتياز. فطيلة ثلاثة ساعات من بعد زوال هذا اليوم سار آلاف العمال، بأغلبية نسائية ساحقة، على طول شارع الحسن الثاني، ذهابا و إيابا، إلى ولاية اكادير ومقر مندوبية الشغل المتجاورتين بقلب الحي الإداري.
|
آلاف العمال و العاملات من أحياء اكادير، وضواحيها الشعبية، تقاطرت على مقر الكونفدرالية منذ الساعة الثانية، وسط أجواء حماسية تعلو فيها أناشيد مارسيل خليفة وشعارات الغضب العمالي و التصميم النضالي.
وقد دعا التنظيم الكونفدرالي المحلي إلى هذه المسيرة ضمن برنامج نضالي ردا على بلوغ بطش أرباب العمل و تواطؤ السلطات حدا غير مسبوق. فحالات طرد النقابيين في تكاثر، و إغلاق وحدات الإنتاج متتالية، ورفض تطبيق التشريعات الاجتماعية متزايد، باختصار جحيم الرأسمالية يشتد لهيبه على العمال و العاملات. فلم يكن بد من الرد النقابي.
غالبية المشاركين في المظاهرة الكونفدرالية من شغيلة القطاع الخاص، بأغلبية نسائية لافتة للنظر. رغم انه يوم العطلة الأسبوعية بعد أيام الاستغلال المفرط، ورغم أعباء التدبير المنزلي التي تقع على كاهل النساء، جاءت العاملات مستجيبات بحماس لنداء المسيرة، و استعملن شارع الحسن الثاني، حيث ترتفع عمارات الواجهات الزجاجية، رمز الثراء الفاحش على ظهر الأجراء، للتعبير عن رفض واقع القهر الطبقي و عن العزم على مقاومته.
بفعل العقلية الذكورية اعتاد المغاربة أن يقولوا لمن يسعون إلى بعث الشجاعة و الإقدام في نفسه :كن رجلا. بعد هذه المسيرة العمالية النسائية ، حري بهم القول : كن امرأة.
لقد كانت المشاركة العمالية الكثيفة تعبيرا عن حجم الاستعداد النضالي لطبقة الأجراء في سياق غلاء المعيشة مع رفض تعميم الزيادة في الأجور رغم هزالتها، و حملة أرباب العمل للتنكيل بالنقابيين و النقابيات تحت أنظار السلطة المتواطئة.
وكما عبر مسؤول الكونفدرالية في كلمته أمام مقر مندوبية الشغل بالحي الإداري، ليست هذه المسيرة غير بداية، و سيكون موعد الشغيلة مع مسيرات أخرى رغم قرارات السلطة القمعية القاضية بمنع التظاهر. ومرة أخرى سفه الشغيلة بوعيهم و انضباطهم النضالي كل أكاذيب السلطة التي تمنع المسيرات بمبرر الإخلال بالأمن العام.
وقد اسمع المتظاهرون صوت الغضب العمالي لعشرات السائحين الأجانب على جنبات الشارع ومقاهيه، حيث لم يتخلف هؤلاء عن تصوير المظاهرة، وعبر العديد منهم، ممن شرح له المناضلون أسباب المظاهرة و أهدافها، عن تضامنهم و إعجابهم بحجم المشاركة العمالية.
بقصد إلقاء مزيد ضوء على هذا الحدث النضالي الهام، كان لنا لقاء قصير مع حيسان عبد الحق المسؤول الكونفدرالي، كما يلي:
المناضل-ة : ما هو سياق هذه المظاهرة العمالية و دواعيها
حيسان عبد الحق:
تعود أسباب هذه المسيرة الى مدة غير قصيرة، فبعد فاتح مايو 2011 لاحظنا توجها جديدا قوامه حصول أرباب العمل على الضوء الأخضر لاستهداف النقابيين في اكادير و بيوكرى. ومن علامات هذا الاستهداف: رفض أداء الأجور، وهو توجه جديد لم يُشهد حتى في أقسى سنوات الهجوم على الطبقة العاملة. وهذا مشكل كبير.
ففي سياق الربيع العربي ، وظهور حركة 20 فبراير بالمغرب، التي حركت الراكد، وأدت إلى حركية سياسية ببلدنا، نرى أرباب العمل يصعدون ضد العمال. وإن الحرمان من الأجر تعدي بالغ قد يدفع الإجراء الى ما لا يمكن تصوره من ردود الفعل.
ونسجل هنا أن أرباب عمل أجانب رفضوا أداء الأجور رغم الأوضاع العادية لمنشآتهم. وهذه حالة عامة.
فعلى سبيل المثال توجد مشاكل عدم أداء الأجور هنا في مدينة اكادير في كل من فندق السلام ، حيث توقفت الأجور نهائيا منذ شهر غشت، وفندق تلضي، وفندق أنزي. هكذا بدل الزيادة في الأجور تم وقف أدائها.
يضاف إلى هذا عدم تعميم الزيادة الأخيرة في الأجور في شهر يوليوز.
من جانب آخر، ثمة من بين دواعي المسيرة العمالية، مشكل إغلاق وحدات الإنتاج بكافة القطاعات، صناعية كانت أو فلاحية. ومن أمثلة الإغلاق ما جرى بكل من معمل سوفريغام للتصبير، وضيعة ارمونا، و ضيعة هورتوبال.
هذا علاوة على انتهاك الحقوق العمالية برفض تطبيق حتى ما ينص عليه قانون الشغل، وقد لاحظنا تناميا غير مسبوق لهذه الظاهرة لدرجة تراجع العديد ممن كانوا يطبقونه بقطاعات متنوعة.
وثمة أيضا مشكل عدم أداء اشتراكات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
و أخيرا، تكمن آفة الآفات في محاربة العمل النقابي، لا بل حتى انخراط مفتشي الشغل بشكل سافر مفضوح في هذه الحرب. أحد أبرز مفتشي الشغل المعادين صراحة للعمل النقابي ذلك القائم في ايت ملول، حيث بات يقوم بدور إصدار الفتاوي لصالح أرباب العمل في مجال محاربة التنظيم النقابي العمالي. وقد بلغ به الأمر مستوى استقدام احد أقاربه إلى شركة اونيدريب [صناعة معدات السقي] ليكون مستشارا لإدارة الشركة لطرد النقابيين الكونفدراليين [42 مطرودا].
وفي شركة ديليمار [تصبير السمك]، تم طرد المكتب النقابي فور إعلان تأسيسه، وكان مفتش الشغل يسائل العمال ماذا يريدون النقابة. وكانت شركة الضحى للمصبرات شهدت هي أيضا طرد النقابيين. وقد تمكنا بفعل الصمود العمالي من إرجاع النقابيين بهاتين الوحدتين.
وفي شركة امادير أفتى مفتش الشغل بطرد 44 عاملة منتميات إلى الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وضمنهم المكتب النقابي برمته.
أما في شركة سوتيماغ بايت ملول، فقد كان مفتش الشغل يحل بالشركة حتى خارج أوقات العمل ليتفضل بفتاويه في محاربة العمل النقابي. وقد طرد المكتب النقابي بكامله بهذه الشركة.
كما جرى طرد المكتب النقابي بكامله في فندق ايفيرو ستار.
ومن المثير أن قرارات الطرد هذه بالعشرات كانت كلها بنفس الصيغة، و النقابيون مستيقنون أنها مملاة من نفس الجهة التي تصدر الفتاوي.
وإننا في الكونفدرالية بصدد إعداد ملف لفضح ممارسات مفتش الشغل هذا سواء أمام الرأي العام أو مع وزارة التشغيل.
وفي الحي العمالي انزا، ثمة أيضا مفتش شغل جديد من هذه الطينة، فهو أيضا يفتي بشكل مفضوح على أرباب العمل أراء تعينهم على مخالفة القانون.
وقد سعى الكونفدراليون الى فهم خلفيات هذا التوجه المعادي للعمال في سياق الربيع العربي. اجتمع المجلس النقابي لكدش في سبتمبر 2011 ، وقرر عدة أشكال نضال لمواجهة الوضع. وفي اجتماعه الأخير يوم 2 اكتوبر 2011 قرر تنظيم مسيرة احتجاجية إلى مقر مندوبية الشغل باعتبارها الجهة المسؤولة على تطبيق القانون، وبالنظر أيضا إلى وجود مفتشين فاسدين يفتون بخرق القانون.
المناضل-ة : ما هي آفاق المعركة بعد هذه المسيرة الناجحة؟
|
| |
|