فى الوقت الحالي أتخذت روسيا الاتحادية مجموعة من
القرارات الهامة تتعلق بسياستها فى المجال العسكري والتقنية العسكرية تهدف
لتعزيز الجاهزية القتالية لقواتها المسلحة وتحسين تجهيزاتها التقنية .
وبطبيعة
الحال ظهر سؤال ، ماهي انواع الاسلحة التي من الضروري اقتناؤها ،وبأي كمية
، لكي تمتلك القوات المسلحة أقصى قدر ممكن من القدرة القتالية خلال
المرحلة الحالية مع المحدوية الصارمة للغاية فى الموارد المالية و المادية
والموارد الأخرى .
من جل الأجابة على هذا السؤال فمن
الضروري وضع نموذج للعملية التخطيطية لتجهيز القوات بالأسلحة والعتاد
العسكري ،مع الأخذ فى الاعتبار الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري الحالي
،وتوقع تطورها خلال الفترة الممتدة من خمسة الى خمسة عشرة سنة ، وفى ظل هذه
الظروف فإن المطلب الأهم للنماذج الحالية ان تتواجد فى حالة فاعلية ،
ولديها معنى طبيعي واضح المقياس الأمثل لخطة التجهيز، التي من ناحية اظهرت
التناسب الحقيقي للقوات فى اتجاه مسرح الأعمال القتالية ( الاتجاه
الأستراتيجي) لجميع الانواع الرئيسية للأسلحة فى كافة مراحل التخطيط ، ومن
جهة اخرى يجب ان تحتوي المعلومات على انواع الاسلحة والعتاد العسكري التى
تزودت بها القوات على المدى القريب ،لكي يكون الفارق فى القدرات القتالية
بين الأطراف المتحاربة ينحصر أقل مايمكن فى كل خطوة من خطوات التخطيط على
الانواع ذات الأسبقية .
وعلى هذا المنوال يستخدم هذا النموذج فى ظل
وجود محدوية صارمة على جميع انواع الموارد المطلوبة عند اتخاذ القرار بصد
العدو المحتمل .
تاريخيا ً كانت الاعمال موجهة لتقدير قوى الجانبين حيث
تتلخص فى الاساس فى السعي للمحاولة للحصول على تقدير تناسب حجم الاسلحة
والعتاد العسكري للاطرف المتحاربة فقط ،غير انه عمليا ً اثبت ان التركيز
على التقدير الكمي والنوعي هو اكثر جدوى مع الأخذ فى الاعتبار ان لدى
الاطراف انواع محددة من الاسلحة والعتاد العسكري ، من حيث كميتها ونوعيتها
، ومن الشائع الحصول على طرق تقدير ومقارنة قوات الاطراف مع استخدام
معاملات قياس قتاليةً تناسب القدرات القتالية . تناسب القدرات القتالية
للاطراف المتحاربة تقدر بتناسب مايسمى بوسائط التسليح الرئيسية : الدبابات
،العربات القتالية المدرعة ،صواريخ م/د الموجهة ، المدفعية ،المقاتلات ،
الطائرات الهجومية والاستطلاعية ،القاذفات ، المروحيات القتالية ،منظومات
الدفاع الجوي ،الصواريخ التعبوية ،ومن الواضح ان نسبة هذه الوسائط كانت
حاسمة لتحكم مسبقا ً على نتائج العمليات القتالية .
وباستعراض وتحليل
العمليات الكبرى للجيش السوفيتي خلال 1944 - 1945 يمكن ان نخلص الى ان
نجاحنا يتحدد الى حد بعيد فى التفوق بالدبابات والمدفعية والطائرات (كما هو
موضح بالجدول المرفق) بالرغم من ان هذا لايقلل من موهبة القادة العسكريين
السوفييت وبطولة الضباط والجنود ، ولكن من الواضح أنه بدون خلق هذا التفوق
فى الاسلحة والعتاد العسكري على العدو فإن الخسائر فى الافراد والعتاد خلال
العمليات قد يكون أكبرمن ذلك بكثير
. فى الوقت الحالي فمهمة تقرير
الحفاظ على الردع فى مسرح الأعمال العسكرية (الاتجاه الاستراتيجي) لاتستدعي
بالضرورة تحقيق تفوق كبير فى الأسلحة والعتاد العسكري فهذا يمكن ان يسبب
فى رد فعل الطرف الأخر فتؤدي فى النهاية الى تصعيد تنامي امتلاك الاسلحة
والعتاد العسكري "سباق التسلح "، وللتجهيز المثالي للقوات بالاسلحة والعتاد
العسكري (من اجل تحقيق الردع) يجب اولا ً أتخاذ القرار بتقليص الفارق بين
القدرات القتالية فى كل خطوة من خطوات التخطيط خلال فترة زمنية محددة ( خمس
عشرة سنة) .
وبناء على ماتقدم بوصفه معيار لأختيار افضل خطة مثالية
مناسبة لتعديل مجموع الفارق فى القدرات القتالية لوسائط التسليح الرئيسية
للأطراف المتحاربة خلال فترة محددة من التخطيط ،تستخدم كمؤشر على مجموع
الحد الادنئ لتوازن الانحراف فى القدرات القتالية لوسائط التسليح الرئيسية
للأطراف المتحاربة فى مسرح العمليات العسكرية ،ولغرض صياغتها رياضيا ً تكون
على الشكل التالي :
فى سبعينيات القرن الماضي تم
وضع طريقة علمية لتحديد القدرة القتالية أستندت على الخصائص الفعلية "
الحقيقية " للأسلحة والعتاد العسكري وعلى النموذج الرياضي للعمليات
الأستراتيجية على مسرح العمليات العسكرية القارية ،وقد تبين انه لاوجود
لقياس وحيد ثابت ومناسب لجميع أنواع الأسلحة والعتاد العسكري ،وأن القدرة
القتالية لاتحددها الأمكانيات القتالية للأسلحة وكمياتها ، ولكن ايضا ً نوع
الأعمال القتالية ، ونوعية التوجيه ،أنواع التامينات القتالية والتأمينات
الأخرى ، ظروف المواقع ، والعوامل الجوية والعوامل العملياتية الأخرى ،
وبحسب المعادلة فالامكانيات القتالية لنماذج الأسلحة والعتاد العسكري
وكميتها مع الأخذ فى الأعتبار قيم المتغيرات نوع العمليات القتالية ،
نوعية التوجيه والتامين يمكن ان تأخذ فى الاعتبار المتغير
.
المتغير يختص بالأفضلية التى يعطيها المسؤول عن اتخاذ القرار على نوع خاص
او غيرها من وسائط التسليح الرئيسية ، الناتجة عن الأهداف وانواع العمليات
المقبلة ،وفق أمكانيات الدولة ، الحالة السياسية والعسكرية السائدة ،
المتغير لحساب الأنواع الواحدة لنماذج الأسلحة والعتاد العسكري للأطراف
المتحاربة وفقاً للخصائص التعبوية والفنية ، المتغير مع استخدام إجراءات
الخبراء المختصين .
إذا كانت المعادلة تأخذ فى الأعتبار القيود ذات
العلاقة فى شكل تعبير رياضي عن الموارد المادية ،والبشرية ،والمالية ،
والتى تؤثر على سيتم الحصول على مسائلة برمجة رياضية غير خطية ،توصف عملية
تجهيز القوات بالأسلحة والعتاد العسكري ،و طرق الحل في مثل هذه المسائل
تصمم بشكل جيد وموجودة فى المراجع الخاصة بالبرمجة الرياضية .
المتغيرالمثالي
لمسائلة الردع يعتبر متغير غير ثابت عدد نماذج النوع للأسلحة والعتاد
العسكري التى يجب امتلاكها ضمن قوام القوات خلال الفترة الزمنية ،
للأنتهاء من مرحلة التخطيط بالتوافق للوصول لأقل أختلاف فى القدرات
القتالية للأطراف المتحاربة .
هذه المهمة الموضوعة تسمح بترحيل عملية
تخطيط قوام وسائط التسليح الرئيسية للقوات على مسرح الاعمال العسكرية
المحدد (الاتجاه الاستراتيجي) وهذا يعني مراجعة خطط التجهيز للقوات خلال
مدة زمنية محددة (خمسة - خمسة عشرة سنة ) وذلك يتعلق بالمتغيرات الممكن
إجرائها فى المؤشرات الكمية والنوعية لوسائط التسليح الرئيسية للأطراف
المتحاربة .
هذا يسمح بتحديد اي الانواع من وسائط التسليح الرئيسية
،وماهي الكمية اللازمة لتجهيز القوات على مسرح العمليات الرئيسية فى الفترة
الزمنية المحددة t لكي يتم تقليل الفارق بين القدرات القتالية فى ظروف
محدودية أمكانيات الدولة ، وعند ذلك لن تكون هناك حاجة للزيادة الكبيرة "
بحجم كبير" لأي نوع اخرمن وسائط التسليح الرئيسية وفقا ً للمعادلة (1)
وتسمح بخسارة "فقد" نوع واحد من النماذج والوصول للتفوق بالاخرى وبالإمكان
تقليل الفارق بين القدرات القتالية والوصول للتناسب مع الوسائط الغير
متماثلة لدى الطرف الأخر .