أكد
الروائي إبراهيم عبد المجيد - في كلمته بالندوة التي عقدت بأتيليه القاهرة
للحديث عن مشواره الأدبي- أن الثورة المصرية أسقطت كل النظريات
الاجتماعية، وقال: إن كل النظريات الفلسفية قبل الثورة لم تستطع أن تتنبأ
بما حدث فى ثورة 25 يناير.
ونوه عبد المجيد عن أن الشعب المصري خرج للثورة للمطالبة بالحرية والكرامة
والعدالة الاجتماعية، مشددا على أن الثورة لن يستطيع أحد أن يسرقها، وأن
الشعب المصري لن يعود إلى الوراء، وأن الثورة نجحت في صهر الشعب المصري في
بوتقة واحدة لتحقيق حلم الحرية الذي من المستحيل أن يسرق منهم.
وأضاف "أن الثورة المصرية جمعت كل التيارات السياسية وطبقات المجتمع،
وصنعوا المدينة الفاضلة خلال فترة الثورة، لحظة اجتمع فيها كل البشر -أبناء
اللحظة- بلا سؤال عن الماضي، أو أي خلفيات، ليشكلوا يوتوبيا أقصى حدودها
الجسدية ثمرة تمر، وأدنى طموح لهم رحيل النظام".
وأوضح أنه كان يشعر -أثناء الثورة- وكأنه في برزخ بين السماء والأرض، وأنه
كان موجودا يوميا في الميدان، حيث تتلاحق الأحداث بشكل متواصل، ففي الصباح،
تتفجر براكين حولك من هنا ومن هناك، وشعارات تتردد، وقرارات تصدر، وفى
المساء، حين يخيم الهدوء، تأتي أصوات من بعيد من بعض التجمعات هنا وهناك،
وآخر يحمل لوحة تعبر عن رفضه وموقفه، وأصوات أرهقها كثرة الهتاف، كان يخيل
له أنه يشاهد الملائكة الذين ينتظرون النهار لطرد الشياطين عن الأرض.
وشدد عبد المجيد على أن كل المحاولات التي تبذل حاليا لشق صف المصريين لن
تنجح، وعلى الجميع أن يعي جيدا أنه لا يوجد أحد مفوض من الله لمحاسبة
الناس، وأن ما يتماشى مع العقل هو ما يتماشى مع الدين، وما لا يتماشى مع
العقل، لا يتماشى مع الدين.
وأشار إلى أن التيارات الدينية الموجودة في المشهد السياسي حاليا مؤقتة،
وأنه على التيارات الدينية -إذا كانت تؤمن بالفعل بالدولة المدنية- أن تكف
عن مهاجمة الليبراليين وكل من لا يتوافق مع مناهجهم، وأن نجاح أي تيار
سياسي -خلال المرحلة المقبلة- يتوقف على إيمانه الحقيقي بالمطالب التي خرجت
من أجلها الثورة، وهي الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.